الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعم لبنان.. خبير علاقات دولية يكشف مكاسب اجتماع وزراء خارجية العرب ببيروت

صدى البلد

 

 

قال طارق برديسي خبير العلاقات الدولية، أن الاجتماع التشاوري الذي استضافته العاصمة اللبنانية بيروت لوزراء خارجية العرب يعكس حرص الدول العربية على دعم لبنان وعودتها للحضن العربي والخليجي ووقف قبضة حزب الله التي طالت كافة مؤسساتها وكان سببا في ما آلت إليه الأمور في لبنان. 

 

وأكد"برديسي"، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن الإجتماع تاريخيا بمثابة بوتقة لصهر رؤية عربية موحدة تجاه كل القضايا العربية التي باتت القيادات العربية تتفق على جلها وصلبها تاركةً الهوامش التي يتاح الإختلاف الطبيعي بشأنها، لافتاً إلى أن التحديات الجسام والمتغيرات الدولية باتت تتطلب تكاتفا عربيا. 

 

وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن، لبنان هو بوصلة وحدة العرب وقدرتهم على مواجهة التدخلات الإقليمية السافرة الجالبة لكل شرور تشرذم الدولة الوطنية فلايستطيع حل الأزمة اللبنانية إلا بتدخل رؤية وتصورات عربية فالحل سيكون عربياً .

 

وجدد الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت أول أمس، تأكيد الدعم والتضامن العربي مع لبنان وعكس «الثقة باستقرار لبنان ومستقبله»، حسب ما أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فيما أكد لبنان تصميمه على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته، وكرر رئيس الجمهورية ميشال عون الحديث عن قضية اللاجئين والنازحين، مؤكداً أن لبنان «لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة».

واختتم الاجتماع التشاوري أعماله  في بيروت، وهو اجتماع تلا اجتماعين في الدوحة والكويت في وقت سابق ويعقد بالتوافق بين كافة الدول العربية. وعقد أمس للبحث في ملفات ستتم مناقشتها في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد في الجزائر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وشارك في الاجتماع عدد من وزراء الخارجية العرب وممثلون عنهم بغياب سوريا التي لا تزال عضويتها في الجامعة معلقة.

وقبل انعقاد الاجتماع، زار وفد من المشاركين، القصر الرئاسي في بعبدا، والتقى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أكد أهمية العلاقات العربية - العربية، ولا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه العالم العربي وما يواجهه من تحديات تستوجب أقصى درجات التشاور والتعاون المشترك، معتبراً «أن التعاون والتضامن بين الدول العربية الشقيقة أمر مهم في ظل ما تشهد دولنا من أزمات وضغوط وتحولات».

وشدد عون على «أن لبنان الذي يعاني من سلسلة أزمات متراكمة، يعاني أيضاً من أعباء يتحملها من جراء الأعداد الكبرى للاجئين والنازحين على أرضه، وهو لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة»، آملاً من وزراء الخارجية العرب «المساعدة لمواجهة هذه التحديات»، مؤكداً «أن لبنان ورغم ظروفه الراهنة الصعبة، مصمم على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته».

ولفت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بدوره، إلى «أننا كجامعة عربية، نقف خلف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني». وقال إن «اللقاءات بين وزراء الخارجية العرب مهمة للتواصل، وأهمية الاجتماع أنه ليس لديه جدول أعمال ولا وثائق للبحث والنقاش، بل هو لقاء يتم فيه تبادل الآراء والمواقف والأفكار، بصورة مفتوحة، والتي من شأنها أن تتبلور في مشاريع وبرامج تفيد الجامعة العربية».

ورأى «أن انعقاد مثل هذا اللقاء في بيروت، وتحديداً في هذا الوقت بالذات له معنى هام، ومغزاه أن الدول العربية تقف إلى جانب لبنان، وقيادته السياسية وشعبه، مع الأمل أن يتجاوز هذا البلد الجميل وتاريخه المديد، المشاكل الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها». وأضاف: «من هنا، فإن لقاءنا في بيروت يعكس الثقة باستقرار لبنان ومستقبله».

وخلال لقاء الوفد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد بري أن لبنان «لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام لكن الآن لبنان يطلب ويتوق إلى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول إلى صلب ما يشكو منه لبنان».

وأضاف: «لبنان على الإطلاق ليس بلداً مفلساً إنما هو في حالة توقف عن الدفع وهو يمتلك كل مقومات النهوض والقيامة من الأزمات إذا ما توافرت النيات الصادقة من أبنائه كما من أشقائه العرب وأصدقائه في العالم». وأضاف بري: «لبنان الذي يملك إضافة إلى أبنائه المغتربين في العالم العربي وكل دول العالم الذين يشكلون رافداً إنسانياً وثقافياً ومالياً مهماً يمكن لهذا الرافد أن يشكل عاملاً مهماً ومحورياً في النهوض إلى جانب الثروة المائية والنفطية والغاز الموجودة في بحرنا»، وخصوصاً عند حدودنا مع فلسطين المحتلة حيث تجري مفاوضات غير مباشرة عبر الأمم المتحدة والوسيط الأميركي وهذه المحادثات تشهد حالة من التطور».