كشفت وكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم الأحد، أن هناك مؤشرات على نية قوات أوكرانيا استخدام ما يسمى بـ"القنبلة القذرة" أو الأسلحة النووية منخفضة القوة.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إنه "تم تكليف إدارة المصنع الشرقي للتعدين والمعالجة الواقع في مدينة جولتيه فودي بمقاطعة دنيبروبيتروفسك، وكذلك معهد كييف للأبحاث النووية، بصنع قنبلة قذرة، ووصل العمل على المشروع إلى مرحلته النهائية".
وأوضحت الوكالة أن موظفين بمكتب الرئاسة الأوكرانية مقربون من الدائرة المقربة للرئيس فولوديمير زيلينسكي وبتوجيه منه، بإجراء اتصالات سرية مع ممثلين من بريطانيا بشأن إمكانية نقل مكونات أسلحة نووية إلى سلطات كييف.
ومنذ قليل، بحث وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو هاتفيًا مع نظيره الفرنسي التطورات في اوكرانيا وإمكانية حدوث تصعيد خارج عن السيطرة، حيث حذر خلال المباحثات من إمكانية قيام كييف باستخدام ما يعرف بالقنبلة القذرة.
ما هي القنبلة القذرة؟
القنبلة القذرة أو القنبلة الإشعاعية هي قنبلة محاطة بمواد مشعة واسعة المدى حيث تنتشر على شكل غبار أثناء الانفجار الذي يكون له كثافة حرارية وميكانيكية مماثلة لأي قنبلة أخرى عدا أنها تنشر عناصر مشعة في المنطقة المحيطة.
أضرار القنابل القذرة
من شأن القنبلة القذرة أن تخلف آثارًا مدمرة على المدى الطويل، إذ أن هدفها الرئيسي ليس التدمير بل تلويث منطقة جغرافية معينة وإصابة الأشخاص المتواجدين فيها عبر إشعاعات مباشرة.
ويمكن للمواد المشعة إرباك العمل الخلوي للشخص المتواجد، محطمة بذلك سلسلة الحمض النووي مخلفة طفرات حيث يمكن أن تسبب أمراض السرطان وسرطان الدم وأمراض العوز المناعي وغيرها، وقد تتسبب في الكثير من حالات الوفاة لكل من يتعرض لها.
ومن بين مخاطر القنبلة أيضا الاضطرابات الاجتماعية، التي تليها من فزع وذعر عام جراء الجهل بأضرارها وفاعليتها.
كما تتسبب بأضرار اقتصادية هائلة حيث تعتبر المنطقة المصابة غير صالحة للحياة والاستخدام بسبب صعوبة إزالة آثارها، لاحتمالية استخدام عناصر فعالة بكميات قليلة وبعد الانتشار تكون نادرة جدا ويصعب العثور عليها، وتستغرق عملية الإزالة، خاصة في المدن الكبيرة، وقتا طويلا وتكلفة كبيرة.
سهولة تصنيع القنبلة
وفي تقرير نشرته شبكة "إن.بي.سي" الأمريكية يوليو الماضي، توصلت غرفة المحاسبة الأمريكية إلى أن الإجراءات الأمنية الراهنة لا توفر الحماية الكافية ضد شراء المواد المشعة عالية الخطورة. حيث تمكن المحققون، باستخدام تراخيص مزيفة، من شراء تلك المواد من شركتين أميركيتين مختلفتين، وهو ما يكفي لوقوع خسائر بمئات الوفيات الناجمة عن عمليات إجلاء وأضرار اجتماعية واقتصادية بمليارات الدولارات.
ويسهل العثور على هذه العناصر أكثر من مواد الأسلحة الذرية الانشطارية التي تتطلب مراقبة أدق. كما أن العبوات الناسفة الجرثومية الحيوية والكيميائية، يتم اعتبارها أسلحة. ووفقًا لخبراء، فإن صناعة واستخدام هذه العبوات المتفجرة ذات الطابع الذري أو الحيوي أو الكيميائي، لا يمكن منعها.