قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

منتدى أسبوع الطاقة الروسي.. بوتين يمد يده لأوروبا قبل الشتاء|هل يتراجع الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
×

تعاني دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا وألمانيا من نقص حاد في إمدادات الطاقة، بسبب مساندتها لأوكرانيا ضد روسيا في الحرب المندلعة بين البلدين قبل 7 شهور، وفرضها عقوبات اقتصادية على الأخيرة، الأمر الذي استفز موسكو وقررت معه خفض إمدادات الغاز عبر خط "نورد ستريم 1".

منتدى أسبوع الطاقة الروسي

وتواصل خفض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا قبل انقطاع التدفقات تماما عبر "نورد ستريم 1" من أجل الصيانة، ونتج عن ذلك عدم تدفق الغاز إلى ألمانيا فى 31 اغسطس الماضي، وفقا لشركة الطاقة الروسية العملاقة "جازبروم"، حينها.

وكان اجتمعت دول الاتحاد الأوروبي لتسقيف سعر الغاز الروسي، وسبق وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه سوف يقطع واردات الغاز الروسي عن القارة الأوروبية بأكملها إذا أقدمت الدول الأوروبية على تنفيذ قرار الحد الأقصي.

تهديد الرئيس الروسي جعل الاتحاد الأوروبي يتراجع عن قراره، إلا أن الدول الأوروبية ومنها فرنسا وألمانيا مازالت تعانى من نقص الغاز، فى ظل البحث عن بدائل أخرى، وهو ما ظهر في جولات القادة الأوروبيين إلى عدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المعاناة الأوروبية زادت حدتها خلال الأيام القليلة الماضية مع وقوع تسريب بخطي "نورد ستريم"، والذي رجحت عدة دول أوروبية وعلى رأسها ألمانيا أن التسريب قد يكون ناتجا عن عمل تخريبي، وقد تسبب الأمر في ضجة كبيرة بين القادة الأوروبيين.

من جهته قال الرئيس بوتين، اليوم في كلمة خلال منتدى "أسبوع الطاقة الروسي" المنعقد في موسكو، إن "الغاز المفقود عبر "السيل الشمالي" على طول قاع بحر البلطيق يمكن نقله إلى منطقة البحر الأسود، وبالتالي جعل الطرق الرئيسية لتوريد غازنا الطبيعي إلى أوروبا عبر إحدى الدول، ويمكن إنشاء أكبر مركز للغاز في أوروبا، إذا كان شركاؤنا مهتمين بذلك بالطبع".

وأكد الرئيس الروسي، أن "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي" لاستئناف إمدادات الغاز عبر خط "نورد ستريم"، الذي يصل بلاده بأوروبا، فيما اعتبر الزعيم الروسي أن التسرب نجم عن "إرهاب دولي" من شأنه أن يخدم مصلحة الولايات المتحدة وبولندا وأوكرانيا.

وشدد بوتين على أن بلاده مصدر موثوق للطاقة وألقى بالمسؤولية على الغرب في تعطل إمداد السوق العالمي، مشيرا إلى إن "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي"، لاستئناف الإمدادات.

وجاء ذلك بعد انفجارات ألحقت أضرارا بخطوط الغاز نورد ستريم التي تصل روسيا بأوروبا.

وتابع بوتين قائلا "إذا أرادوا ذلك يمكن فتح الصنابير وهذا كل ما في الأمر"، مؤكدا أن موسكو "مستعدة لاستئناف الإمدادات" عبر الجزء الذي لم يتأثر بالتسرب، يمكن أن "تنتقل إلى منطقة البحر الأسود، طريقها الرئيسي لإمدادات الوقود والغاز إلى أوروبا .

من جهتهم وقبيل حلول الشتاء سارع القادة الأوروبيون لوضع خطة للتصدي لارتفاع أسعار الطاقة بموازاة إبقاء العقوبات على روسيا، وطالب أكثر من نصف دول الاتحاد الأوروبي بتحديد سقف للأسعار.

