الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وحدة الحلف مهددة.. الوجه الآخر لتصدع الناتو ينكشف مع حرب أوكرانيا

الناتو
الناتو

عندما نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية مقالاً بعنوان "اللعب بالنار في أوكرانيا"، كان رد قيادة حلف شمال الأطلسي “الناتو” سريعًا وساخطًا، حيث كان محور رفضها له هو إصرارهم على تحالف الناتو الموحد بقيادة الولايات المتحدة الذي حشد العالم ضد الغزو الروسي لأوكرانيا. ومع ذلك، يبدو أن الرواية كاذبة حيث إن معظم شعوب العالم كانت بقيادة حكومات لم تتخذ أي موقف من الحرب، وكثير منهم لا ينظرون إلى الأعمال العدائية على أنها "أزمة عالمية" ولكن على أنها "صراع إقليمي".

وذكر مقال لصحيفة “هيل” الأمريكية، أن مراقبي الناتو لاحظوا أيضًا أنه على مدار العشرين عامًا الماضية، بدءًا من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، لم يكن الحلف موحدًا بشأن مسائل الحرب والسلام. علاوة على ذلك فمع مرور الوقت، أظهرت دوله عدم اهتمام متزايد بمخاطر الصراع العسكري.

عدم وحدة الناتو

ووجد استطلاع أجراه مركز “بيو” للأبحاث عام 2015 أنه من بين دول الناتو، فقط الولايات المتحدة وكندا، تدعمان استخدام القوة العسكرية إذا تم غزو دولة زميلة في الناتو، بحسب ما ذكرته صحيفة “هيل” الأمريكية.

وفي العام الماضي، أجرى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) استطلاعًا للأشخاص في 11 دولة عضو فيه ووجد أن الرأي العام يرى أن بلدانهم يجب أن تظل محايدة في أي نزاع بين الولايات المتحدة وروسيا أو الصين.

وأوضحت الصحيفة “ما تخبرنا به هذه المؤشرات المقلقة هو أن واقع ومواقف الأوروبيين اليوم مختلفة تماما عن تلك التي كانت سائدة عند ولادة الناتو في عام 1949”.

وأظهرت الأحداث المتقلبة في الأسابيع القليلة الماضية أن التحذيرات بشأن "مخاطر التصعيد الكارثي" ليست سوى نظرية، والآن يجد الأوروبيون أنفسهم في خضم صراع وشيك بين أكبر قوتين نوويتين في العالم لأسباب مختلفة، لا يستطيع أي من الطرفين التراجع.

ومما يزيد من خطورة التحديات الحالية التي يواجهها الناتو أزمة الطاقة الناجمة عن تسليح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لموارد الطاقة الروسية الهائلة، والتي أصبحت أوروبا تعتمد عليها بشكل كبير. 

ومن المفارقات أن أوروبا هيأت نفسها لهذه المعضلة من خلال سعيها الدؤوب لتحقيق أجندة خضراء، مما أدى بشكل فعال إلى تدمير خيارات القارة للوقود النووي والوقود الأحفوري. 

وأكد المقال أنه بينما تجتاح الاضطرابات الاقتصادية دول التحالف، ستستمر التصدعات والشقوق في الوحدة حول أوكرانيا في الاتساع.

ومما يزيد من خطورة التحديات الحالية التي يواجهها حلف الناتو أزمة الطاقة التي تعصف بدوله حاليا.

ولفت المقال أيضًا إلى أنه كمثال صارخ على انهيار هذه الوحدة، هنالك الموقف التركي الذي يمنع السويد وفنلندا من الانضمام إلى حلف الناتو. بالإضافة إلى ذلك، وضع تصدير الحبوب الأوكرانية إلى أوروبا الذي بات يثير التوترات، قائلا: "بدأت أوكرانيا في تصدير كميات كبيرة من الحبوب إلى أوروبا بأسعار مخفضة، الأمر الذي أثار غضب المزارعين الأوروبيين، كما أثار احتجاجات في الشوارع".