تعاني العديد من المناطق في العالم من إرتفاع شديد في درجات الحرارة، وانعكست موجة الحر الشديدة بالسلب على دول أوروبا، والتي أدت لاندلاع الحرائق المستمرة في الغابات والجفاف الشديد في التربة، ومن بين المناطق التي تضررت تأثرا بهذه الموجة حديقة هايد بارك في لندن، والتي تحولت إلى أرض جدباء نتيجة الحر الشديد.

حديقة هايد بارك تتحول لصحراء جرداء

وتصدرت حديقة الهايد بارك محركات البحث خلال الساعات الماضية، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر كيف حول ارتفاع درجات الحرارة حديقة الهايد بارك في لندن، إلى أرض جرداء بدون خضرة، واختفى العشب الأخضر الذي كان يزين الحديقة اللندنية، والتي تعد واحدة من أهم وأجمل حدائق العالم.

وأوضح عمدة لندن صادق خان، أنه تم حصر ما لا يقل عن 41 منشأة في لندن، احترقت بسبب موجة الحر التي تجتاح المملكة المتحدة، وأنه تم إعلان حالة حادث كبير على أثر الارتفاع الهائل في الحرائق في أنحاء العاصمة اليوم السبت، مشيراً إلى أن رجال الإطفاء في لندن تحت ضغط هائل.

وعلى خلفية ما جرى في لندن، قررت بريطانيا وقف الرحلات الجوية في أكبر قاعدة جوية بالبلاد، نتيجة الطقس الحار الذي أدى إلى ذوبان مدرج القاعدة، وأعلن سلاح الجو الملكي البريطاني، وقف الرحلات الجوية من وإلى أكبر قاعدته الجوية في المملكة المتحدة لأن “المدرج قد ذاب” في الطقس الحار.

يذكر أن درجات الحرارة في بريطانيا وصلت خلال تلك الفترة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، والتي نتج عنها اندلاع الحرائق في عدة مناطق ببريطانيا، أبرزها العاصمة لندن، ووصلت الحرائق في شرقي لندن لتصل إلى مبان سكنية.

كما تشهد العديد من الدول الأوروبية خلال الفترة الحالية، موجة حر شديدة لم تشهدها من قبل، حيث كشفت إسبانيا أنها فقدت 360 مواطنًا نتيجة الحرائق وموجة الحر.

حديقة الهايد بارك

الهايد بارك هي واحدة من أكبرِ الحدائق الموجودة في مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة، وهي من المناطق السياحية من الدرجة الأولى، وإحدى الحدائق الملكية الموجودة في لندن، وتضم الحديقة بحيرة كبيرة إضافة إلى مجموعة من النوافير.

وتشتهر بوجود ما يسمى محليًا بـ “سبيكرز كورنر”، التي تعني ركن المُتحدثين، والتي تقع في القسم الشمالي الشرقي من الحديقة، وهي المكان الذي يجتمع فيه المتحدثون كل يوم أحد لإلقاء كلمة أو محاورة حول موضوع معين بكل حرية، وتبلغ مساحتها 142 هكتارًا أي 350 فدانا.

بريطانيا تعلن حالة الاستنفار

كما تسبب موجة الحرارة الشديدة، في أن أعلنت بريطانيا، خلال الأيام القليلة الماضية، حالة الاستنفار القصوى في العاصمة لندن، لمواجهة الحرائق، وكانت سجلت بريطانيا أقصى درجة حرارة في تاريخها، وسط مخاوف من تفاقم أزمة المناخ في العالم.

وفي منطقة ليشتشاير، أعلنت هيئة الإطفاء حالة استنفار، داعية الناس إلى الاتصال بالسلطات في حال اندلاع حرائق، وسجلت المملكة المتحدة، أحر يوم في تاريخها، الثلاثاء، بعدما وصلت الحرارة إلى 40.2 مئوية في مطار هيثرو وكونينجسباى في لينكونشاير وعدت مناطق أخرى.

بينما تجاوزت الحرارة 33 درجة مئوية في مواقع آخرى في بريطانيا، وكانت أعلى درجة حرارة تم تسجيلها من قبل، في عام 2019 والتي بلغت 38.7 درجة مئوية.

وكانت أعلنت العديد من خدمات الإطفاء وقوع حوادث كبيرة بعد تصاعد حدة الحرائق، كما أدى حريق كبير في وينينغتون شرقي العاصمة لندن، إلى تدمير منازل، وألغت السلطات بعض خدمات السكك الحديدية بسبب ارتفاع درجة حرارة القضبان الحديدية أو التوائها، وفشل الكابلات العلوية للقطارات.

بريطانيا تعلن حالة الطوارئ

وكانت بريطانيا أعلنت حالة الطوارئ العامة، منذ أيام بعد صدور إنذار، من الدرجة الحمراء، لأول مرة، بسبب موجة حرارة شديدة تضرب بريطانيا، وكانت أعلى درجة حرارة مسجلة في بريطانيا 38.7 درجة مئوية في كامبريدج في عام 2019.

وشمل هذا الإنذار الأحمر لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، منطقة لندن ومانشستر ويورك ليومي، وكان تم وضع قيود على السرعة على خطوط السكك الحديدية، كما تم إغلاق بعض المدارس مبكرا وإلغاء بعض مواعيد المستشفيات، وعلى الطرقات، وألغيت خمسة سباقات للخيول بسبب درجات الحرارة.

وبالإضافة إلى تحذير مكتب الأرصاد الجوية، أصدرت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا تحذيرا على أعلى مستوى لهيئات الصحة والرعاية، من احتمالية وقوع مرضى ووفيات "بين الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إصدار تحذير من الحرارة من الدرجة الحمراء في أجزاء من بريطانيا، على الرغم من أن نظام التحذير من الحرارة الشديدة بُدئ العمل به فقط عام 2021.

وتنتشر موجة الحر، التي نشأت في شمال أفريقيا، في جميع أنحاء أوروبا وأثارت حرائق الغابات في البرتغال وفرنسا وإسبانيا.