كيف كان تعامل الرسول مع أهل الكتاب، وحقيقة اليهودي الذي كان يؤذيه؟.. سؤال بينه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من خلال برنامج “من مصر”، على شاشة فضائية "سي بي سي".
كيف كان تعامل الرسول مع أهل الكتاب؟
وقال علي جمعة إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عالٍ القدر، وعظيم الشأن، موضحاً أن ما جاء في رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عايد جار يهودي له اعتاد على وضع القاذورات أمام منزله الشريف، وحينما لم يجد النبي تلك الأشياء القبيحة ذهب إليه ليطمئن على صحته إن هذه الرواية وردت من غير سند.
وبين “علي جمعة” في مدى صحة الراوية التي تقول إن هناك أحد جيران النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود وقد كان يؤذيه صلى الله عليه وسلم فيقابله بالعفو والصفح حتى أسلم على يديه الشريفة بعدما وجد من حسن تعامله، أن تركيبة البناء الذي وجد فيه النبي الشريف وزوجاته وآل بيته تأبى أن يكون هناك من يشاركهم فيه، فهي رواية حدثت مع غير النبي قد يكون من الصحابة أو من عموم المسلمين، وقد قيل أنها حدثت مع الإمام أبي حنيفة.
ولفت “علي جمعة” إلى أن سيدنا رسول الله له في أمثال الرحمة والعفو الكثير والكثير فحياته ملئ بالنماذج العظيمة، فكان لا يغضب إلا في أوقات الخشية على المسلمين من عذاب وخلافه، فكان رحمة للإنسان والحيوان والجماد، وحينما أتى وفد نجران لمناقشته أنزلهم المسجد وأمر لهم بالصلاة فيه، ولم يمنعهم.
وأردف علي جمعة أنه حينما أسلم عدي بن حاتم وهو من الأريوسيين، فتعجب عدي ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم على علم بهم وهم يسبقونه بقرون عديدة وقد انقطعت أخبارهم، وقد كانوا يقولون بأمور تشبه المسلمين، زعميهم أريوس، وقالوا بوحدانية الله تعالى كما جاءت بها سورة الإخلاص، وكانت لهم أحكام يخالفهم فيها عَدي فسأله النبي عن سبب مخالفتهم فيها، ما يدل على صدق نبوته، مشدداً أن المشترك بين المسلمين وأهل الكتاب أكبر مما نظن.