عندما نبه الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر قبل أيام إلى أن التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط قد تضرر بفعل قلة الاستثمارات لمدة سنوات، كان ينبغي أن يكون ذلك بمثابة جرس إنذار لصناع القرار في صناعة النفط، لكن بدلًا من ذلك، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش انتقادات لشركات النفط الكبرى بسبب تحقيقها أرباحًا هائلة، ودعا الحكومات إلى زيادة الضرائب المفروضة عليها.
تراجع مقلق في عرض النفط
ووفقًا لموقع "أويل برايس" المتخصص بشئون صناعة النفط، بلغ عجز إنتاج الدول الأعضاء بمنظمة أوبك الشهر الماضي 3.58 مليون برميل يوميا، وهو رقم يعادل نحو 3.5% من الطلب العالمي، بينما واصلت الولايات المتحدة بيع النفط من احتياطيها الاستراتيجي.
وأوضح الموقع أن هذه المؤشرات تطلق جرس إنذار بأن نقص المعروض من النفط في الأسواق العالمية بات وشيكًا، لا سيما مع اقتراب صادرات النفط الروسية من الانخفاض عند بدء تطبيق الحظر الأوروبي على شراء النفط الروسي في ديسمبر المقبل.
وفي مقابل نقص المعروض من النفط، ظل الطلب على النفط ثابتًا، وحتى أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولار للبرميل خلال العام الجاري فشلت في كبح جماحه بأي طريقة.
أسعار النفط مقبلة على ارتفاع هائل
وقبل أيام، تأثرت أسواق النفط العالمية بشدة بمخاوف متنامية من حدوث ركود عالمي، نتيجة تشديد السياسات المالية في معظم أنحاء العالم لكبح التضخم، وانخفض سعر النفط الخام بنسبة 5.7٪ إلى 78.73 دولارًا للبرميل الجمعة، وهي المرة الأولى التي ينخفض فيها إلى أقل من 80 دولارًا للبرميل منذ يناير الماضي، لكن الحظر الأوروبي على شراء النفط الروسي لا يزال على بعد حوالي شهرين، وبمجرد أن يبدأ لا بد أن تقفز أسعار النفط لأن العرض البديل محدود.
وستحتاج الولايات المتحدة إلى البدء في إعادة تعبئة احتياطي النفط الاستراتيجي في مرحلة ما لأنها آخذة في النضوب. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مستوى المخزون في احتياطي النفط الاستراتيجي قد انخفض بمقدار 7 ملايين برميل أخرى في الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر، مما يعني أن الإجمالي انخفض إلى 427 مليون برميل، وهذا الرقم هو أدنى مستوى لمخزون احتياطي النفط الاستراتيجي منذ عام 1984، كما أنها المرة الأولى التي يقل فيها احتياطي النفط الاستراتيجي مقارنة عن المخزون التجاري.
ومن المتوقع أن تتضرر أوروبا بشدة نتيجة تضاؤل قدرة الولايات المتحدة على ضخ النفط إلى الأسواق العالمية من مخزونها الاستراتيجي، ومن المؤكد أن صدمة العرض قادمة إلى أوروبا إذا لم تكن الولايات المتحدة موجودة للمساعدة. يؤكد ذلك النمو البطيء في إنتاج النفط الأمريكي وتصريحات المديرين التنفيذيين للصناعة بأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على إنقاذ أوروبا بالنفط أو الغاز.