زادت المخاوف الجدية لدى المسئولين الغربيين، من قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعراض قوته النووية، عبر إطلاق قنبلة نووية فوق البحر الأسود، تزامنا مع تراجع قواته على أرض المعركة أمام الجيش الأوكراني.
وذكرت صحيفة "صن" البريطانية، أن وزير الدفاع البريطاني بن والاس توجه بشكل عاجل إلى واشنطن، وسط مخاوف من تنفيذ بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن "التهديد زاد في الآونة الأخيرة".
وأشارت إلى أن بن والاس، ألغى الإدلاء بشهادته أمام البرلمان البريطاني، للتوجه إلى واشنطن للتحدث مع نظرائه الأمريكيين بشأن الضربة النووية الروسية المحتملة.
ويتزامن الذعر الغربي مع تكبد القوات الروسية خسائر كبيرة، جراء هجوم مضاد تشنه كييف، حسب الصحيفة.
ويخشى المسئولون أن يلجأ بوتين للخيار النووي، وسط حالة من اليأس المتزايد المسيطرة على الروس، في ظل الخسائر القاسية بساحة المعركة أمام أوكرانيا، والإخفاقات الكبيرة للقيادة العسكرية الروسية.
وفي وقت سابق الشهر الماضي، قال زعيم الكرملين إن موسكو مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن وحدة أراضيها، فيما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن العالم مقبل على حرب نهاية العالم.
كما اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن المناطق التي ضمتها روسيا حديثها "يمكن الدفاع عنها بالسلاح النووي".
مسيرات إيران
يأتي ذلك في وقت تلجأ فيه موسكو للطائرات المسيرة الإيرانية لشن هجمات مكثفة، في ظل تراجعها في الشرق أمام كييف.
وصباح الاثنين، استهدفت ضربات روسية منشآت حيوية في 3 مناطق أوكرانية منها العاصمة كييف، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مئات البلدات.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تواصل محاولة ترويع وقتل المدنيين الأوكرانيين، موضحا أنه "منذ 10 أكتوبر، تم تدمير 30% من محطات الطاقة في أوكرانيا، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بجميع أنحاء البلاد".
كما دعت أوكرانيا خبراء من الأمم المتحدة لفحص ما تقول إنها طائرات مسيرة إيرانية الأصل، تستخدمها روسيا لمهاجمة أهداف أوكرانية في انتهاك لقرار لمجلس الأمن.
وأطلقت روسيا عشرات الطائرات المسيرة الانتحارية على أوكرانيا، وأصابت البنية التحتية للطاقة، ما أسفر عن مقتل مدنيين في العاصمة كييف.
في حين أشار زيلينسكي إلى استخدام الأسلحة الإيرانية "بمثابة اعتراف من موسكو بفشلها رغم إنفاق الكثير من مواردها المالية لتمويل صناعة الدفاع في الاتحاد السوفيتي وما بعده على مدى عقود".
وفي وقت سابق، كشفت تقارير صحفية عن إرسال إيران عشرات من عناصر الحرس الثوري سرًّا إلى أوكرانيا، للمساعدة في تدريب القوات الروسية على كيفية تشغيل الطائرات المسيرة الإيرانية "كاميكازي".
وحسب صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، تم إرسال 50 متخصصا من عناصر الحرس الثوري الإيراني، إلى الجبهة الجنوبية والشرقية في أوكرانيا، مع مئات الطائرات المسيرة الإيرانية.
وتقول كييف إنه "في أواخر أغسطس شحنت إيران مجموعة طائرات من طراز (شاهد) و(مهاجر) إلى روسيا"، فيما تعتبره أوكرانيا والقوى الغربية الكبرى "انتهاكا للقرار 2231 الذي أيد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015".