تمر الولايات المتحدة الأمريكية "كان يلقبها البعض بـ شرطي العالم" بأزمة سياسية واقتصادية كبيرة منذ تولي الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم قبل أقل من عامين وتحديدا في 20 يناير 2021، وقد ظهر ذلك قوة عند الانسجاب الأمريكي المذري من أفغانستان، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
الرئيس الأمريكي جو بايدن
وتعاني الولايات المتحدة الامريكية من أزمة اقتصادية، حيث ارتفع معدل التضخم لأول مرة منذ 40 عاما، وبات شبح الإفقار يهدد فئة كبيرة من المواطنين الأمريكيين بسبب بعض السياسات التخبطية لإدارة الرئيس جو بايدن على حد وصف المراقبين والمحللين.
وقد ساهم في ذلك إصرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على خلق عدوات مع الصين وروسيا وغيرها من الدول التي تتمتع بثقل سياسي واقتصادي على الصعيد العالمي، وهو الأمر الذي تضالت معه فرص استمرار بايدين في منصبه، وقدرته على الفوز بفترة رئاسة جديدة على غرار سلفه الرئيس دونالد ترامب.
وقد أظهرت كثير من مؤشرات الرأي داخل الولايات المتحدة تراجع شعبية الرئيس جو بايدن بين الديمقراطيين لأقل من 40%، بسبب ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة ومعاناته المستمرة خاصة مع مرض الزهايمر، الذي أفقده التركيز في غالبية أحاديثه، حيث يبلغ من العمر 79 عاما.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بادين اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2024، مشيرا إلى أن السيدة الأولى جيل بايدن تدعمه في مسعاه، حسبما ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي.
ونقلت قناة "إم إس إن بي سي" عن بايدن قوله: "لم أتخذ هذا القرار الرسمي، لكنها نيتي، اعتزم الترشح مجددا، ولدينا الوقت لاتخاذ ذلك القرار".
وأضاف بايدن للقناة، أنه لم يعلن الترشح رسميا لأن "سلسلة كاملة من القواعد ستنطلق" بمجرد إعلانه، مشيرا: "لا بد أن أعامل نفسي كمرشح اعتبارا من تلك اللحظة".
وأضاف: "تعتقد زوجتي أننا نقوم بعمل شديد الأهمية وأنني لا يجب أن أتخلى عنه".
وذكر الرئيس الأمريكي في وقت سابق أنه قد يكون من المبكر للغاية أن يعلن قرارا، بحسب موقع "أكسيوس"، وترددت تكهنات عن احتمال انتظاره حتى 2023 ليعلن ترشحه رسميا.
5 صعوبات تواجه بايدن
ويقول الدكتور ماك شرقاوي المحلل السياسي الأمريكي إن فرص الرئيس الأمريكي جو بايدين في الفوز ضعيفة للغاية نظرا لانخفاض شعبيته بين الديمقراطيين ومعاناته المتزايدة من المرض، معقبا: "من المتوقع خسارة انتخابات التجديد النصفي للكونجراس، لعدة أسباب أهمها قيامه باستهلاك الاحتياطي الاستراتيجي من النفط".
وأضاف اشرقاوي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الرئيس بايدين قام بسحب 180 مليون برميل في 6 أشهر من الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي من النفط، و15 مليون برميل في أخر إسبوعين، الأمر الذي ساهم في زيادة الاحتقان والرفض من قبل المواطن الأمريكي لسياساته، بجانب ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير، حيث وصلت لأعلى معدل منذ أربعين عاما، وارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء بشكل متسارع مما تسبب في حالة استياء عام لدى المواطن الأمريكي.
وأشار شرقاوي إلى فقدان بايدين الدعم الأوروبي، وقد ظهر ذلك جليا خلال تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزير خارجيته مؤخرا والتي كانت حول أزمة الطاقة، ومحاولات الشركات الأمريكية العاملة في مجال الطاقة رفع الاسعار بشكل مبالغ فيه، وكذلك انتقاد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، بسبب "بيع الغاز بأسعار وصفها بالخيالية، مستغلين الأزمة التي تعانيها أوروبا بسبب دعمها لاوكرانيا ضد روسيا.
وأكد المحلل الأمريكي، أن جو بايدين انخفضت شعبيته لأقل من 40% بين الديمقراطيين، بسبب سياسات التخبط التي ينتهجها، بجانب وضعه الصحي وإصابته بالزهايمر، وظهر تأثير مرضه في أكثر من حديث له، حيث نادى على نائبة متوفيه منذ شهور، ومرة أخرى نادى على والدته المتوفية منذ العام 2010، لافتا إلى أن كل هذه المواقف جعلت المواطن الأمريكي لا يشعر بالرضا تجاه استمرار بايدين على رأس الإدارة الأمريكية".
وتابع: بجانب ما سبق هناك الاستراتيجية الأمنية للأمن القومي التي اطلقها وركزت على روسيا وبعدها الصين، فشعر كثير من الديمقراطيين أن سياسة بايدين ستورط الولايات المتحدة وتختلق عدوات مع دول أخرى "بدون داعي" على حد قوله.
واختتم شرقاوي، أن سياسة بايدين تفتقد للحكمة، حيث أوصلت سياساته فئات عدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد الإفقار، وارتفعت معدلات التضخم بنسبة غير مسبوقة منذ العام 198، و"أصبح المواطن الامريكي يعانى من تكايف المعيشة".