كشف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، أن البنك لم ينته من مهمة خفض التضخم وهو "بعيد جدًا" عن إنهاء حملته لرفع أسعار الفائدة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن رئيس المجلس في مدينة شيكاجو، تشارلز إيفانز، قوله إن السعر القياسي للفائدة سيكون على الأرجح عند 4.5% إلى 4.75% بحلول الربيع المقبل، مقارنة مع النطاق الحالي بين 3% و3.25%، فيما قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، إن التضخم المرتفع الذي تشهده الولايات المتحدة حاليًا أمر غير مقبول.
وفي هذا الصدد، قال "بنك أوف أمريكا" إن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يرغب في رؤية مشهد فقدان الوظائف في السوق الأمريكي قبل أن يوقف حملته لمحاربة التضخم، وذلك قبيل الكشف عن تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة الذي يصدر اليوم الجمعة، وسط توقعات بأن يٌسجل معدل البطالة مستويات 3.7% وإضافة 219 ألف وظيفة، بحسب شبكة "سي.إن.بي.إس" الأمريكية.
وقال المصرف الأمريكي في مذكرة إن العملاء استفسروا بشأن ما إذا كان يتوقع حدوث تحول قريب الأجل في موقف الفيدرالي، مضيفًا: "نعتقد أن تلك المخاوف مستبعدة، فوظيفة الفدرالي الراهنة لم توشك على الانتهاء، وسيواصل زيادة الفائدة حتى يتصدع سوق العمل".
ورجح البنك أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي مسار التشديد النقدي حتى يصل نمو الوظائف إلى نقطة تحول وتتخذ البطالة مسارًا صاعدًا.
حلول لمحاربة الركود
من جانب آخر، قال الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان إن أي ركود اقتصادي عالمي لن يكون شديدًا مثل انهيار 2008، مشيرًا إلى أن هذا لن يحدث طالما الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بإمكانه تجنب المزيد من الأخطاء السياسية وأن تتخذ الولايات المتحدة الخطوات الضرورية لتجنب الركود.
وأضاف العريان في مقابلة مع مجلة "نيويورك" الأمريكية أن هناك 4 عوامل للمساعدة في تقصير أمد الركود الاقتصادي، أولها هو أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتحسين فهمه للاقتصاد وسياسته، أما الثاني فهو توفير حماية أفضل للفئات الأكثر ضعفاً من الناحية الاقتصادية.
وأشار العريان إلى أن العامل الثالث في تنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز الإنتاجية ورأس المال البشري في سوق العمل، أما العامل الرابع فهو مراقبة الاستقرار المالي للمؤسسات غير المصرفية عن كثب، مشددًا على أن بعض تلك العوامل قد تساعد الاحتياطي اليفدرالي على استعادة مصداقيته التي فُقدت عندما أصر على أن التضخم كان عابرًا.
وقف الفائدة خطأ
وأضاف العريان "أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الاحتياطي الفيدرالي الآن هو التوقف عن رفع أسعار الفائدة في وقت قريب. لا أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي يستطيع التوقف الآن عن التشديد النقدي، لأن مصداقيتهم قد تضررت للغاية لدرجة أنه إذا توقفوا الآن سيقول الناس على الفور نحن أمام الاحتياطي الفدرالي المتقلب في فترة السبعينيات".
ويرى العريان أن عواقب توقف الاحتياطي الفيدرالي السريع عن رفع الفائدة ستتمثل في ركود تضخمي طويل وهو أسوأ من عواقب مواصلة السياسة النقدية الحالية.