EN
قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إن الاقتصاد العالمي يواجه بشكل متزايد خطر الركود مشيرةً إلى أنه قد يخسر 4 تريليونات دولار من الناتج الاقتصادي حتى عام 2026.
ووصفت جورجييفا هذا الأمر بأنه "انتكاسة هائلة" تعادل تقريبًا حجم الاقتصاد الألماني، مضيفةً أن "حالة انعدام اليقين ما تزال مرتفعة للغاية" بعد الحرب الروسية في أوكرانيا وتفشي وباء كورونا، محذرة من "إمكانية ظهور المزيد من الصدمات الاقتصادية".
ونقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن مديرة صندوق النقد الدولي قولها إن الصندوق يقدر أن الدول التي تمثل نحو ثلث الاقتصاد العالمي ستشهد على الأقل ربعين سنويين متتاليين من الركود هذا العام أو العام المقبل، مضيفةً: "حتى عندما يكون النمو إيجابيًا؛ فإنَّه سيبدو وكأنَّه ركود بسبب تراجع الدخل الحقيقي وارتفاع الأسعار".
وحذرت جورجييفا من أن "عدم التشديد الكافي من شأنه أن يعمّق التضخم ويرسخه، الأمر الذي يتطلب أن تكون أسعار الفائدة في المستقبل أعلى بكثير وأكثر استدامة، بالتالي؛ يحدث ضرر جسيم للنمو وأضرار جسيمة للناس"، مضيفة: "من ناحية أخرى؛ فإن تشديد السياسة النقدية كثيرًا وبسرعة كبيرة، وفعل ذلك بطريقة متزامنة عبر الدول، يمكن أن يدفع العديد من الاقتصادات إلى ركود طويل الأمد".
العريان يحذر من عدم رفع الفائدة
في سياق متصل، حذر الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان منذ أيام، من أن عواقب توقف الاحتياطي الفيدرالي السريع عن رفع الفائدة ستتمثل في ركود تضخمي طويل وهو أسوأ من عواقب مواصلة السياسة النقدية الحالية.
وقال العريان في مقابلة مع مجلة "نيويورك" الأمريكية إن هناك 4 عوامل للمساعدة في تقصير أمد الركود الاقتصادي، أولها هو أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتحسين فهمه للاقتصاد وسياسته، أما الثاني فهو توفير حماية أفضل للفئات الأكثر ضعفاً من الناحية الاقتصادية.
وأشار العريان إلى أن العامل الثالث في تنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز الإنتاجية ورأس المال البشري في سوق العمل، أما العامل الرابع فهو مراقبة الاستقرار المالي للمؤسسات غير المصرفية عن كثب، مشددًا على أن بعض تلك العوامل قد تساعد الاحتياطي اليفدرالي على استعادة مصداقيته التي فُقدت عندما أصر على أن التضخم كان عابرًا.
وأضاف العريان "أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الاحتياطي الفيدرالي الآن هو التوقف عن رفع أسعار الفائدة في وقت قريب. لا أعتقد أن الاحتياطي الفدرالي يستطيع التوقف الآن عن التشديد النقدي، لأن مصداقيتهم قد تضررت للغاية لدرجة أنه إذا توقفوا الآن سيقول الناس على الفور نحن أمام الاحتياطي الفدرالي المتقلب في فترة السبعينيات".
