EN 
الولادة القيصيرية.. شهدت مصر زيادة فى معدلات الولادة القيصرية، خاصة فى ظل بيانات المسح الصحي الذى أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث وصلت نسبة الولادة القيصرية إلى 84% في حضر بحري مقابل 70.6%، وكذلك في حضر قبلي ليصل إلى 76%، مقابل 50.2% في مسح 2014، وكانت أقل نسبة في محافظات الحدود 53%.
زيادة معدلات الولادة القيصرية
الولادة القيصرية أصبحت الشغل الشاغل، خاصة فى ظل ظهور بيانات وإحصائيات تؤكد أن مصر احتلت المرتبة الرابعة عالميا فى نسبة الولادة القيصرية، الأمر الذى دفع الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، بإصدار عدة توجيهات، من شأنها العمل على تقليل الزيادة في معدلات الولادات القيصرية غير المبررة، في مقابل زيادة الإقبال على الولادات الطبيعية، وذلك في إطار الحفاظ على صحة الأم والجنين، والارتقاء بالصحة العامة للمواطنين.
وتضمنت التوجيهات التى أعلنتها وزارة الصحة التوجيه بمساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن الولادات الطبيعية بمثيلتها عن الولادات القيصرية، وتخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات أعلى للولادة الطبيعية.
وفى هذا الشأن، قال الدكتور خالد أمين، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن النظر فى موضوع الولادة القيصرية بدون الإساءة للطبيب والابتعاد عن حصر الموضوع فى إطار تحويل الولادة القيصرية لبيزنس وتجارة ومحاولة الطبيب للكسب أكثر، يعد شيئا مهما جدا، لافتا إلى أن معالجة الأسباب بدون توجيه اتهام مسألة مهمة.
الولادة الطبيعية أصعب من الولادة القيصرية
وعن تخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات أعلى للولادة الطبيعية، قال أمين فى تصريح خاص لـ “صدى البلد”، إن زيادة القيمة بما يحقق استفادة للطبيب وطاقة التمريض تعد نقطة تحول جيدة، مشيرا إلى أن "اجراءات الولادة الطبيعية لو تمت بشكل سليم فهى أعقد وأصعب من الولادة القيصرية".
وطالب عضو مجلس نقابة الأطباء بالتوعية للخروج من عباءة اتهام الطبيب بأنه السبب فى معدلات الولادة القيصرية، وهو أمر يسير فى الاتجاه الصحيح من أجل التحول لمعالجة الأسباب بشكل موضوعي.
وطالب أمين بنشر التوعية بمسائل خاصة بالولادة الطبيعية، فضلا عن جمع البيانات والدلائل وعمل عمليات مسح تمهيدا للحوكمة التى تعني التحكم فى معدلات الولادة القيصرية بناءً على البيانات والمعلومات، مشيرا إلى ضرورة زيادة الدورات التدريبية المؤهلة للأطباء والتمريض.
وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء أن العمل على إيجاد التمريض المدرب على الولادة الطبيعية ووجود تمهيد لفتح قناة لتخريج قابلات مدربات على الولادة الطبيعية خطوة مهمة، بالإضافة إلى ضرورة فتح السجلات فى وزارة الصحة خاصة بالممارسين للمهنة من الأطقم التمريضية.
وتطرق أمين إلى حديث وزارة الصحة عن وضع التشريعات التي تضمن حق الطبيب والقابلة أو الممرضة لتطبيق الولادات الطبيعية أثناء حدوث الآثار الجانبية البسيطة، وقال إن وجود تشريع مثل المسألة الطبية يمثل حماية للحقوق وأيضا سيصلح من قضية الولادة القيصرية.
وقالت وزارة الصحة فى بيانها إن التوجيهات الخاصة بالحد من عمليات الولادة القيصرية غير الضرورية، يهدف إلى تقليل النتائج السلبية الشديدة، لهذا الإجراء الذي يعرض الأم لعدة مخاطر، منها الإصابة بالمشيمة المتوغلة، واستئصال الرحم أثناء الولادة، ونزيف الولادة الهائل، إلى جانب المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال والأجيال القادمة من زيادة في الجراثيم المعوية والسمنة، والحساسية، والتوحد، والسكري، وأمراض المناعة.
