الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيسة التنفيذية لمنصة أبجد|إيمان حيلوز: الغرب يسبقنا بـ20 عامًا بالنسبة لسوق النشر الإلكتروني ولا نسعى للاستغناء عن الكتاب الورقي..حوار

 إيمان حيلوز
إيمان حيلوز

خلال سنوات قليلة استطاعت منصة “أبجد”، من فرض نفسها على ساحة النشر في الوطن العربي، إذ ربما ساعدتها التحولات الموجودة في العالم، إثر أزمة تفشي وباء كورونا وارتفاع أسعار الورق عالميًا، وكذلك الأزمة الروسية الأوكرانية، وما تركته من أثر بالغ في ارتفاع مستوى التضخم في العالم، من تسريع وتيرة العمل على المنصات الإلكترونية، باعتبارها بديلًا غير مكلف مقارنة بأسعار الكتب الورقية، التي تجاوزت حد المعقول خلال الفترة الأخيرة.

 

لم تكن تجربة “أبجد” وليدة صدفة، فقد بدأت التجربة منذ عام 2012، من جانب إيمان حيلوز وهي المدير التنفيذي لمنصة أبجد، والتي رأت أنه من الضروري بدء خطوة تأخر الوطن العربي عنها لحوالي 20 سنة كاملةً!

 

لذلك نحاور إيمان حيلوز رغبة منا في الاقتراب أكثر والتعرف عن سوق النشر الإلكتروني، وكذلك للإجابة عن العديد من الأسئلة التي تشكل للبعض - ربما - تخوفات بسبب ما يعتبره البعض تهديدًا لصناعة النشر الورقي في المنطقة العربية.   

 

- في البداية أود أن أعرف كيف جاءت فكرة إنشاء منصة لنشر الكتب الإلكترونية؟ 

 

أبجد هي منصة تقدم اشتراكات شهرية للقراء، مقابل تقديم اشتراك لقراءة الكتب العربية بلا حدود، فهذا هو التعريف البسيط للمنصة، أما التعريف الأكبر، فالمنصة بدأت عام 2012 كمنصة لمراجعات وتقييمات الكتب، مثل Goodreads، وقد ركزنا فيها على الكتب العربية؛ رغبة منا في تحويلها لمنصة لبيع الكتب، وما قصدناه في البداية هو بيع الكتب الورقية، لكن القراء في تلك الفترة لفتوا انتباهنا وطلبوا منا نشر الكتب إلكترونيًا، لأنهم رأوا أن الكتب الورقية كان الوصول إليها سهلًا من خلال المكتبات وما شابه ذلك، وقد طورنا من فكرة “أبجد”، وانتقلنا لمرحلة جديدة، إذ بدأنا في إدخال الكتب العربية الإلكترونية، ومن هنا كانت بداية الرحلة، فقد كان العالم العربي بعيدًا عن فكرة النشر الإلكتروني؛ لذلك الرحلة كانت شاقة في بداية الأمر، وقد قمنا بالحديث مع دور النشر العربية والتي رحب البعض منها في التعاون معنا، حتى صارت المنصة بها حوالي 2 مليون مستخدم مسجل من كافة أنحاء العالم ، وأكثر من 100 دار نشر متوفرة إصداراتهم داخل المنصة، وهم من أكبر دور النشر العربية في مصر ولبنان، والأردن، وفلسطين، وكذلك الإمارات، والسعودية، وقد بدأنا في تحويل الكتب الإلكترونية وحاليًا نعمل مع كل دار نشر على حده ضمن فريق عملهم، إذ قمنا بالالتزام بالمعايير الدولية للنشر الإلكتروني، وقد وفرنا الكتب على تطبيق شركة "أبل"، حيث تم تحميل التطبيق لأكثر من مليون مرة، على مستوى العالم العربي ككل. 

