لم تجف دموع الأم المكلومة، منذ أن علمت بنبأ مقتل نجلها الشاب مؤمن إبراهيم محمدين، ضحية الغدر، في الحادث المأساوي الذي أحدث حزناً شديداً بين المواطنين في مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، فلم تكن تعلم أن القدر يخبئ كل هذا لنجلها الذي كان زفافه منذ أقل من 3 أشهر، لكنها ارتضت بقضاء الله وقدره وسط حالة من الحزن وعين تنزف دمعاً على فراق فلذة كبدها.
تعيش الأم المكلومة أتعس وأحزن أيام حياتها هي وأسرتها، بعد أن راح ابنها ضحية جريمة غدر، وقتل بسبب خلاف لا يستدعي كل هذا.. خلاف على ماكينة دفع نقدية حولت حلم شاب بمستقبل مشرق إلى تعاسة وأحزان وأم ثكلى وزوجة مكلومة وأسرة حزينة بسبب فقدان ابنها.
تقول الأم المكلومة وهي تنزف دمعاً من عينها، حزناً على وفاة نجلها، لـ «صدى البلد»: «مؤمن ابني كان طيب ومحبوب من الناس كلها، والناس كلها بتحبه لأخلاقه وجدعنته.. عايزة حق ابني من اللي قتلوه بالقانون.. عايزة أشوف حق ابني مؤمن قبل ما أموت عشان ناري تبرد وابني يرتاح في قبره.. واثقة في ربنا إنه حق ابني هييجي.. وواثقة في القضاء».
وعن مأساة أرملة نجلها ضحية الغدر، أضافت الأم المكلومة: «مراته عايشة على المحاليل من يومها مش راضية تاكل ولا تشرب.. ابني لو وحش ماكانش اتجوز دكتورة.. مراته اترملت بعد شهرين ونص»، وتابعت: «ربنا يرحمك يا ابني وينور قبرك يا نور عيني».
تفاصيل واقعة «ضحية الغدر»
بدأت تفاصيل هذه الواقعة المأساوية، عندما استقبل مستشفى بيلا المركزي بمحافظة كفر الشيخ، الشاب مؤمن إبراهيم، يبلغ من العمر 30 عاماً، ويعمل صاحب محل بيع كاميرات مراقبة، مصاباً بجرح قطعي بفروة الرأس واشتباه نزيف بالمخ، وجرى نقله للعناية المركزة بمستشفى كفر الشيخ العام، وتوفي متأثراً بإصابته، ومحمد شعبان، 30 سنة، صاحب محل أدوات مكتبية، مصاباً بجرح قطعي بفروة الرأس، وتقرر خروجه من المستشفى لتحسن حالته.
وكشفت التحريات وأقوال المصاب الثاني، قيام «م. إ. خ»، 38 سنة، صاحب محل بيع هواتف محمولة، و«ع. م. ع»، 38 سنة، حاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات، بالتعدى عليهما بالضرب وإحداث ما بهما من إصابات، وذلك على خلفية خلاف على ملكية ماكينة دفع نقدية.
تلقى اللواء خالد عبد السلام بدر، مساعد وزير الداخلية مدير أمن كفر الشيخ، إخطاراً بالواقعة، وألقى رجال المباحث تحت إشراف اللواء خالد المحمدي، مدير المباحث الجنائية، والعميد حسن قاسم، رئيس المباحث الجنائية، القبض على المتهمين، وحُرر المحضر 3518 لسنة 2022م، جنح قسم شرطة بيلا، وأخطرت جهات التحقيق بالواقعة.
وبعد يومين، وردت إشارة إلى مديرية أمن كفر الشيخ من مستشفى كفر الشيخ العام تفيد بوفاة المصاب الأول مؤمن إبراهيم، متأثراً بإصابته، وجرى إيداعه بمشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، وعقب التصريح بالدفن، شيع الآلاف من أهالي حاذق بمركز بيلا جثمان ضحية الغدر، كما وصفوه، إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة وسط حالة من الحزن الشديد .