دائمًا ما اعتبر الملك توت عنخ آمون لغزًا كبيرًل، فعلى الرغم من اكتشاف مقبرته منذ مائة عام، إلا أنه تفاصيل اكتشاف المقبرة لا يزال يلقي بالكثير من الجدل حول العالم.
فخلال منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كشف المرشد السياحي والأكاديمي الدكتور طارق فراج، عن واقعة تبدو غريبة حول مكتشف قبر توت عنخ آمون، إذ ذكر أنه ربما لم يكن هوارد كارتر هو المكتشف الأصلي لمقبرة الملك الصغير.
تفاصيل مثيرة عن الملك توت عنخ آمون
يقول طارق فراج: "فى مكتبتي مايزيد عن ٢٥ كتابًا بلغات مختلفة عن مقبرة توت عنخ آمون قرأت معظمها وهي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك بأن مكتشفها عام 1922 هو الأثري البريطاني هوارد كارتر بتمويل من مواطنه اللورد كارنرفون، بدءًا بكتاب مقبرة توت عنخ آمون لمكتشفها كارتر الذي صدر عام 1932 إلى أخر كتاب صدر منذ شهرين.
يضيف: منذ سنوات حدثت واقعة عصفت بذهني وورطتني في بحث غريب، كنت أتمنى ألا أتورط فيه، إذ وردت مكالمة هاتفية من مدير شركة سياحية كنت أعمل بها يطلب مني مرافقة مجموعة أمريكية خاصة في القاهرة والصعيد وهي Top VIP بوصاية من جامعة هارفارد، وقد أرادوا مرشدًا سياحيًا متخصص في المصريات، ولذلك رشحني لها، فسئلت ما أهمية هؤلاء الناس؟ فقيل لي إنهم من أسرة وأحفاد عالم الآثار الكلاسيكي الشهير كليرنس فيشر ولهم إسهامات وتبرعات في الجامعة والمكتب الثقافي في سفارتنا وقد تم التوصية عليهم.
هل خان هوارد كارتر معلمه؟
يستطرد: جاءت المجموعة واستقبلتها في المطار كالعادة، وكانت مجموعة لطيفة جدًا ووجدتهم يرتدون جميعًا تيشرتات، وقبعات مطبوع عليها اسم ستانلي كليرنس فيشر، وأعطوني تيشرت وقبعة مثلهم ثم تنحى كبيرهم جانبًا وأخذ يدي فى يده وقال لي “نحن هنا لسنا فى إجازة وإنما لاستكشاف وتسجيل بعض الأمور لقضيتنا التي نعمل عليها منذ سنوات ولا يعرف بها أحد ولم تذكر فى كتاب”.
قلت “وماهي القضية؟”
قال: “جدي هو كليرنس فيشر قام بحفائر أثرية فى بلدان الشرق الأدنى، ثم جاء مصر وقام بالتنقيب فيها في منف وكشف عن قصر مرنبتاح ثم قام بعمل مجسات وبعض الحفائر فى وادي الملوك، وكان نشيطًا وذكيًا للغاية، ثم قام برسم إحداثيات لمقبرة مفقودة لملك غامض هو توت عنخ آمون ثم تحدث ذات مرة مع زملائه من العلماء عن الموقع المحتمل لمقبرة الملك توت وأطلعهم على إحداثيات الموقع كما رسمه فى مفكرته وكان جالسًا آنذاك هوارد كارتر يسمع كلام جدي، وكان فى ذلك الوقت يعمل فى الوادي تحت إمرة لورد كارنرفون، ولم يعثر على شئ ذي أهمية حتى ذلك الحين لكنه بعد سفر جدي إلى فلسطين، ثم مقتله هناك بطريقة غامضة واختفاء مفكرته ورسوماته، غير كارتر خطة حفائره وذهب إلى الموقع المعروف الذي عثر فيه على المقبرة واندهش الأثريون الأجانب الذين كانوا يسمعون لجدي عن مباشرة كارتر بحفائره للموقع المحتمل الذي أشار إليه جدي ولم يشر مرة واحدة إلي أن الفضل في ذلك كان لعالم الآثار ستانلي كليرنس فيشر، واستدرك قائلًا ”نحن هنا لتسجيل بعض نقاط غامضة فى قضيتنا حتى ننتهي منها".
رحلة البحث عن توت عنخ آمون
ينهي الدكتور طارق فراج حديثه ويقول: عند هذا الحد كان رأسي يدور ولم يمهلني الرجل وقال: "عرفت عنك من شركة السياحة الأمريكية أنك على درجة علمية وتدرس بالجامعة، وأريد منك بعض الأبحاث تساعدني فيها، وقد وافقت على الفور ولدهشتي اكتشفت أنه لم يكن هناك سبب منطقي لتغيير خطة كارتر الفجائية في حفائره وانتقاله إلى موقع المقبرة المكتشفة سوى أنه عثر بالقرب منها على بعض الآثار الصغيرة التي تحمل اسم توت عنخ آمون، لكنه لم يفسر لنا سبب ترك الموقع البعيد الذي كان ينقب فيه وجاء فجأة إلى هذا الموقع بالذات وبدأ حفائره فيه حتى عثر على المقبرة.