العلاقة الزوجية هي منبت تلك الأخلاق، فكل من الزوجين له على الآخر حقوق، وأولها الأخلاق، وهو ما بدا على العكس في تلك الواقعة، والتي قام فيها الزوج بتعمد ضرب أمثلة الرأفة والرحمة بعرض الحائط، واستخدم كل أساليب التعذيب والقسوة مع زوجته لينهي بها حياتها بعد أن منع الطعام عنها واستخدم العنف معها طيلة 4 سنوات.
المجني عليها فتاة كان كل آمالها وأحلامها مثل باقي الفتيات، حاضر مشرق وواقع يملؤه السعادة والفرح، وأن تهنأ برفقة أسرتها بحياة كلها طموح وسعادة ظنت أنها ستحققها برفقتهم، ولكن ما لبثت إلا أن تبدلت تلك الآمال والأحلام.
قام كل من والديها بالانفصال عن بعضهما الآخر، لتبدأ "سميرة" بعد ذلك في التفكير في أي من والديها ستعيش معه بعد الانفصال، لتقرر بأن والدتها هي الأحق بالجلوس معها وأنها سترافقها وستكون لها الدفء والمأمن.
قسوة من والدتها أسوأ من زوجة الأب
كانت صدمة "سميرة" في والدتها أسوأ ما مرت به، بعد أن رأت منها القسوة التي كادت أن تكون بها أسوأ من زوجة الأب، لتبدأ بعدها المجني عليها بالإحباط من كل من كان لهم صلة قرابة بينهم وبينها حتى ظهر الجاني في حياتها.
ظهر الجاني في حياة "سميرة" في ظل معاناة في حياتها، وتقرب منها، حتى مالت إليه ووجدت فيه المأمن الذي افتقدته، وتقرر الزواج منه رغم كبر سنه الذي تجاوز 60 من العمر، طمعا منها في الحصول على ما فقد منها طيلة حياتها فيه.
يوم فرحها تتهم في شرفها
قام الجاني بالزواج من "سميرة" لتفاجأ في يوم عرسها بأن زوجها يتهمها فى شرفها ويشيع أنها ليست عذراء، ليقوم والدها بأخذها إلى طبيب في يوم عرسها، لتتم تبرئتها ويقرر الطبيب أن المجني عليها عذراء.
بعد فترة حملت المجني عليها، لتفتح لها أبواب من الآمال والسعادة، التي ظنت بها أنها ملكت الدنيا بحملها، لتتحمل أعباء الحمل وآلامه طمعا في سعادة خروج جنينها الأول، لتفاجأ عند وضع مولودها بأن زوجها يقوم بأخذه واهدائه إلى إحدى زوجاته الإثنين الأخريات، لتعود بعدها "سميرة" إلى ما كانت عليه.
حتى جاء يوم وقام نجل الجاني بالذهاب إلى والده ليخبره بأن زوجته تتودد إليه، وتطلبه لمعاشرتها جنسيا، ليقوم الزوج بعد ذلك بمواجهتها والاعتداء عليها، لتقوم المجني عليها بإنكار ما اتهمت به وتمسكت بشرفها منكرة جميع الاتهامات التي وجهت لها.
خطة لإنهاء حياتها
قام الزوج بعد ذلك بالتخطيط لإنهاء حياة زوجته ولكن قرر أن تكون تلك الطريقة بشكل أكثر تعذيبا لها وليبدو الأمر عن وفاتها أنه طبيعي، فقام بتدبر الأمر بعناية شديدة وتتبع وساوس الشيطان خطوة بخطوة حتى أكمل مخططه بإبداع.
حجزها في منزلها ومنع الطعام عنها طوال أربع سنوات يلقي لها كل بضعة أيام بعض اللقيمات حتى هفتت وأوشكت على الموت، ليقوم بعدها الجاني بضربها حتى أنهى حياتها.
بلاغ يفيد بتغيب المجني عليها
تلقت بعدها الجهات الأمنية بلاغا يفيد بتغيب المجني عليها لـ 7 أيام، لتبدأ بعدها التحريات، حتى وصلت الجهات الأمنية إلى أن مرتكب الواقعة هو زوجها، وأنه بعد أن قام بإنهاء حياتها قام بدفنها في المنزل وألقى عليها طبقة اسمنتية حتى لا تفوح رائحة جثمانها بعد تحللها.
وكانت قد قضت محكمة جنايات الأقصر برئاسة المستشار كمال فخري شمروخ، وعضوية المستشارين أحمد عصام الدين، ونهاد أبو النصر، أسامة أحمد محمود وكريم حسني وكيل النائب العام بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.