 

إيمان حيلوز:  نحارب داخل سوق نشر به الكثير من السرقات 

-إذًا هل المنصة تهدف للاستغناء عن الكتاب الورقي بشكل كامل أم هي مجرد وسيلة مساعدة؟ 

 

نحن لا نسعى للاستغناء عن الكتاب الورقي، لأني دائمًا مقتنعة أن الكتاب الورقي سيظل الأساس ورقم واحد بالنسبة للقراء، لكن الكتاب الورقي لا يمكنه أن يصل  إلا لعشرات الأشخاص أو مئات الآلاف، لكنه لا يمكن أن يصل لملايين الناس حول العالم؛ لذلك فتطبيقات النشر الإلكتروني، هي عبارة عن وسائل مساعدة لعملية النشر الورقي كي يصل الكتاب في نهاية الأمر للملايين حول العالم، وأبجد منصة لا يمكنها أن تستغني أبدًا عن الكتاب الورقي كما أسلفت الذكر فهي مجرد وسيلة مساعدة لانتشار الكتاب بصورة أكبر.

 

 

-هناك العديد من التخوفات من جانب الناشرين.. كيف يتم محاسبة دور النشر من جانب المنصة، وعلى أي أساس تعتمدون في هذه العملية؟ 

 

هذه التخوفات كانت في البداية نتيجة التعود على فكرة التوزيع الورقي وليس مع الموزع الإلكتروني، وكانت بالمناسبة تخوفات مفهومة جدًا من جانبنا في البداية، لكن حاليًا أصبحت مثل هذه التخوفات غير موجودة، لأن طريقة حساب الناشر تتم وفقًا للطرق التي تتعامل معها المنصات في العالم كله مثل: "Kindle Unlimited  وSpotify، وأنغامي، وشاهد"، وغيرها من المنصات التي تقدم اشتراكات شهرية مقابل القراءة أو الاستماع، فهذا الأمر يعتمد على مدة قراءة المحتوى التابع للناشر داخل المنصة، “يتم الحساب بناء على عدد القراءات فكلما زادت نسبة قراءة كتاب ما فالإردات بدورها ستكون أعلى، وحتى إذا قام القاريء بقراءة جزء من الكتاب، فسيتم محاسبة دور النشر كذلك على مدة قراءة العمل، فهذه الأفكار مستخدمة في كافة المنصات العالمية، أتذكر أنني في عام 2014 تواصلت مع SEO لـSpotify على توتير وقدمت نفسي إليه وأبلغته برغبتي في تقديم منصة للكتب العربية باشتراك شهري، وقد ساعدني كثيرًا وراح يشرح لي طرق المحاسبة، وقد اتبعنا هذه الطريقة في نهاية الأمر”.  

إيمان حيلوز: لا نسعى أبدًا للقضاء على المكتبات ولا على الكتاب الورقي

 

 

-وهل هناك تخوفات من جانب أصحاب المكتبات، أعتقد أن التطبيق بات يحرمهم من بعض زبائنهم.. هل تتفقين؟

 

 نحن لم يوجه إلينا أي تخوفات من جانبهم، لأن الكتاب كما ذكرت عبارة عن محتوى يقدم بعدة صيغ: وبالتالي يساعد على فكرة توسيع الجمهور المهتم، لكني لا أظن أن التطبيق قد حرمهم من زبائنهم، لأن إذا كان التطبيق قد أثر على الكتاب الورقي وعلى نسبة مبيعاتهم، فكان الأجدى أن يتأثروا بالكتب المقرصنة وطباعتها وبيعها في إطار غير قانوني؛ فنحن دخلنا على سوق به الملايين من التحميلات لكتب الـPDF المقرصنة، بل بالعكس فالتحدي عندنا أصعب من المكتبات نفسها، لأن الشخص الذي يحب الكتاب الورقي سيظل محبًا لها، ولكن التحدي الأصعب يخص الكتاب الإلكتروني، لأننا داخل سوق متوفر فيه الكتب المقرصنة؛ ولذلك يتوجب علينا إقناع الناس بدفع مسبق مقابل تقديم خدمة لهم، وهذا أمر صعب جدًا، ونحن نحارب داخل سوق به الكثير من السرقات؛ لذلك أعتقد أن أي تأثير علينا وعلى المكتبات سببه هو قرصنة الكتب، وهي أمور لا أعتقد أنها ستؤثر على المكتبات، وأنا لا أحب أن أعتبره "تخوف" بل هو أمر يمكن تسميته بالـ"منافسة"، لأننا لا نريد ولا نسعى أبدًا للقضاء الكتاب الورقي أو على المكتبات، وحرمانهم من جمهورهم.

