الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لسببين فقط.. خطيب المسجد الحرام: كل الموتى يتمنون لو رجعوا إلى الدنيا

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام ،  إن كل الموتى يتمنون لو رجعوا إلى الدنيا ،  سواء كانوا صالحين أو غير صالحين ، منوهًا بأن الصالحين يتمنون المزيد من العمل الصالح لما يرون من الكرامات ، والدرجات ، وعظيم النعيم، وأما المقصرون فيتمنون الرجوع ليستدركوا ويستعتبوا.

كل الموتى يتمنون لو رجعوا

وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الموتى - رحمنا الله وإياهم وعفا عنا وعنهم- فمنهم الصالحون ، ومنهم المقصرون، حيث روى الترمذي في جامعه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يموت إلا ندم ، قالوا : وما ندامته يا رسول الله قال: "إن كان محسنا ندم ألا يكون ازداد ، وإن كان مسيئا ندم ألا يكون نزع".

وأضاف أن الصالحين فَأُوْلى أمنياتهم حين يُحملون جنازة على الأعناق فيقول الرجل الصالح عجلوني عجلوني ، قدموني قدموني ، وإن كانت غير صالحة قالت : يا ويلها أين يذهبون بها ، أخروني أخروني ، يسمع صوتها كلُّ شيء إلا الإنسان ، ولو سمعها الإنسان لصعق، فالصالح حين يُدَخلُ قبَرهُ ويرى نعيم القبر، وسعته ونوره ، وانشراحه يتمنى من أن يعجل الله قيام الساعة.

أُوْلى أمنيات الصالحين

وتابع: وأما الشهيد فمع عظم منزلته العالية ، وما أعد الله له في الجنان من أعالي الدرجات فإنه يتمنى أن يعود إلى الدنيا ليواصل الجهاد في سبيل الله ، فيقاتل ويُقتل عشرات المرات ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة .

وأفاد بأن المقصرين فلهم أمنياتهم ، وآخر يتمنى الرجوع ليقدم صدقة لله عز وجل حيث يقول الحافظ بن رجب رحمه الله : ( إن غاية أمنية الموتى في قبورهم حياةُ ساعةٍ يستدركون فيها ما فاتهم من توبة ، وعملٍ صالح ، وأهل الدنيا يفرطون في حياتهم فتذهب أعمارهم في الغفلة ضياعا ، ومنهم من يقطعها في المعاصي )، منوهًا بأن هناك أموات تجري عليهم أجورهم وهم في قبورهم  .

من سن سنة حسنة 

واستشهد بما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به بعده ، أو ولد صالح يدعو له )،  ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

وأضاف: "يا حسرة من مات ولم تمت ذنوبه معه ، فهو يتمنى العودة إلى الدنيا ليتخلص مما اقترفته يداه ، ليس البكاء على النفس إذا ماتت ، ولكن البكاء على التوبة إذا فاتت وإن الأموات يحتاجون إلى أن يلتزم فيهم هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، فقدِّموا لهم ما أذن الشرع فيه من : الدعاء ، والصدقة ، وقضاء الديون ، والحج ، والعمرة ، وغيرها وإذا كان ذلك كذلك فلا تزال أرواحكم في أجسادكم فاستكثروا من الطاعات ، وجدوا في عمل الصالحات ، واحذروا السيئات .

وأكمل : "ها أنتم في الدنيا فأطيعوا الله ورسوله ، وأصلحوا أعمالكم ، وأصلحوا ذات بينكم ، فما هي إلا أيام وتلاقون اعمالكم ، وتواجهون بما كسبتم ، مشددًا على أن الدنيا دار العمل ، والآخرة دار الجزاء ، فمن لم يعمل هنا ندم هناك ، وكل يوم يعيشه المرء غنيمة ، كما حذر من زلة القدم ، وطولَ الندم ، وأن يغتنم الناس الوجود قبل العدم فأي حسرات تلحق صاحب الأمنيات ، وأي ندامات تعصر قلب أهل الغفلات،  وقال: "الحمد لله خلقنا من تراب ، وإليه المرجع والمآب ، أحمده سبحانه ، وأهب الحياة وسالبها ، وباعث الأرواح وقابضها.