صدر مؤخرًا للدكتور أحمد رجب مفتش الآثار الإسلامية بوزارة الآثار كتاب “بورفؤاد دُرة الماضي وعطر الحاضر” عن الدار البحرينية للنشر والتوزيع،حيث تناول تاريخ مدينة بورفؤاد وأهم العمائر الموجودة بداخلها، كما يحوي على دراسات تاريخية.
يتحدث أحمد رجب في كتابه عن اهتمام الدراسات العلمية في الآونة الأخيرة لدراسة المدن المصرية؛ خاصة التراثية منها خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/ التاسع عشر والعشرين الميلاديين، وقد حظيت مدينة بورسعيد بجانب كبير من تلك الدراسات، إذ أشارت بعض هذه الدراسات إلى مدينة بورفؤاد باعتبارها تابعة لبورسعيد لكن بشكل لم يكن بالقدر الكامل أو الوافي.
أنشئت بورفؤاد في الأصل لخدمة مرفأ بورسعيد، ولتكون منطقة مصانع ومخازن وكذلك ورش لخدمة حركة الملاحة والسفن العابرة لقناة السويس، وعلى الرغم من حداثتها إلا أنها تميزت بطابع خاص عن سائر المدن المصرية الأخرى، فالمدينة ذات طابع تراثي مميز و أهمية تاريخية تستحق الدراسة.
يرى الكاتب أن مدينة بورفؤاد تنقسم إلى قسمين؛ القسم الأول هو المدينة القديمة ذات التخطيط الفريد والتي أنشئت على نسق المدنالحدائقية، وكذلك العمائر والفيلات التراثية ذات الطابع الأوروبي أو الإسلامي، والقسم الحديث هي المدينة الجديدة التي تحيط بالمدينة القديمة ليظهر مدى التباين العمراني و المعماري بين القسمين، إذ لم تنفرد دراسة بعينها لمدينة بورفؤاد، لا سيما بعض الأبحاث والمقالات سواء من الناحية “التاريخية او الجغرافية”.
فقد تناول الكتاب “البقعة” التي نشأت عليها المدينة، وكذلك ظهور النواة الأولى للمدينة القديمة، بالإضافة لدراسة أهم معالمها التراثية ومنها نموذج من مساكن العاملين بشركة قناة السويس، ومبنى المحكمة المختلطة، وتمثال الملك فؤاد الأول.
تراث معماري
ويواجه الباحث في دراسة التراث المعماري لبورفؤاد مشكلة التصوير عمل الأشكال التوضيحية اللازمة للدراسة، فهو يرى أن هناك الكثير من العمائر التراثية تحتاج إلى المزيد من الدراسات فقد قسّم الدراسة لفصلين كاملين، وتناول في البداية موجز لفكرة شق قناة تربط البحرين الأبيض والأحمر منذ عصر الفراعنة حتى تنفيذ المشروع في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، كما تناول أيضًا نشأة مدينة بورسعيد.
وخلال الفصل الأول اختص تاريخ نشأة مدينة بورفؤاد والاتفاقيات التي من خلالها تملكت شركة قناة السويس الأرض اللازمة لإنشاء المدينة، بالإضافة إلى وصف البقعة التي نشأت عليها، ثم ظهور المدينة حتى افتتاحها في عهد الملك فؤاد الأول، كما تناول أيضاّ موقع المدينة و التوسع العمراني لها.
وتناول في الفصل الثاني دراسة أهم معالم المدينة وهي نموذج من مساكن العاملين بشركة قناة السويس ، ومبنى المحكمة المختلطة يسبقها خلفية تاريخية عن نشأة القضاء المختلط في مصر حتى إلغائه، والأسباب وراء وجود مثل هذا النوع من العمائر بالمدينة مع دراسة إحصائية لتعداد أهم الجاليات الأجنبية بمدينة بورسعيد و بورفؤاد حتى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي.
كما شمل الكتاب مجموعة من الملاحق التي تشتمل على مجموعة الوثائق ونصوص المعاهدات والاتفاقيات، والخرائط والأشكال التوضيحية، والصور الفوتوغرافية النادرة، بالإضافة إلى المعاجم لتوضيح بعض المصطلحات الواردة بالدراسة كمعجم الأعـلام،معجم المصطلحات، معجم الألقاب، وفي سبيل تناول تلك الموضوعات فقد اعتمد الكاتب على المنهج التاريخي الوصفي،والمنهج الإحصائي في بعض الأحيان من خلال عمل بعض الجداول والإحصائيات لتأريخ المدينة.