اعترفت روسيا أن الوضع الميداني في أوكرانيا "متوتر" بالنسبة لقواتها أمام هجوم مضاد تشنه كييف، لكنها لم تستبعد "اتخاذ قرارات صعبة"، وسط معارك طاحنة لا سيما في خيرسون جنوبي البلاد.
وقال القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرجي سوروفيكين "يمكن وصف الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر"، موضحا أن "العدو لا يتخلى عن محاولاته لمهاجمة مواقع القوات الروسية".
وأضاف في حوار مع قناة "روسيا 24" أن قيادة حلف الناتو "تطالب القوات الأوكرانية منذ فترة طويلة بشن عمليات هجومية في اتجاه خيرسون، بغض النظر عن أي خسائر، سواء في القوات المسلحة الأوكرانية أو بين السكان المدنيين".
ولفت إلى أن "هذه الأعمال يمكن أن تؤدي إلى تدمير البنية التحتية لمركز صناعي كبير.. وسقوط عدد كبير من الضحايا بين السكان المدنيين".
وأكد الجنرال الروسي أن واريخ "هيمارس" تسببت في "إحداث وضع خطير بالنسبة للسكان المدنيين في خيسرون.. ومصاعب في إيصال الطعام ومشكلات في الكهرباء والمياه، حيث قصف العدو منشآت البنية التحتية عمدا".
وتابع "تتخذ مجموعة القوات المتحالفة حاليا إجراءات لبناء القوة القتالية والعددية للتشكيلات والوحدات العسكرية.. وإنشاء احتياطيات إضافية، وتجهيز خطوط ومواقع دفاعية على طول خط التماس بأكمله".
وشدد سوروفكين على أن "الإجراءات اللاحقة المتعلقة بمدينة خيرسون نفسها، ستعتمد على الوضع العسكري"، مطالبا بضرورة المحافظة على أكبر عدد من أرواح المدنيين والعسكريين الروس، مشيرا إلى عدم استبعاد اتخاذ "قرارات بغاية الصعوبة".
إجلاء السكان
وذكر الجنرال الروسي أن "الجيش الروسي سيضمن قبل كل شيء الإجلاء الآمن للسكان من خيرسون"، حيث تشكل الضربات الأوكرانية التي تستهدف البنية التحتية المدنية تهديداً مباشراً لحياة السكان، لافتا إلى أن الوضع في المدينة "صعب للغاية".
وقال إن القوات الجوية الروسية نفذت أكثر من 34 ألف طلعة جوية خلال العملية العسكرية الخاصة، بالإضافة لأكثر من 8 آلاف طلعة عبر طائرات مسيرة، ما تسبب في تدمير أكثر من 600 هدف للقوات الأوكرانية.
وكان نائب رئيس إدارة مقاطعة خيرسون كيريل ستريموسوف، قال إن "الأوكرانيين المتطرفين، الذين تحرضهم الدول الغربية، سيبدأون قريبا هجوما على مدينة خيرسون".
وأوضح على حسابه بموقع تليجرام أنه "لا يستبعد قصف مدينة خيرسون والجزء الواقع على الضفة اليمنى من منطقة خيرسون".
وتابع المسؤول الموالي لموسكو "لن نتخلى عن المدينة.. سنقاوم حتى النهاية. لن ندع النازيين يدخلون المدينة".
كما أشار ئيس إقليم خيرسون الموالي لروسيا، فلاديمير سالدو، في بيان إلى إنه "سيتم إبعاد السكان من 4 بلدات عن نهر دنيبرو.. نظرا لاحتمال أن يؤدي القصف الأوكراني إلى تدمير سد قريب".
تدمير محطات الطاقة
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تواصل محاولة ترويع وقتل المدنيين الأوكرانيين، موضحا أنه "منذ 10 أكتوبر، تم تدمير 30% من محطات الطاقة في أوكرانيا، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بجميع أنحاء البلاد".
فيما ذكر كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أن روسيا وجهت ثلاث ضربات لمنشأة طاقة غير محددة.
وقال مسؤولون إن الهجوم استهدف "البنية التحتية الحيوية" وإن عمال الطوارئ يتجهون إلى هناك.
وصباح الاثنين، استهدفت ضربات روسية منشآت حيوية في 3 مناطق أوكرانية منها العاصمة كييف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مئات البلدات.