جثة سيدة أربعينية عارية.. هكذا كان البلاغ الذي تلقته الشرطة من قوات الإطفاء التي انتقلت إثر نشوب حريق هائل في شقة سكنية، وما أن سيطرت وحدات الإطفاء على الحريق حتى تم العثور على جثة لـ سيدة عارية محترقة جزئيا من اثار حريق الشقة.
جريمة غامضة ولغز كان محيرا في بدايته أمام الشرطة، بدأت قصة سيدة الحريق ببلاغ في الثامنة وأربعين دقيقة مساءً في نهايات الشتاء بنشوب حريق في شقة سكنية تقع في الطابق الخامس عشر بأحد البنايات، وما أن وصلت وحدات الإطفاء واستطاعت السيطرة على الحريق حتى كانت المفاجأة.
هُناك جثة عارية لـ سيدة.. هكذا تحدث أحد رجال الإطفاء بمجرد رؤيته للجثة، وتم استدعاء الشرطة للبدء في التحقيق حول الحادث، والتي وصلت بدورها إلى مقر الشقة المحترقة، وتم فرض كردون الشريط الاصفر ومنع اقتراب أي شخص إلى مسرح الحادث.
من قتل تريسيتا باسا وأحرق شقتها في شيكاغو؟
تولى المحقق ستاشولا إجراءات التحقيق في الحادث وكشف في البداية عن هوية الجثة العارية وتبين أنها سيدة أربعينية تدعى "تيريسيتا باسا" فلبينية الأصل من مواليد عام 1929، وعن الشقة لم يكن هناك أثار لعملية إقتحام.
جريمة مقتل تيريسيتا باسا - سيدة أربعينية، وقعت أحداثها في شهر شباط من عام ألف وتسعمائة وسبعة وسبعون، تلك السيدة قد حضرت من الفلبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل كطبيبة أمراض نفسية في مشفى أيدج واتر بمدينة شيكاغو، وسكنت في مقاطعة لينكولن بارك.
في مشفى أيدج ووتر بمدينة شيكاغو.. بدأت الأحاديث تدور بين الأركان وفي الأروقة، أشخاص يرتدون البالطو الأبيض ويتحدثون فيما بينهم عن الراحلة تيريسيتا باسا - سيدة أربعينية، بأنها كانت من أفضل الأطباء، واصفين تعاونها مع زملائها وأنه من غير الممكن أن يكون لها أعداء.
راجع المحقق ستاشولا، سجل مكالمات الراحلة تيريسيتا، ولم يصل حينها سوى مكالمتين فقط الأولى كانت قبيل الحريق بقرابة ساعة وأكثر، في السابعة وعشر دقائق تلقت مكالمة من اصدقائها لشراء تذاكر، والثانية كانت في السابعة والنصف تحدثت فيها مع زميلتها في العمل قرابة عشرون دقيقة.
القصة الكاملة لـ مقتل تيريسيتا باسا وإحراق شقتها في شيكاغو
ومرت الأيام يوما وراء الآخر، ولم يصل ستاشولا إلى معلومات واضحة حول الجاني، وما أن أكتمل القمر السادس على وفاة تيريسيتا البشعة، وفي إحدى الليالي أستيقظت ريمي شوى "ممرضة بمستشفى أيدج - زميله القتيلة" على مناماً مؤلما، حيث رأت في منامها كابوس مزعج ومرعب حمل صورة تيريسيتا وخلفها رجلا تكاد تكون ملامحه مألوفة لها.
لم تكن ملامح الرجل الذي يقف خلف تيريسيتا في المنام واضحة جيدا لـ ريمي، إلا أن الكابوس عاود الظهور من جديد حتى باتت ريمي تُقابل الراحلة تيريسيتا في كل ليلة، إلى أن راودها الكابوس الأبشع حين شاهدت اللحظة الأخيرة في حياة تيرسيتا وكيف قُتلت.
الرواية المرعبة.. تيريسيتا تعود من قبرها في الفلبين
أخبرت ريمي زوجها عن كوابيسها، وشرحت الوضع برمته وما تشاهده كل ليلة في منامها، وحاول بدوره بث الإطمئنان في روحها وأنها مجرد أضغاث أحلام تأتيها لشعورها بالأسى لرحيل زميلتها في العمل، وأحضر لها أدوية مهدئة.
لم تقدم الأدوية المهدئة والمنومة للممرضة ريمي شفاءً أو راحة لما تشاهده، فقدت زادت حدة الكوابيس، وتطور الأمر إلى أن لاحظ زوجها تغيرات على صوتها حيث كانت تتحدث بلهجة ولكنها تشابهت كثيرا مع صوت الطبيبة تيريسيتا، وأصبحت تتعرض إلى إغماء تردد خلاله بصوت القتيلة "أنا تيريسيتا.. قتلني الآن شويري".
ذهبت ريمي رفقة زوجها الطبيب إلى مركز شرطة إيفان ستون لمقابلة المحقق ستاشولا، وشرحت ما تمر به من كوابيس وقررت بأن الآن شويري الذي أخبرته عنها تيريسيتا هو عامل في ذات المستشفى، تلك الرواية كانت غريبة أمام المحقق، إلا أنا ريمي قد أبلغت عن معلومات للتأكد من صحة كلامها، بأن الآن قد سرق مشغولات ذهبية كانت هدية من والد تيريسيتا لها، وأهدى المسروقات إلى صديقته، كما أدلت عن معلومات تخص عائلة تيريسيتا للتأكد من المسروقات.
ذهب المحقق إلى منزل الآن وما أن قام بالتفتيش حتى عثر على المشغولات الذهبية الخاصة بالقتيلة تيريسيتا، وتم القبض عليه والتحقيق معه هو وخطيبته، وأقرت الأخيرة بأنه أعطاها المشغولات على أنها هدية رأس السنة.
قاتل تيريسيتا يعترف.. حاول إغتصابها بعد قتلها وتركها عارية
وأمام المحقق داخل مركز شرطة ايفان ستون، قال المتهم الآن شويري في البداية أنه عثر عليها مقتولة في منزلها وسرق المشغولات الذهبية وفر هاربا، ومع تضييق الخناق قرر أن القتيلة طلبت منه الحضور لإصلاح التلفزيون، وحال وصوله شاهد المجوهرات الخاصة بها وهجم عليها ثم خنقها وأحضر سكينا من المطبخ وطعنها عدة طعنات.
استكمل الآن في اعترافه أنه نزع ملابس تيريسيتا عنها تمام حتى يتمكن من إغتصابها إلا أنه خشي افتضاح أمره، فتركها واشعل النيران في شقتها وفر هاربا، وحولته الشرطة إلى المحكمة بتهمة قتل وسرقة تيريسيتا باسا - سيدة أربعينية.
وبعد مرور عامين من الحادث وبالتحديد في كانون الثاني من عام 1979 وقف المتهم أمام لجنة المحلفين بالمحكمة واعترف بجريمته، ثم عاد للإنكار قائلا أنه لم يغادر منزله ليلة الجريمة وكان يلعب القمار مع صديقته وشخص آخر، وأن المجوهرات المعثور عليها أهدتها له تيريسيتا لتقديمه عدة خدمات، إلا أن هيئة المحلفين لم تأخذ بكلماته.
لم يستطيع الآن إثبات تواجده رفقة صديقته في ليلة قتل تيريسيتا، وأنكرت صديقته تواجده معها في ذات الليلة، حتى تم الحكم عليه بعد مرور أيام بالسجن 14 عام بتهمة القتل والسرقة والتخريب.