حالة من الغليان الشعبي يعيشه العراق بسبب خلافات التيار الصدري بزعامة مقتدي الصدر والإطار التنسيقي الموالي لإيران على خلفية ترشيح الأخير النائب محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة، وهو الأمر الذي يرفضه التيار الصدر حيث تحركت الجموع الصدرية لتملأ شوارع العراق بالمظاهرات التي تنذر بخطر أمني واجتماعي علي البلاد.
جاء الإجماع الشيعي علي السوداني كرئيس للحكومة وذلك بعد نحو 9 أشهر شهدت فيها العراق أزمة سياسية جراء خلافات حادة على تشكيل الحكومة بين الإطار التنسيقي و الكتلة الصدرية التي فازت بالمرتبة الأولى بـ73 نائبا من أصل 329، لكنها انسحبت من البرلمان في 12 يونيو الماضي بعد عدم تمكنها من تشكيل «حكومة أغلبية».
الا ان انسحاب التيار الصدري في اللحظات الأخيرة اربك المشهد السياسي العراقي.
من هو محمد شياع السوداني؟
ومحمد شياع السوداني هو سياسي عراقي ولد في بغداد 1970 ، حيث أعلن استقالته من "ائتلاف دولة القانون" عام2019، كما شغل العديد من المناصب بينها وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حيدر العبادي (2014 - إلى 2017) ووزير الصناعة بالوكالة منذ عام 2016.
كما شغل لفترة منصب وزير التجارة بالوكالة بعد إنهاء مهام الوزير السابق ملاس محمد عبد الكريم، كما شغل منصب وزير حقوق الإنسان العراقي في حكومة نوري المالكي الثانية للفترة من 2010 إلى 2014.
أنصار الصدر يقتحمون المنطقة الخضراء والبرلمان
بعد مسيرات احتجاجية شهدتها ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، لأنصار رفعوا شعارات تدعم التيار الصدري اقتحم انصار مقتدي الصدر المنطقة الخضراء ذات آل تحصينات الأمنية القوية لاحتوائها علي المباني الحكومية والسفارات الدبلوماسية وكذلك اقتحام مبني البرلمان العراقي قبل أن يأمرهم مقتدي الصدر بالانسحاب بقوله " وصلت رسالتكم أيها الاحبة وارعبتم الفاسدين.
الأمر الذي استدعي قوى الإطار التنسيقي للرد علي تلك المظاهرات الحاشدة حيث قال في بيانه" بعد أن اكتملت الخطوات العملية للبدء بتشكيل حكومة خدمة وطنية واتفقت بالإجماع على ترشيح شخصية وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة رصدت تحركات ودعوات مشبوهة تحث على الفوضى وإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي.
وأضافت : وإن ماجرى من أحداث متسارعة والسماح للمتظاهرين بدخول المنطقة الحكومية الخاصة واقتحام مجلس النواب والمؤسسات الدستورية وعدم قيام القوات المعنية بواجبها يثير الشبهات بشكل كبير ، وعليه فإننا نحمل حكومة تصريف الأعمال المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة الدوائر الحكومية ومنتسبيها والبعثات الدبلوماسية والأملاك العامة والخاصة ونطالبها باتخاذ إجراءات حازمة لحفظ الأمن والنظام ومنع الفوضى والممارسات غير القانونية.
ودعت كذلك أبناء الشعب العراقي العزيز إلى مزيد من الوعي والحذر من مكائد الأعداء والتصدي لأي فتنة يكون الشعب وأبناؤه وقودا لنارها.
تشديدات أمنية في المنطقة الخضراء وبغداد
وعلي إثر تلك الأحداث الساخنة؛ فقد شددت السلطات العراقية، إجراءاتها في عدة مناطق ببغداد، والمناطق المحيطة ، فقد أغلقت السلطات العراقية محيط المنطقة الخضراء الحكومية وعدد من الشوارع والمساحات وإغلاق الجسور الرئيسية في وسط بغداد تحسباً لخروج مظاهرات شعبية حيث عززت من عملياتها لحماية المنطقة الخضراء الحكومية بمزيد من الكتل الأسمنتية، ونشر قوات إضافية في جميع مداخل المنطقة، فضلاً عن نشر قوات أمنية في الشوارع والمساحات والجسور الرئيسية الرابطة بين شطرى بغداد.
وفي المقابل تيار الحكمة يدخل علي خط الأزمة حيث خرج التيار بزعامة عمار الحكيم امس الجمعة في تجمع جماهيري لأنصاره وسط بغداد للكشف عن مبادرة جديدة لحل الأزمة السياسية في البلاد واستكمال الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس جديد للبلاد ورئيس للحكومة المقبلة .
وبحسب مصادر مقربة من التيار الصدري؛ فقد كشفت تقارير إعلامية وصحفية عراقية تهديدات من أنصار التيار بالخروج في مظاهرات جديدة اليوم السبت إذا ما تقرر عقد جلسة للبرلمان العراقي لانتخاب رئيس جديد للبلاد فيما سارع البرلمان العراقي إلى نفي أنباء تتحدث عن عقد جلسة للبرلمان اليوم السبت.
الأمر الذي استدعى مصطفي الكاظمي رئيس الحكومة العراقية الدعوة إلى عدم زج البلاد في "أزمة أمنية أو اجتماعية وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة".
وفي تطور خطير قد ينذر بحرب أهلية داخل فقد بينت مصادر عراقية أن أنصار مقتدى الصدر أغلقوا مكاتب تابعة لـ"تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم بعد خطابه بشأن مظاهرات التيار الصدري في بغداد.
وكان زعيم تيار الحكمة ، عمار الحكيم، قد طالب مصطفي الكاظمي بالحزم والشدة في التعامل مع مظاهرات التيار الصدري لحماية مؤسسات الدولة على حد تعبيره.
وأضاف : لحمايتها فإن أقل ما كان على الكاظمي فعله أمس الأول إلقاء القبض على جميع قادة الإطار وعمار معهم، بالجرم المشهود وهم يتخابرون مع جنرال دولة أجنبية.
وتسارع الأحداث في العراق يدعوا الجميع الي ترقب الي اين سيذهب بلاد الرافدين.