 

 

 

 

-الغرب كان له تجربة تسبقنا بسنوات حول فكرة النشر الإلكتروني، كيف تقبل الغرب فكرة وجود مثل هذه المنصات هل تأثرت المكتبات هناك؟ 

 

 لا لم يتأثروا أبدًا، فالغرب بطبيعة الحال يسبقوننا بحوالي 20 سنة، وهذه التجربة لم تنهي وتقضي على الكتب الإلكترونية، والكتب الورقية لم تختف أبدًا من المكتبات طوال هذه السنوات، فالحديث حاليًا أن الكتب الورقية الأجنبية، نسبة مبيعاتها أعلى كثيرًا من الإلكترونية؛ وبالتالي يمكن أن ننظر للمستقبل من خلال الغرب، فهم سبقونا في عالم النشر الإلكتروني، وهو بدوره لم يشكل أي ضرر للمكتبات هناك؛ لذلك فهذه التخوفات ليست في محلها أبدًا.   

 

-ما هي أبرز المشكلات التي تواجها المنصة وتحاول حلها خلال الوقت الراهن؟

 

دائمًا هناك مشكلات وتحديات، فهناك مشكلة تواجهنا وقمنا بحلها في مصر، لكنها لم تحل في دول شمال أفريقيا، وهي تخص الدفع الإلكتروني، لأنه كثيرًا ما تأتينا رسائل من قراء في تونس والجزائر، والمغرب، يريدون الاشتراك في التطبيق، لكنهم لا يملكون الماستر كارد وغيرها من وسائل الدفع الأخرى، فهذه الصعوبات واجهناها في مصر من خلال استخدام "فوري" والمحافظ الإلكترونية مثل “فودافون كاش”، وغيرها من وسائل الدفع، لكننا نسعى لحل هذه المشاكل خلال الفترة القادمة، داخل بلاد شمال إفريقيا. 

 

 

-أخيرًا هل تسعى أبجد خلال الفترة المقبلة لنشر الكتب تزامنًا مع صدورها في المكتبات.. هذه التجربة بدأت بالفعل لكنها غير معممة على كافة إصدارات دور النشر..

 

هذه بالفعل من الأشياء التي استطعنا التغلب عليها، وهي سرعتنا في توفير الكتاب بعد صدوره مباشرةً، ففي البداية كانت تواجهنا مشكلة تخص التعاون مع دور النشر وتوقيع العقود معهم، لكن حاليًا تم حل المشكلة، وأصبحت أغلب دور النشر العربية المهمة متواجدة معنا، ونسعى لإضافة دور نشر أخرى خلال الفترة المقبلة، لكن التحدي بالنسبة إلينا هو سرعة وجود الكتاب الإلكتروني قبل قرصنته ووجوده على الإنترنت؛ لذلك نحفز دور النشر لإتاحة الكتب بمجرد نشرها ورقيًا، بل إن هناك دور نشر مثل العربي، وكتوبيا، والمدى العراقية، أصبحوا ينشرون كتبهم قبل صدورها ورقيًا وإتاحتها في المكتبات. لكن بشكل عام نحن عانينا بسبب أن المقرصن الإلكتروني كان دائمًا أسرع منا، في عملية إتاحة الكتب، بسبب عدم التزامه بأية قوانين أو عقود رسمية مع دور النشر، فعملية تحويل الكتاب لإلكتروني عملية ليست سهلة أبدًا؛ لذلك حاولنا نشر االكتاب بالتوازي مع نشره ورقيًا، وأنا أرى أن الطريقة الفعالة لمحاربة القرصنة هي توفير الكتاب الإلكتروني أسرع على المنصة، لأن سرعة وصول الناس هنا للكتاب الإلكتروني تكون أسهل من تحميل كتاب مقرصن.