الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تراس تدخل داوننج ستريت.. تعرف على رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة

ليز تراس
ليز تراس

تترقب بريطانيا اليوم الاثنين الإعلان عن نتائج حزب المحافظين والتي ستشهد الكشف عن اسم رئيس وزراء بريطانيا الجديد، وذلك بعد 8 أسابيع من استقالة بوريس جونسون.

وبحسب توقعات محللين وخبراء واستطلاعات للرأي وسائل إعلام بريطانية، فإن الأقرب لدخول دواننج ستريت هي وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس والتي تتنافس على رئاسة الوزراء أمام ريشي سوناك وزير الخزانة السابق.

تحديات كبيرة

وتأتي تراس في ظل تحديات اقتصادية كبيرة تشهدها بريطانية إثر الحرب في أوكرانيا وإعلان روسيا قطع إمدادات الغاز عن أوروبا عبر خط نورد ستريم 1، ناهيك عن مستويات التضخم المرتفعة في بريطانيا وارتفاع أسعار الطاقة.

ويشهد قطاع الطاقة في بريطانيا، ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الكهرباء والغاز، حتى أصبح المستهلك العادي غير قادر على الدفع، وسط توقعات بالإقبال على خيارات صعبة للغاية، مع حلول الشتاء المقبل.

وأعلنت السلطة المنظِّمة للطاقة في بريطانيا "أوفجم"، الأسبوع الماضي، أن سقف الفاتورة السنوية للعائلة المتوسطة، سيكون 4182 دولارًا، بدءًا من مطلع أكتوبر المقبل، أي بارتفاع قدره 80 في المئة عن السابق.

تشمل هذه الفترة 3 أشهر فقط، في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2022، وإذا بقيت الأسعار عند هذا المستوى؛ لَهَانَ الأمر كثيرا، لكن توقعات الخبراء تشير إلى أن الأسعار سترتفع أكثر من ذلك، وهو ما وصفته وسائل إعلام بريطانية بالتوقعات المخيفة.

وتتوقع شركة "كورنوول إنسايت" الاستشارية للطاقة، أن متوسط فاتورة الطاقة السنوية للعائلة البريطانية سيرتفع إلى 6374 دولارا في يناير 2023، وإلى 7791 دولارا في أبريل 2023، مما يعني أن فواتير الطاقة ستقترب من فواتير القروض العقارية لمنازل معظم السكان.

ويرتقب أن ترتفع الأسعار أكثر من المعدلات المذكورة في مقاطعة أيرلندا الشمالية، لأن معظم المنازل هناك تستخدم النفط المنزلي في التدفئة، وهذا النوع من الوقود غير خاضع لسلطة تنظيم الطاقة "أوفجم"، ولن يكون ضمن أنواع الطاقة التي تخضع لسقف الأسعار الذي حددته السلطة.

وقالت صحيفة "فايننشيال تايمز" إن ارتفاع الأسعار سيتزامن مع بدء موسم البرد، حينما يبدأ المستهلكون بزيادة استهلاكهم من الطاقة لأجل التدفئة، مما قد يهدد حياة المسنين تحديدا، إضافة إلى المرضى والأطفال، الذين سيضطرون إلى تقليص استهلاك الطاقة وتحمل البرد القارس.

من هي ليز تراس؟

ولدت ماري إليزابيث تراس في أكسفورد في 26 يوليو 1975، وكان والدها اليساري جون كينيث تراس أستاذ مادة الرياضيات البحتة في جامعة ليدز ووالدتها بريسيلا ماري ممرضة ومعلمة وعضوة في حملة نزع السلاح النووي.

انتقلت العائلة إلى اسكتلندا عندما كانت تراس تبلغ من العمر 4 سنوات، وذهبت إلى مدرسة ويست الابتدائية في بيزلي، رينفروشاير، ثم مدرسة راوندهاي، وهي مدرسة عامة في ليدز.

في سن الـ18، درست السياسة والفلسفة والاقتصاد في كلية ميرتون، أكسفورد، حيث كانت أيضًا رئيسة حزب الليبراليين الديمقراطيين في جامعة أكسفورد.

غيرت تراس ولاءها وانضمت إلى حزب المحافظين عام 1996، وهو نفس العام الذي تخرجت فيه وأصبحت مديرة تجارية في شركة "شل"، وعملت لاحقًا كمدير اقتصادي لشركة اتصالات "كابل ووايرليس" لتصبح محاسبة إدارية مؤهلة.

دخلت السياسة بشكل احترافي عندما قدمت ترشيحها عن حزب المحافظين في جنوب غربي نورفولك في الانتخابات العامة عام 2010، وفازت بالمقعد وشغلته منذ ذلك الحين.

في وستمنستر، وهي مقر البرلمان والحكومة، شغلت تراس عدة وظائف، منها: وكيلة وزارة الخارجية البرلمانية لرعاية الأطفال والتعليم، ووزيرة الدولة للبيئة والغذاء والشؤون الريفية، وزيرة الدولة للعدل، والمستشارة اللورد، ثم السكرتير الأول للخزانة، وهو المنصب الذي خلفها فيه سوناك، ووزيرة الدولة للتجارة الدولية ورئيسة مجلس التجارة.

القنبلة البشرية

بحسب صحيفة "اندبندنت"، اشتهرت تراس بلقب "القنبلة البشرية" بين العاملين في وايتهول بسبب عادتها في إفشال الأمور. وقبل عام 2022، اشتهرت بالتشدق على نطاق واسع حول واردات الجبن البريطاني خلال مؤتمر حزب المحافظين عام 2014، ووعدها باستخدام الكلاب الخاصة لوقف نقل المخدرات إلى السجون بطائرات مسيرة.

اقتصادية ليبرالية

تقدم ليز تراس نفسها على أنها اقتصادية ليبرالية التي تدعو إلى تقليص دور الحكومة وإطلاق يد السوق، حيث وضعت خططًا لإلغاء الزيادات الضريبية التي فرضها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك على الشركات والتأمين الوطني، وتعهدت بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد وأيدت خطة وزيرة الداخلية بريتي باتيل المكروهة على نطاق واسع بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.

تراس تتعهد بمحاربة التضخم

وكتبت تراس مقالة في صحيفة "صنداي تليجراف" عشية الإعلان عمن سيحل محل رئيس الوزراء بوريس جونسون، جددت تراس تعهدها بأن تتحلى بالجرأة في معالجة الاقتصاد البريطاني الذي يعاني من تضخم يتجاوز عشرة بالمئة ويواجه ركودا.

وقالت تراس إنها تدرك "مدى صعوبة أزمة تكلفة المعيشة بالنسبة للجميع"، مضيفة أنها ستتخذ "إجراءات حاسمة لضمان تمكن الأسر والشركات من اجتياز هذا الشتاء والشتاء التالي".

وكتبت قائلة "إذا تم انتخابي، فإنني أخطط خلال الأسبوع الأول من إدارتي الجديدة لتحديد إجراءاتنا الفورية بشأن فواتير الطاقة وإمدادات الطاقة".

وأضافت أن نهجها سيكون من شقين، إجراء فوري لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة وخطة لتحقيق النمو الاقتصادي، وأنها ستعين مجلسا من المستشارين الاقتصاديين للحصول على “أفضل الأفكار” حول كيفية تعزيز الاقتصاد.