قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بريطانيا والشتاء.. هل تحل «تراس» أزمة الطاقة إذا وصلت لرئاسة الحكومة؟

ليز تراس
ليز تراس
×

تعهدت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، اليوم الأحد، بأنها ستشرع في اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة ارتفاع فواتير الطاقة، وزيادة إمدادات الطاقة؛ إذا تم تعيينها رئيسة للوزراء، هذا الأسبوع.

ويشهد قطاع الطاقة في بريطانيا، ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الكهرباء والغاز، حتى أصبح المستهلك العادي غير قادر على الدفع، وسط توقعات بالإقبال على خيارات صعبة للغاية، مع حلول الشتاء المقبل.

وأعلنت السلطة المنظِّمة للطاقة في بريطانيا "أوفجم"، الأسبوع الماضي، أن سقف الفاتورة السنوية للعائلة المتوسطة، سيكون 4182 دولارًا، بدءًا من مطلع أكتوبر المقبل، أي بارتفاع قدره 80 في المئة عن السابق.

توقعات مخيفة

وتشمل هذه الفترة 3 أشهر فقط، في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2022، وإذا بقيت الأسعار عند هذا المستوى؛ لَهَانَ الأمر كثيرا، لكن توقعات الخبراء تشير إلى أن الأسعار سترتفع أكثر من ذلك، وهو ما وصفته وسائل إعلام بريطانية بالتوقعات المخيفة.

وتتوقع شركة "كورنوول إنسايت" الاستشارية للطاقة، أن متوسط فاتورة الطاقة السنوية للعائلة البريطانية سيرتفع إلى 6374 دولارا في يناير 2023، وإلى 7791 دولارا في أبريل 2023، مما يعني أن فواتير الطاقة ستقترب من فواتير القروض العقارية لمنازل معظم السكان.

ويرتقب أن ترتفع الأسعار أكثر من المعدلات المذكورة في مقاطعة أيرلندا الشمالية، لأن معظم المنازل هناك تستخدم النفط المنزلي في التدفئة، وهذا النوع من الوقود غير خاضع لسلطة تنظيم الطاقة "أوفجم"، ولن يكون ضمن أنواع الطاقة التي تخضع لسقف الأسعار الذي حددته السلطة.

وقالت صحيفة "فايننشيال تايمز" إن ارتفاع الأسعار سيتزامن مع بدء موسم البرد، حينما يبدأ المستهلكون بزيادة استهلاكهم من الطاقة لأجل التدفئة، مما قد يهدد حياة المسنين تحديدا، إضافة إلى المرضى والأطفال، الذين سيضطرون إلى تقليص استهلاك الطاقة وتحمل البرد القارس.

بريطانيا تدفع ثمن دعم أوكرانيا ف حربها ضد روسيا

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن "البريطانيين يدفعون ثمن وقوفهم إلى جانب أوكرانيا ضد شرور بوتن، وهي تضحية مستحقة، وإذا ما ربح بوتن هذه الحرب، فلن تكون هناك دولة في أوروبا بأمان".

وأضاف: "إن كان البريطانيون يدفعون فواتير طاقة عالية، فليتذكروا أن الأوكرانيين يدفعون الثمن بدمائهم، مستطردا: "أقول لكل الأصدقاء، علينا أن نواصل المسير، وأن نتحمل كما يتحمل الأوكرانيون".

إلا أن بريطانيين كثيرين يلقون باللوم على سياسة حكومة جونسون، التي لم تنجح في إيجاد حلول ناجعة لحماية المستهلكين في ظل أزمة الطاقة العالمية.

وفتح آلاف البريطانيين بيوتهم؛ لإيواء اللاجئين الأوكرانيين، رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها.

وتدفع الحكومة مبلغ 350 جنيها إسترلينيا (415 دولارا) شهريا لكل عائلة بريطانية، تأوي لاجئين أوكرانيين، وهو مبلغ يقال إنه “متدنٍّ”، مقارنة بما يتحملونه.

تراس تحارب التضخم

وكتبت تراس مقالة في صحيفة "صنداي تليجراف" عشية الإعلان عمن سيحل محل رئيس الوزراء بوريس جونسون، جددت تراس تعهدها بأن تتحلى بالجرأة في معالجة الاقتصاد البريطاني الذي يعاني من تضخم يتجاوز عشرة بالمئة ويواجه ركودا.

وقالت تراس إنها تدرك "مدى صعوبة أزمة تكلفة المعيشة بالنسبة للجميع"، مضيفة أنها ستتخذ "إجراءات حاسمة لضمان تمكن الأسر والشركات من اجتياز هذا الشتاء والشتاء التالي".

وكتبت قائلة "إذا تم انتخابي، فإنني أخطط خلال الأسبوع الأول من إدارتي الجديدة لتحديد إجراءاتنا الفورية بشأن فواتير الطاقة وإمدادات الطاقة".

وأضافت أن نهجها سيكون من شقين، إجراء فوري لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة وخطة لتحقيق النمو الاقتصادي، وأنها ستعين مجلسا من المستشارين الاقتصاديين للحصول على “أفضل الأفكار” حول كيفية تعزيز الاقتصاد.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتم اختيار تراس زعيمة جديدة لحزب المحافظين الحاكم وبالتالي رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة يوم الاثنين

.

حكومة متهمة بالعجز

ويتهم حزب العمال المعارض، المحافظين بالعجز عن إيجاد الحلول الناجعة لأزمة الطاقة التي تعصف بالمجتمع البريطاني.

ووصفت وزيرة المال في حكومة الظل، ريتشل ريفز، ارتفاع الأسعار بأنه "فلكي"، وقالت إنه "سيدفع كثيرين إلى اللجوء إلى حلول لا يمكن تخيلها"، مطالبة الحكومة بـ"تجميد أسعار الطاقة أثناء فصل الشتاء".

ويطرح حزب العمال مقترحا أوسع لحل الأزمة، يتلخص في فرض ضرائب عالية على أرباح شركات الطاقة، التي ارتفعت بشكل قياسي خلال الأشهر الستة الماضية.

على سبيل المثال، شركة "BP" البريطانية العملاقة أعلنت هذا الشهر عن تحقيقها أرباحا بلغت 8.45 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر فقط، وهو ثاني أعلى رقم تسجله أرباح الشركة خلال تأريخها الطويل.

مثل هذه الأرباح الخيالية تثير سخط المستهلك البريطاني، الذي يصارع الأسعار المرتفعة ويقتطع من لقمة عيشه كي يدفع فاتورة الطاقة العالية. لكن "BP" تقول إنها "تستثمر نسبة كبيرة من أرباحها في مشاريع الطاقة الخضراء وتحديث بنيتها الأساسية".