تستعد بريطانيا اليوم، الاثنين، للكشف عن اسم زعيم حزب المحافظين ورئيس حكومتها المقبل خليفة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بوريس جونسون، حيث يتم الاختيار بين وزيرة الخارجية ليز تراس ووزير المالية السابق ريشي سوناك.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية، من المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز في انتخابات قيادة حزب المحافظين في حوالي الساعة 12:30 ظهرا بالتوقيت المحلي، قبل أن يتم تولي منصب رئاسة الحكومة.
ويرث الفائز برئاسة الوزراء البريطانية ــ إذا كان تروس أو سوناك ــ اقتصادًا ضعيفًا مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى في 40 عامًا.
لكن تتفاءل مصادر الصناعة بشكل متزايد بأن رئيس الوزراء الجديد سوف يدعم خطط تجميد سقف الطاقة، وهو الحد الأقصى لسعر الغاز المحلي والكهرباء الذي تحدده هيئة التنظيم الطاقة البريطانية "Ofgem" كل ثلاثة أشهر.
تراس المرشحة الأقوى
وتعتبر تراس هي المرشحة الأقوى للتغلب على سوناك، الذي صوت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه اتخذ الآن نبرة أكثر ليونة بشأن الطريقة التي ينبغي أن تتعامل بها المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي.
وسيتولى الفائز، بصفته زعيم أكبر حزب في مجلس العموم، رئاسة الوزراء حتى الانتخابات العامة التالية، والتي من المقرر إجراؤها بحلول ديسمبر 2024.
ووعدت تراس، المرشحة في استطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات، بالإعلان عن مزيد من المساعدة لحماية المستهلكين في غضون أسبوع من توليها.
وأشار منافسها، سوناك، إلى أنه يعتقد أنه خسر، قائلاً إن وظيفته "الآن هي فقط دعم حكومة محافظة".
وحسب "بي بي سي"، لا يوجد الكثير من الناس في وستمنستر يتوقعون أي شيء بخلاف تعيين ليز تروس كرئيسة للوزراء، حتى أقرب حلفاء ريشي سوناك يتحدثون عن إمكانية خسارته.
وإذا تم اختيار ليز تراس، فستحدد قضية واحدة ستعمل على حلها خلال أسابيعها الأولى في السلطة وهي تكلفة المعيشة، وذلك مع الأزمة المتصاعدة حيث من المقرر أن يرتفع متوسط فواتير الطاقة السنوية وحدها بنسبة 80 ٪ إلى 3549 جنيها إسترلينيا اعتبارا من أكتوبر.
ورفضت وزيرة الخارجية أمس الأحد الإفصاح عن خطتها لمعالجة ارتفاع الفواتير، وعما إذا كانت المساعدة الإضافية ستكون شاملة أم تستهدف الفئات الأكثر احتياجا، قائلة إنها ستحتاج إلى وقت في المنصب لتسوية تفاصيل خطتها.
لكنها أضافت "ما أريد طمأنة الناس هو أنني سأتصرف إذا انتخبت رئيسة للوزراء في غضون أسبوع واحد".
تنحي بوريس جونسون
جدير بالذكر، أن بوريس جونسون اضطر للتنحي في يوليو الماضي، بسبب تمرد وزاري عقب سلسلة من الفضائح، بعد ما يزيد قليلاً عن عامين ونصف العام من قيادته لحزب المحافظين والفوز الساحق في انتخابات 2019.
وبعد أن ترشح متنافسًا على منصب قيادة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة، تقلص العدد إلى اثنين هما تروس وسوناك اللذان دخلا في جولة الإعادة ليقررها أعضاء الحزب، الذي يبلغ عددهم حوالي 160 ألف.
وعلى الرغم من أن سوناك كان يحظى بأكبر قدر من التأييد بين نواب حزب المحافظين، إلا أنه أصبح خلف تراس في استطلاعات الرأي على مستوى القاعدة الشعبية للحزب.
ومن المتوقع أن يلقي جونسون خطاب وداع عند مغادرة منصبه غدًا الثلاثاء، قبل أن يتم تسليم السلطة.
وخلافًا للتقاليد، سيسافر الفائز إلى قلعة بالمورال في اسكتلندا، للقاء الملكة إليزابيث الثانية بدلاً من قصر باكنجهام، والذي كان يقام فيه حفل الاستقبال عادة.
ولأول مرة في عهدها ستستقبل جونسون وخليفته هناك، حيث تعاني من مشاكل في الحركة.