تفتح عمل الشيطان ويستهين بها الناس.. خطيب المسجد الحرام: احذروا هذه الكلمة

قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إنه إذا بَذل الإنسان في التماسِ النافع جُهدَه، واستفرَغ له وُسْعَه، ولم يَنَلْ مطلوبَه ومرغوبَه، فلْيَتفيأْ جَنةَ الرضا، فيما قدَّرَ اللهُ وقضى.

يزداد إيمانه 

وأوضح " بليلة" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  أنه بهذا يَزدادُ إيمانُه، ويَطمئنُّ قلبُهُ، وتَسكُنُ نفسُهُ، قال -صلى الله عليه وسلم -: (وإن أصابك شيءٌ فلا تَقُلْ: لو أني فعلتُ كذا كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وما شاء فعلْ، فإنَّ لو تفتحُ عملَ الشيطان).

وأضاف أنه على المؤمن أن يستعين بالله ويحرص على ما ينفعه، لافتًا إلى أنه ليس شيءٌ أحسنَ للعبدِ في الحرص على النافعِ مِن صِدقِه مع ربه سبحانه، فيَصدُقُهُ في عزمِه وفِعِله، فصِدقُ العزيمةِ جَمْعُها وجَزْمُها.

صدق الفعل

وبين أن صِدقُ الفعلِ استقصاءُ العملِ وعدمُ تَخَلُّفِ شيءٍ من الظاهر والباطن عنه، وذاك معنى شريفٌ كريمٌ مِن صحةِ الإخلاصِ وصدقِ التوكل، وأصدقُ الناسِ مَن صحَّ إخلاصُهُ وتوكُّل.

وأشار إلى أن الدنيا للآخرة مَزرعة، والأرواحُ والأموالُ فيها مُستودَعَة، والحَصيفُ من انتهزَ منها فُرصَتَه، واغتَنم نَفحتَه، مشيرًا إلى أن هذه وصيةٌ نبويةٌ جامعة، ونصيحةٌ محمديةٌ نافعة، هي للمؤمن نِبراس، ولعملِه أساس، وبها بُلوغُ المطالب، ونَيلُ المآرب، لما أخرج الإمامُ مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، عن النبي  -صلى الله عليه وسلم -  أنه قال: (احرِص على ما ينفعك، واستعِن بالله).

العلم حياة القلوب

وأفاد بأنه إذا لم يَرْمِ في ميدانِ الانتفاع بسَهم فهو الفاتِرُ الخاسر، فلا خيرًا أصاب، ولا عِزًّا نال، ولا دينًا أَحْرز، ولا دُنيا أدرك، وإذا ما عَلا المرءُ رام العُل ، ويَقنَعُ بالدُّونِ مَن كان دُونا، مشيرًا إلى أن مَدارُ النفعِ الدينيِّ على علمٍ نافعٍ وعملٍ صالح.

وأكد أن العلمُ حياةُ القلوب، وغِذاءُ الأرواح، وبه الفوزُ في الدارَين، وأنفعُهُ وأشرفُه: العلمُ بالله وبأسمائِه وصفاتِه، وأوامرِهِ ونواهيِهِ، وشرائعِهِ وأحكامِهِ وكتابِه، وأما العملُ الصالحُ فهو عبادةُ الله وطاعتُهُ وطاعةُ رسولِه  -صلى الله عليه وسلم - ، بأداء الفرائضِ والنوافلِ والتطوُّعات، مُخلَصًا فيها له سبحانه، مُتابَعًا لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتلك الغايةُ الكبرى من الإيجاد والخَلْق ، فقال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الآية 56 من سورة الذاريات ، ولا يَفُتِ العبدَ حظُّهُ من النفعِ الدنيوي، من عمل مُثمِر، أو كَسبٍ حلالٍ طيب؛ إعفافًا لنفسه، وصيانةً لماءِ وجهِه، وقيامًا بواجب نفسِه ومَن يعول.