وجه الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، خلال اجتماع عقده لمناقشة آليات تنفيذ خطة الأنشطة المدرسية بالمدارس خلال العام الدراسى الجديد 2022-2023، بأن يبدأ العام الدراسي الجديد بداية قوية، وتخصيص يوم نشاط لكل صف دراسي؛ لممارسة كافة الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية بشكل أسبوعي، بالتناوب، في المدارس على مستوى الجمهورية، في ضوء الموارد المتاحة لكل مدرسة، مؤكدًا أن ممارسة هذه الأنشطة ليست بديلًا عن حصص التربية الرياضية والفنية والموسيقية.
وفي هذا السياق أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس،أن الأنشطة المدرسية إحدى العوامل الهامة التي تؤثر على صحة ونفسية الطلاب، حيث تخلق إنسانا سويا بعيدا عن أفكار العنف، فنحن نعانى من جيل له ميول زائدة للعنف نتيجة لتهميش النشاط المدرسى وانحسار دوره فى تكوين شخصية جيل بكامله تربى على أفلام العنف والإباحية، فلابد من توفير وزيادة معدلات البرامج والانشطة المدرسية الهادفة، لأن لها أهمية كبيرة فى تكوين شخصية الطلاب واستغلال مهاراتهم وطاقاتهم وإخراج ما بداخلهم من مواهب لم تكتشف بعد، ولكن للأسف لا توجد إمكانات متوافرة ولا اماكن تصلح لممارسة النشاطات بالشكل المطلوب .
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس،أنالمدرسة مكان لصقل العلم والمعرفة لدى تلاميذها وطلابها منذ الصغر، لإعداد قادة مستقبل لديهم وعي كاف في مختلف المجالات، من هنا تنبع أهمية الأنشطة الثقافية والعلمية في المدرسة خاصة، لدورها الحيوي والفعال في تشكيل وعي الطالب وشخصيته.
وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن الأنشطة المدرسية تتسع لتشمل العديد من المجالات، فكل طالب يمكنه أن يختار المشاركة في النشاط المفضل لديه، كالنشاط الثقافي والعلمي أو النشاط الرياضي أو النشاط الاجتماعي وغيرها، أيًا كان النشاط الذي يختاره الطالب فهو يعود عليه بالنفع والفائدة دون شك.
وأضافت خضر، أن هناك الكثير من الأخلاقيات والقيم بعيدة عن النشاط المدرسى فيجب عمل مزج بين النشاط المدرسى والقيم مثل تحفيظ اغان وطنية بحصص الموسيقى لترسيخ فكرة الانتماء الوطنى، فنحن نحتاج لتوجيه أنظارنا من جديد للنشاط المدرسى وتعظيم أهميته لدى الطلاب حتى نساعدهم علىتحقيق هويتهم وبناء شخصية مبدعة ومتزنة نفسيا.
ولفتت الخبيرة التربوية، إلى أن النشاط المدرسي يجعل الطالب له منفذ لإبداعاته فى الدراسة ويعد تشجيعا له لإخراج طاقاته، ففى نشاط الرسم يجب ان يخرج الطالب عن جو الفصل ويخرج للطبيعة من حوله ويجب ان يكون النشاط المدرسي مرتبطا بتعليم قيم واخلاقيات حتى يترسخ في ذهن الطالب.
وأشارت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس،إلى أنه سابقا كانت المدارس توفر الأماكن لممارسة جميع الأنشطة مثل الموسيقى والرسم وكرة القدم وكرة السلة، ولكن مع توقف ذهاب الطلاب إلى المدارس وتكدس المدارس بالطلاب وزيادة الكثافة الطلابية وعدم توافر الإمكانات المتاحة تراجع دور النشاط المدرسي فى المدارس.
وقالت "خضر" إن النشاط المدرسي له أهمية كبيرة فى تكوين شخصية الطالب واستغلال طاقاته واخراج كل ما هو مفيد من داخله ولكن للأسف لا يوجد امكانات ولا أماكن لممارسة النشاط المدرسي السليم، لذلك طالبت بضرورة استثمار وقت الفراغ في نشاط هادف وبناء يخدم الطالب والمجتمع وضرورة عمل مزج بين النشاط المدرسى والمراكز الرياضية والاندية لتوجية الطالب بأهمية الأنشطة الرياضية وإدراكه مفهوم ثقافة الرياضة واحترام البدن وجعل حصص التربية الرياضية تشمل “ناجح او راسب” مما يشجع اهتمام الأهل والطلاب.
وكشفت الخبيرة التربوية عن شروط لا بد ان تتم مراعاتها لنجاح الأنشطة المدرسية:
التنويع قدر المستطاع في الأنشطة المدرسية لتتلاءم مع احتياجات الطلاب و ميولهم المختلفة .
العمل على تحفيز الطلاب و تشجيعهم للإنخراط في الأنشطة المدرسية والتحدث مع اهاليهم لحثهم على الانخراط فيها .
التركيز على المتفوقين من التلاميذ الذين لديهم قدرات مميزة وواعدة و العمل على تشجيعها و تنميتها .
اختيار أشخاص ذوي كفاءة عالية للتعامل مع التلاميذ و تسيير الانشطة بفعالية وتوجيه التلاميذ و تنظيمهم و الوقوف على إنجازاتهم و العمل على تشجيعهم .