الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حروب الظل.. قصة فشل عملية استخباراتية أوكرانية في الأراضي الروسية|كيف تدخلت بريطانيا؟

أرشيفية
أرشيفية

يشتد الصراع بين روسيا وأوكرانيا في الأيام الحالية وتعلو معه صيحات الحرب والتصريحات النارية من كلا الجانبين بالإضافة إلى التدخلات الغربية خاصة من الدول الأوروبية التي تساعد أوكرانيا بالمال والسلاح لمواجهة الجيش الروسي الذي بالرغم من هطول الأسلحة الغربية على كييف، يحقق مكاسب كبيرة في مواجهات القتال.

ولكن هناك حرب لا يعلم عنها أحد قائمة بين الدولتين بل بين أوكرانيا ومعها الدول الأوروبية ضد روسيا، وهي الحرب المخابراتية التي تلقب بـ "حروب الظل" نظرا للسرية التي تحوطها والعمليات الحساسة التي تقوم بها سواء على الصعيد العسكري أو جمع المعلومات.

الأزمة الروسية الأوكرانية

وهذه الحرب لها رجال لا أحد يعلم عنهم شيء فهم يعملون في ظلال ولا أحد يراهم خاصة عندما يكون الحديث عن أحد أهم وأقوى أجهزة المخابرات في العالم وهم المخابرات الروسية والمخابرات البريطانية ومعها دول الناتو وأجهزة الاستخبارات الأوكرانية.

وفي هذا الإطار سنروي أحداث عملية استخباراتية قامت بها المخابرات الأوكرانية بمساعدة أجهزة الاستخبارات في دول الناتو وخاصة بريطانيا في الأراضي الروسية، ولكن يقظة الأجهزة الأمنية الروسية أحبطت هذه العملية وتم الإفصاح عنها في عملية من النادر أن يتم الإفصاح عنها خاصة في وقت الحروب.

وتم نشر تفاصيل العملية عن طريق بيان لوكالة الأمن الفيدرالي الروسي أفصحت به عن تفاصيل العملية وكيف كانت أوكرانيا تريد تجنيد الضباط الروسي وسرقة المقاتلة الروسية.

تفاصيل العملية

وتم نشر تفاصيل العملية، حيث أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB عن إحباط محاولة سرقة قاذفة سو34 روسية من مطار في مقاطعة فولغوغراد بواسطة المخابرات العسكرية الأوكرانية GUR.

قاذفة سو34 روسية

وجاءت تفاصيل العملية، حيث دخل عملاء المخابرات الأوكرانية من مناطق حدودية حتى وصلوا لاحقًا لقرب مطار في فولغوغراد وغالبًا قاعدة مينيروڤكا الجوية ومن خلال تطبيق تلغرام تواصلوا مع الطيارين الروس ونسقوا لقاءات عدة لإغراء أحدهم، كان اختصاصه  Su-34.

وتبين أن وكيل المخابرات الأوكرانية على الأرض (الطيار الروسي) عميل مزدوج وكشف الخطة.

وزعمت المخابرات الروسية بأن العقل المدبر للعملية جهاز المخابرات الخارجية البريطاني MI6 وتنفيذ جهاز GUR الأوكراني (المخابرات العسكرية) عن طريق عملاء دخلوا روسيا.

وتم منح الطيار الروسي سما كي يتخلص من المساعد (الملاح) في قمرة القيادة وأعطوه مسارات طيران آمنة وإحداثيات لمطارات أوكرانية تحت سيطرة القوات الأوكرانية في العمق والعديد من مواقع بطاريات الدفاع الجوي الأوكرانية المتخفية كي يحتمي بمظلتها.

القبض على الجواسيس

وخلال العملية حصل ضباط مكافحة التجسس الروس على كل تلك المعلومات القيمة وتم تمرير المعلومات لقيادة القوى الجوية والقوات الصاروخية لقصف جميع الأهداف الأوكرانية التي تم إعطائها للطيار، حصل الروس على التخطيط الجديد للمطارات والدفاعات الجوية الأوكرانية، إضافةً لمحادثات عالية القيمة على تطبيق Telegram على هاتف الطيار، كما تم التعرف على جميع موظفي الخدمات الخاصة الأوكرانية المشاركين في العملية.

الأزمة الروسية الأوكرانية

وفي الحقيقة كان طياري كل من قاذفات Su-34 أو Su-24 أو Tu-22M3 الاستراتيجية نصب أعين المخابرات العسكرية الأوكرانية لعمليات التجنيد والإغراء مقابل الهروب بطائراتهم لكن بائت المحاولات بالفشل.

وقد تم إغراء الطيارين بمبالغ طائلة (قيل 2 مليون دولار لكن لا يمكن التأكد من صحة الرقم) وحصولهم على جنسية أحد الدول الأوروبية عند هروبهم و تهريب زوجاتهم إلى إحدى دول البلطيق و ألمانيا وبلغاريا، لكن الطيار الروسي نقل الخطة للمخابرات وتم تنسيق عملية اعتقال العملاء.