EN 
في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا مباشرة، لم يكن هناك انقسام حزبي ذي معنى في الولايات المتحدة، لكن بعد قرابة 8 أشهر تغيرت الظروف السياسية بشكل كبير.
وفي تقرير لقناة "إم إس إن بي سي" الأمريكية، فخلال فبراير الماضي على سبيل المثال، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث الأمريكي أن 9٪ فقط من الناخبين الجمهوريين يعتقدون أن الولايات المتحدة أثبتت جديًا دعمها الكبير لأوكرانيا.
وبحلول سبتمبر، تضاعف هذا الرقم أكثر من ثلاثة أضعاف ليصل إلى 32٪ - والذي ــ وفقًا لبحث بيو ــ يمثل تعددية جديدة في سياسة الحزب الجمهوري.
والاتجاه مشابه في الكابيتول هيل، فكان الجمهوريون اليمينيون من أمثال مارجوري تايلور جرين صريحين في انتقاداتهم لمساعدة الولايات المتحدة لأوكرانيا.
تقليص الدعم لأوكرانيا
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أنه منذ حوالي شهر أن عددًا متزايدًا من المشرعين الجمهوريين على استعداد لتقليص الدعم المالي العسكري لأوكرانيا.
واقترح النائب الجمهوري مات جايتز أن أغلبية الحزب الجمهوري في مجلس النواب ستوقف المساعدات لأوكرانيا تمامًا.
وتوقع السيناتور الديمقراطي كريس مورفي أن الأغلبية الجمهورية من المحتمل أن "توقف أي مساعدة إضافية"، وهي توقعات بدت بصيرة في ضوء أحدث تعليقات زعيم الأقلية في مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي.
وقال مكارثي: "أعتقد أن الناس سيواجهون ركودًا ولن يكتبوا شيكًا على بياض لأوكرانيا"، مضيفًا "أوكرانيا مهمة، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن تكون الشيء الوحيد الذي يدعمونه، ولا يمكن أن نقدم شيكًا على بياض".
وتشير حقيقة أن زعيم الحزب الجمهوري استخدم عبارة "شيك على بياض" ثلاث مرات على الأقل إلى أنه يعتبرها مهمة، على الرغم من أنه ليس من الواضح تمامًا كيف يمكنه تعريف العبارة؟.
ويصعب تفويت الرسالة وسياقها، ففي ظل الأغلبية الديمقراطية، يمكن للقادة الأوكرانيين الاعتماد على الدعم الأمريكي. إذا حقق الجمهوريون مكاسب فسوف يصبح هذا الدعم مشكوكًا فيه بسرعة.
وبالنظر إلى المستقبل، قد تدفع هذه الأنواع من التعليقات إدارة بايدن إلى الضغط من أجل عام كامل من المساعدة الأوكرانية خلال جلسة الكونجرس التي تعقب الانتخابات النصفية، وذلك في حالة فوز الجمهوريين بالسيطرة على أي من مجلسي النواب والشيوخ في يوم الانتخابات.