حملة إعلامية لتوعية النساء
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير وجه بوضع التشريعات التي تضمن حق الطبيب والقابلة أو الممرضة لتطبيق الولادات الطبيعية أثناء حدوث الآثار الجانبية البسيطة، إلى جانب تنظيم تدريبات دورية للفرق الطبية أثناء الخدمة، مع توجيه القائمين على المنشآت الطبية الحكومية والخاصة، بجمع المعلومات الصحية والبيانات الروتينية عن الولادات القيصرية وأسبابها، لتحقيق الحوكمة في البيانات، وتحليل جميع أسباب الولادات القيصرية، وإلزام جميع المستشفيات الخاصة والحكومية بالعمل بالدلائل الإرشادية المتعلقة بأسباب وضوابط اللجوء للولادة القيصرية.
كما وجه وزير الصحة بعمل الاستبيانات والدراسات في المناطق السكنية، لمعرفة البيانات التي تساعد في تحسين طرق تشجيع المرأة الحامل على تبني فكرة الولادات الطبيعية، إلى جانب عقد مناقشات مجتمعية لأضرار الولادات القيصرية، وزيادة جلسات التثقيف النفسي للنساء اللاتي يعانين الخوف من الألم.
وقال عبد الغفار إن الوزير وجه بتفعيل دور المجتمع المدني للمشاركة في ترسيخ المفاهيم الصحيحة عن الولادة الطبيعة وفوائدها للأم والطفل، وأضرار الولادة القيصرية «دون مبرر طبي»، لافتا إلى أن الإجراءات التي وجه الوزير بتطبيقها، تتضمن تنفيذ حملة إعلامية مكثفة لتوعية النساء وأزواجهن، بأضرار الولادة القيصرية –غير المبررة- وخطورتها على الأم والجنين، مع استعراض فوائد ومزايا الولادة الطبيعية.
أرقام صادمة عن الولادة القيصرية
وشهدت الأيام القليلة الماضية ظهور أرقام صادمة عن معدلات الولادة القيصرية داخل مصر، حيث تناولت بيانات المسح الصحي الذى أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قبل أيام، تطور نسب الولادة خلال الفترة من عام 2014 وحتى 2021، حيث لاحظ المسح ارتفاعا واضحا على مستوى الأقاليم عن مسح 2014.
وأظهرت البيانات والإحصائيات أن نسب الولادة القيصرية وصلت إلى 84% في حضر بحري مقابل 70.6%، وكذلك في حضر قبلي ليصل إلى 76%، مقابل 50.2% في مسح 2014، وكانت أقل نسبة في محافظات الحدود 53%.
وتشير البيانات إلى أن معدل الإنجاب سجل 3.5 طفل لكل سيدة فى المسح السكانى الصحي السابق له عام 2014.
الصحة العالمية تحذر من الولادة القيصرية
مخاطر عدة تشوب عمليات الولادة القيصرية، والتى أكدتها منظمة الصحة العالمية والتى قالت إن الولادة القيصرية باتت الأكثر انتشارا حول العالم، وإن الولادة الطبيعية باتت هي الاستثناء، الأمر الذى يهدد حياة ملايين النساء والأطفال إذا ما تم إجراء هذه الجراحة دون حاجة طبية إليها.
وحددت المنظمة نسبة 15% كحد أقصى لعدد الولادات القيصرية في أي بلد، وتضاعفت معدلات الولادة القيصرية حول العالم 3 مرات خلال 3 عقود.
فقد ارتفعت معدلات الولادة القيصرية حول العالم من 7 في المائة خلال عام 1990 إلى 21 في المائة عام 2021، وهو ما يعنى أن واحدا من كل خمسة أطفال حول العالم يولد عبر جراحة قيصرية.
وتحتل مصر المرتبة الرابعة عالميا في عدد الولادات القيصرية بحسب منظمة الصحة العالمية، حيث جاءت الدول الخمسة الأولى الدومنيكان بنسبة 58.1%، والبرازيل بنسبة 55.7% وقبرص بنسبة 55.3% ومصر بنسبة 51.8%، تليها تركيا بنسبة 50.8%.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن تصل نسبة الولادة القيصرية حول العالم بحلول عام 2030 إلى الثلث، أي ما يعادل 29 في المائة من بين كل الولادات حول العالم، وتوقعت الصحة العالمية أن يكون لمصر النصيب الأكبر من هذه النسبة، إذ يتوقع أن تبلغ نسبة الولادة القيصرية في منطقة شمال أفريقيا 48% بحلول عام 2030.
