غادرت أول سفينة قمح من ميناء أوديسا الأوكراني بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لضمان المرور الآمن عبر البحر الأسود، صباح الاثنين، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين وأتراك.
وكتب وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، عبر حسابه على تويتر: "غادرت أول سفينة حبوب أوكرانية، منذ العدوان الروسي، الميناء"، موجهًا الشكر لتركيا، والأمم المتحدة على المساعدة في تنفيذ الاتفاق .
انخفاض أسعار القمح في العالم
وفي هذا الإطار، أكد حسن يوسف، رئيس مجلس إدارة شركة بلك ايجيبت لخدمات الملاحة والتجارة، أنه فور الإعلان عن الاتفاق الخير بين أوكرانيا وعدداً من الدول خاصة روسيا وتركيا بتسهيل تصدير القمح الأوكراني، فقد شهدت أسعار القمح انخفاضاً غير مسبوقة خلال العام الجاري ليصل سعر الطن الى 280 دولار بعد أن كان قد ارتفع لمستويات قياسية خلال العام الجاري ليتخطى ال 400 دولار للطن.
وأضاف يوسف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تعد أحد أهم عملاء أوكرانيا في استيراد القمح، حيث أنه من المتوقع أن يصل حجم محصول القمح الأوكراني ما بين 18 و20 مليون طن خلال عام 2022، والذي يعد أعلى بـ 5 أضعاف من طلب الاستهلاك المحلي، والذي يصل إلى 4 ملايين طن سنويًا.
ولفت إلى إنه في حالة استمرار عملية الشحن من موانئ أخرى من دول بجوار أوكرانيا مثل رومانيا، فالسفن قد تستغرق من شهر الى شهر ونصف حتى تقوم بعملية التحميل للبضائع، وهو ما يزيد من التكلفة وسيكون مختلف تماماً في حالة أن يتم الشحن من الموانئ الأوكرانية مباشرة.
وأشار إلى أن هناك ترقب من قبل ملاك السفن لدخول أول سفن للموانئ الأوكرانية، خاصة أن منطقة البحر الأسود تعد من أهم الأسواق لبضائع الصب الجاف النظيف، خاصة أوكرانيا.
احتمالية رجوع الأسعار كما كانت
ومن جانبه، قال المستشار الاقتصادي أحمد خزيم، رئيس المنتدى الاقتصادي للتنمية والقيمة المضافة، إنه بمجرد توقيع الاتفاق على توفير ممر أمن لنقل القمح الأوكراني انخفضت أسعار القمح بنسبة 40%، واليوم تحركت أول شحنة من القمح الأوكراني في طريقها إلى لبنان.
وتابع خزيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، إذا انتظم تحرك السفن الأوكرانية المحملة بالقمح سوف تعود الأسعار لما كانت عليه قبل الأزمة الأوكرانية الروسية وقد تصل إلى أقل من 400 دولار للطن.
وأكمل: "ولكن هناك قلق من التحركات وسرعة الأحداث التي تشهدها خريطة العالم من صراعات سياسية وأهمها زيارة نانسي بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان، الأمر الذى يرفع من توتر الأحداث ويمكن أن يؤثر على توقف حركة السفن الأوكرانية" .
الاستفادة المصرية من توقع الاتفاق
كما أكد محمد برغش، رئيس مجلس إدارة السلام الزراعية بالبحيرة وعضو المجلس الاستشاري للمجلس الأعلى للقوات المسلحة سابقاً باسم كتلة الفلاحين، أنه منذ الإعلان عن الاتفاق الذى كانت ورائه مصر، قامت مصر ومجموعة الدول الأكثر استيرادا للقمح والدول الفقيرة التي تتعرض للجوع وبواسطة الأمم المتحدة ومع دولتي طرفي الحرب وجارتهم تركيا، وتم التوقيع على حل جذري على توفير ممر آمن في بحر قزوين لتأمين خروج ستة وعشرين مليون طن من الاقماح المتكدسة في مخازن أوكرانيا وتأمين هذا الممر دولياً.
وأضاف برغش في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الاتفاق ساهم في نزول سعر القمح المرتفع الى اكثر من 30% بمجرد الإعلان عن الاتفاق.
وتوقع برغش انخفاض سعر طن القمح بعد تحرك اول سفينة من أوكرانيا في اتجاه الشرق الأوسط بنسبة تتراوح ما بين 25 % الى 30% أخرى، وسوف يساهم في سد فجوة كبيرة من مساحة الجوع حول العالم
وتابع: "كنت أتمنى أن يكون التوزيع ضمن حصة العقود الملتزمة بها أوكرانيا وروسيا قبل الحرب منذ العام الماضي".
وأوضح برغش أن ارتفاع الأسعار مرتبط بجزئيين الأول قلة العرض والثاني الخوف من المستقبل، بجانب جشع التجار، متوقعاً انخفاض الأسعار داخلياً بنسبة 30% بعد وصول أول شحنة للأراضي المصرية.
ولفت إلى أن الدولة المصرية من قبل بداية الأزمة كان لديها نصيب من الاقماح والمواد الغذائية المستوردة بِما يكفى المصريين لأكثر من ستة اشهر ، وبعد مرور ثلاث اشهر من بداية الأزمة بدأ جنى وتوريد القمح المصري والفول.
تحرك أول سفينة قمح من أوكرانيا
وأظهر موقع "مارين ترافيك" لتتبع الملاحة البحرية عبر الأقمار الصناعية أن السفينة "رازوني" التي ترفع علم سيراليون، وتحمل أكثر من 26 ألف طن من القمح تتحرك من ميناء أوديسا.
وأكدت وزارة الدفاع التركية أن السفينة تحركت من ميناء أوديسا، وقالت وزارة الدفاع التركية إن السفينة متجهة إلى لبنان. وأضافت الوزارة أن السفينة ستتوقف في إسطنبول، الثلاثاء، حتى تخضع لعملية تفتيش من الأطراف المعنية، قبل أن تستأنف رحلتها.
وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية إن سفنًا أخرى سترسل أيضًا تماشيًا مع الاتفاق الموقع في إسطنبول في 22 يوليو الماضي، لكنها لم تذكر مزيدًا من التفاصيل.
وجاءت اتفاقية "ممر الحبوب" بعد جهود للمساعدة على تخفيف أزمة السلع العالمية التي أثارها الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية. وستبحر السفن عبر ممر آمن في البحر الأسود، وتمر عبر مضيق البوسفور للوصول إلى الأسواق العالمية.