دائمًا ما دافعت الدكتورة سهير حواس أستاذ العمارة والتصميم العمراني بجامعة القاهرة، عن التراث المصري خلال حياتها، حيث شكل التراث وجدانها منذ مرحلة مبكرة من نشأتها، فقد وثقت الكثير من الأماكن داخل مصر، خاصة القاهرة الخديوية، إذ اعتبرها الكثيرون بـ"حارسة قاهرة الخديوي”.
لذلك كان هذا الحوار الذي تحدثت من خلاله الدكتورة سهير حواس عن رؤيتها لواقع التراث المصري وما يحتاجه خلال الفترة المقبلة.
ما أبرز الملفات الثقافية المعنية بقضايا التراث التي من المفترض أن تكون على طاولة وزيرة الثقافة؟
أعتقد أن القوانين المعلقة المعنية بحماية التراث مثل قانون 144 لسنة 2006، أمر يجب أن يتم النظر فيه من جانب وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، فتعديل القانون لا يزال معطلًا حتى الآن، وهو يحتاج لأن ينشط بقوة. كذلك فلجان حصر المباني التراثية داخل المحافظات تحتاج لاهتمام من جانب المحافظين كي تتمكن من تنفيذ عملها، فهناك داخل المحافظات لجان تحتاج لاهتمام من جانب المحافظين أنفسهم، وذلك لتمكينها من إكمال عملها، لأن هناك بعض اللجان لا تعمل بكفاءة عالية؛ وبالتالي نحتاج لاهتمام من المسئولين وإعادة النظر في تشكيل تلك اللجان.
د. سهير حواس: نحتاج لمسابقات معنية بالفن والتراث
-وهل نحتاج لتقديم مسابقات معنية بالتراث؟
بطبيعة الحال نحتاج لكثير من المسابقات الفنية والمعنية بالفن والتراث خلال الفترة المقبلة، لكن بطبيعة الحال هناك العديد من المسابقات الهامة التي تقدمها بعض الجهات، أذكر منها على سبيل المثال المسابقة التي تقدمها مؤسسة فاروق حسني للفنون والعمارة، فقريبًا سيتم الإعلان عن اشتراطات المسابقة في بداية سبتمبر المقبل، وهذه المسابقة مهمة لأنها تضم جميع مجالات الفن، بدءًا من الرسم والفن والنحت والنقد الفني والعمارة.
والحقيقية أنني عضو لجنة تحكيم مسابقة العمارة، أرى أن المسابقة مهمة للغاية لأنها تشجع الشباب وتساعد على الحراك الجماعي، وقد انبهرت من عدد المشاركات ومستواها في العام الماضي، وهي مستويات تبشر بكل خير، وهذه واحدة من الأنشطة المهمة التي تقدم للشباب والتي تقام بحرفية شديدة، وتلقى تفاعلا كبيرًا.
تعتقدي أنه يجب إعادة لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة مرة أخرى بعد إلغاءها خلال السنوات الأخيرة؟
بالطبع نحتاج لإعادة النظر في عملية تعطيل لجنة العمارة واللجان الأخرى بالمجلس الأعلى للثقافة فهذه اللجنة تحديدًا كان لها دورًا كبيرًا وأنشطة فعالة ومؤثرة في مجال الثقافة المعمارية، فقد كنا نكتب الكثير من الآراء والدراسات المعنية بالمشروعات القومية المعمارية، وقد توقف عمل هذه اللجنة وأصبحت لجنة واحدة؛ لذلك أتمنى وآمل استعادة دور اللجنة مرة أخرى.
-كيف تنظرين لمستقبل مجال التراث في مصر خلال الفترة المقبلة؟
التراث في الحقيقة أعتقد أنه سيشهد في مجال الآثار أمور هامة للغاية مثل افتتاح المتحف الكبير، وهو حدث عالمي، وله تأثير إيجابي على مجال الثقافة والتراث بالنسبة لمصر.
د. سهير حواس: لديّ كتب سيكون لها تأثير في مجال العمران
ماذا تكتبين خلال الوقت الراهن، هل هناك إصدارات جديدة؟
بعد حصولي على جائزة الدولة التقديرية كان ذلك دافعًا لي لاستكمال بعض الكتب التي لازلت لم أكملها، وقد حدث نوع من التباطؤ، وسأكمل هذه الكتب لأني أرى أنها سيكون لها تأثير في مجال العمران وحماية التراث. كما أن لي مشروع معني بتحليل خرائط القاهرة، ولازلت أبحث عن جهة تساندني في نشر هذا العمل الضخم والمكلف، وأنا حاليًا في منتصف هذا العمل.
ولي أيضًا مشاركة في فصل كامل عن نشأة القاهرة، من جانب ناشر أمريكي رفقة زملاء آخرين، وأأمل أن ينشر هذا الكتاب في شهر نوفمبر المقبل.
وأخيرًا هناك كتاب آخر سيصدر عن عواصم المدن العربية، ولي فصل فيه أيضًا عن القاهرة بصفتي الشخصية المصرية التي كتبت عن تاريخ القاهرة، فكل شخصية مشاركة أعدت جزء خاص بكل عاصمة عربية.