بوتين يتحدى الدول الأوروبية

غير أن بوتين قال إن روسيا "لن تزود الطاقة لدول تضع سقفا لأسعارها"، وفي إشارة إلى تحديد سقف للأسعار قال بوتين "بقرارتهم المتعجرفة، يدمر بعض السياسيين الغربيين اقتصاد السوق العالمي ويشكلون في الواقع تهديدا لرفاه مليارات الأشخاص".

وقال الدكتور نور ندا المحلل السياسي، إن الرئيس الروسي يقدم جولة جديدة في إدارة الصراع ويستعرض قوته ليس فقط كلاعب شطرنج ماهر بل أيضا كصانع ألعاب يهيئ لنفسه ملعب الجولة القادمة، ويفتح البرجل بزوايا جديدة تمكنه ليس فقط من الانتصار بل وتمكنه من قهر الخصوم .

وأضاف ندا -خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، تقدم الرئيس بوتين برغبة محترفة للوفاء بالتزاماته فى توريد النفط والغاز بوساطة أخرى عبر خط "نورد ستريم 2" ووفقا للعقود المبرمة بمثابة عرض المنتصر، وهو فى ذات الوقت عرض غير ممكن تحقيقه لأنه به قدر من الإذلال لأوروبا ولأمريكا بتوازن القوى الجديد الذى فرضه بوتين بالضربات الموجعة.

ولفت ندا، أن أوروبا لن تقبل بهذا العرض، حيث أن هذا العرض يأتى بعد زيارة ناجحة لرئيس دولة الأمارات العربية المتحدة تم خلالها الاتفاق على مجموعة مهمة من الاتفاقيات التى تدعم العلاقات والتعاون الاقتصادي الأماراتى الروسي.

وأوضح ندا، أن هذا العرض الروسي يأتى بعد استعراض عنيف للقوة الروسية أظهر جزء من القوة، ويبدو أن أوروبا لم تدركه مسبقا بجدية كافية، ومنه الضربات الصاروخية والجوية الروسية التي استهدفت مراكز القيادة الأوكرانية في عشر مدن أوكرانية، حيث طالت مبنى للمخابرات ومكتب الرئيس الأوكراني شخصياً.

وأكد أن الضربات كانت صدمة للغرب، وأظهرت حجم احتياطي ومخزون القوة العسكرية والأسلحة الروسية التي لم تستخدم بعد والتي استهان بها الغرب ولم يدرك حجمها وخطورتها، مشير إلى أن هذه الضربات أصابت أوكرانيا والغرب بالذعر مما دعا الرئيس الأوكراني إلى التصريح بأن بوتين يريد إزاحة أوكرانيا من خريطة العالم.

من جهته قال اللواء محمد غباشي أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن تصريحات الرئيس بوتين اليوم خلال منتدى أسبوع الطاقة الروسي، تدل على ذكاء وحنكة، فحديثه كان حديث المنتصر الذي يراوغ خصمه، وأنه يمتلك كل مقومات القوة، ويريد أن يحدث نوع من الإذلال لدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت ذاته قام بإلقاء الكرة في ملعبهم.

وأضاف غباشي - تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، إن روسيا لديها التزامات بعقود واتفاقيات بشأن توريد الغاز، فأراد الرئيس يوتين أن يبرز أنه مستعد للإيفاء بتلك العقود، ولكن على الدول الأوروبية إيجاد خطوط إمداد بديلة أو القبول بما اقترحه، وذلك يمثل ضربة قاصمة للولايات المتحدة الأمريكية.

واختتم غباشي، أن ما قام به الرئيس بوتين اليوم ما هو إلا استعراض قوة ولن يمكن دولا أخرى من الدخول على خطوط إمداد الغاز الروسي، بل يريد أن يغازل بعض من لهم مطامع لإبراز نوياهم للعلن.