الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألمانيا تفقد 12.7% من أداء اقتصادها|كيف يؤثر وقف نورد ستريم1 على أوروبا؟

نورد ستريم 1
نورد ستريم 1

تعيش أوروبا حالة من الخوف المستمر منذ فبراير العام الجاري، بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، خاصة لأن كلا الطرفين "روسيا - الغرب"، يستخدم جميع الطرق لمعاقبة الطرف الآخر، ولعل مصادر الطاقة والغذاء هي أبرز أسلحة هذه المعركة، لأن أوروبا تعتمد بشكل كلي على الغاز الروسي، عبر شبكة الخطوط التي تحاصر أوروبا من جميع الجهات وأبرزها نورد ستريم 1.

ولكن في خطوة جديدة اعتبرها محللون، ورقة ضغط وعقاب جديد من روسيا للقارة العجوز، قررت موسكو وقف إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر نورد ستريم 1، منذ الاثنين الماضي، نظرالأعمال الصيانة التي تستمر 10 أيام، ولكن تتخوف الحكومات والأسواق والشركات الأوروبية من تمديد فترة الإغلاق بسبب الحرب في أوكرانيا.

كانت روسيا خفضت الشهر الماضي، تدفق الغاز إلى 40%، من الطاقة الإجمالية لخط الأنابيب بسبب التأخر في إعادة المعدات التي تقوم بإصلاحها شركة سيمنز إنيرجي الألمانية في كندا، فيما ينقل خط أنابيب نورد ستريم 1، حوالي 55 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الروسي، من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق، ومن المقرر أن تستمر أعمال الصيانة من 11 إلى 21 يوليو الجاري.

وتسيطر روسيا على الغاز المنقول إلى أوروبا عبر هذه الخطوط.

خطوط الغاز الروسي إلى أوروبا

روسيا هي الأكبر تصديرا للغاز إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب رئيسية كالتالي:

  • نقل 33 مليار متر مكعب سنويا من الغاز عبر خط أنابيب يامال، ويمر هذا الخط عبر أوكرانيا.
  • نقل 55 مليار متر مكعب سنويا عبر نورد ستريم 1+2.
  • نقل 16 مليار متر مكعب سنويا عبر خط بلو ستريم.
  • نقل 31.5 مليار متر مكعب سنويا عبر خط ترك ستريم.
  • نقل 40 مليار متر مكعب سنويا عبر خطوط في الأراضي الأوكرانية.
خطوط أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، قال إنه من المفترض على ألمانيا مواجهة مواجهة احتمال تعليق روسيا تدفقات الغاز عبر نورد ستريم 1 إلى ما بعد فترة الصيانة المقررة، فيما نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، المزاعم بأن روسيا تستخدم النفط والغاز لممارسة ضغوط سياسية، موضحا أن الإغلاق بسبب الصيانة حدث منتظم ومقرر.

ضغط ألماني وغضب أوكراني من كندا

وخوفا من انقطاع الغاز منها، عملت الحكومة الألمانية جديا لإقناع كندا السبت بإعادة التوربينة المخصصة لخط "نورد ستريم 1" وكانت تخضع للصيانة لديها، على الرغم من احتجاجات أوكرانيا.

من جانبها، قالت كندا في مطلع الأسبوع الجاري، إنها سوف تعيد التوربينات التي تم إصلاحها، ولكنها إنها ستوسع أيضا العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي، كما تبادلت أوكرانيا وألمانيا الاتهامات بشأن نورد ستريم 1، حيث قالت أوكرانيا إن برلين تستسلم للابتزاز الروسي.

وقالت شركة "إيني" الإيطالية، الاثنين الماضي، إن "غازبروم" أبلغتها أنها ستزودها، على مدار عشرة أيام، بـ 21 مليون متر مكعب يوميا تقريبا من الغاز، بينما بلغ المعدل على مدى الأيام الأخيرة الماضية حوالى 32 مليون متر مكعب يوميا.

أما شركة OMV النمساوية، فأوضحت أن "غازبروم" أبلغتها بخفض إمدادات الغاز،  و"هذا يعني اليوم خفضا بنسبة 70% تقريبا من الكمية التي تصل إلى مركز بومغارتن للغاز الطبيعي بالقرب من الحدود السلوفاكية".

خسائر أوروبية بسبب وقف نورد ستريم 1

في هذا الصدد، قال رامي إبراهيم، الباحث في الشئون الدولية، إن إعلان الشركة المسئولة عن تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 1"، وقف عمليات ضخ الغاز من روسيا إلى أوروبا بشكل مؤقت لتنفيذ أعمال صيانة، حتى وإن كان الغرض فعلا صيانة الخطة، إلا أنه يحمل رسالة تهديد مبطنة لدول أوروبا، خاصة فيما يتعلق بإمدادات الغاز الروسي.

وأضاف رامي إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن دول أوروبا لديها خطط طوارئ للتعامل مع مثل هذه الأزمات، إلا أن هذه الخطط قد لا تكون فعالة بالقدر الكافي، خاصة في ظل أزمة الغاز التي تتعرض لها الدول الأوروبية منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، كما أن اقتصاديات هذه الدول ستتكبد خسائر كبيرة نتيجة نقص الإمدادات التي قد تؤثر على عمل بعض المصانع وغيرها من الاحتياجات اليومية للمواطنين.

تقارير: نورد ستريم 1 يعمل بكفاء

ورأى الباحث في الشئون الدولية، أن روسيا تحاول معاقبة أوروبا على موقفها من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لأن هناك تقارير تفيد بأن خط الغاز "نورد ستريم ١" يعمل بكفاءة ويستطيع نقل الغاز بالطاقة القصوى المتاحة، مشيرا إلى أن اتحاد الصناعة في مقاطعة بافاريا الألمانية، قال في تقرير له إن وقف ضخ الغاز الروسي، سيكلف الاقتصاد الألماني 12.7% من أدائه في النصف الثاني من العام الجاري.

وأوضح رامي إبراهيم، أن ألمانيا وبعض الدول الأوروبية التي ما زالت تعتمد على الغاز الروسي بنسبة  كبيرة تسعى بجدية لإيجاد حلول لأزمة الغاز قبل حلول فصل الشتاء، خاصة أن معدلات الاستهلاك تزيد في الشتاء بسبب الحاجة للتعبئة.

وأشار الباحث في الشئون الدولية، إلى أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا غالبا ما تطاله هو أولا، حيث ترجع بعض المصادر الأوروبية، إعلان الشركة وقف ضخ الغاز أمر طبيعي، بسبب مشكلة في وحدات الضخ والصيانة وقطع الغيار التي تأتي من كندا لخط الغاز وتأخرت نتيجة العقوبات الغربية.