الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: الله يختار للفضل محلا ومكانا كما يختار له زمانا

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن الله تعالى يختار للفضل محلاً ومكاناً، كما يختار له وقتاً وزماناً، وأهلاً وأعوانا، وقد فضّل في الأرض بعض البقاع، فكانت أشرف البلدان والأصقاع.

مهبط الوحي

وأوضح "البعيجان" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن الله تعالى جعل مكة مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وأم القرى، والبلد الأمين، والمسجد الحرام، ومنسك الحج، ومهوى أفئدة المؤمنين.

واستشهد بما قال تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ".

وأشار إلى أن الله شرع الحج إليها، وأمر نبيه إبراهيم عليه السلام بالنداء، فقال تعالى : "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ، ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ".

معاشر الحجاج لقد أنفقتم المال

وأضاف :  يا معاشر الحجاج لقد أنفقتم المال، وصرفتم الأوقات، وبذلتم الجهد والطاقات، وخضتم غمار التعب والمشقة، وجئتم إلى أفضل وأشرف مكان، فأروا الله في أنفسكم خيرا، اغتنموا الفرصة لتجديد العهد مع الله، وأخلصوا النية، واجتهدوا في طاعة الله، وأبشروا فالله أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، ولا يضيع أجر من أحسن عملا، فمن حج، ولم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه.

وتابع: هنيئاً لكم معشر الحجاج فقد وقفتم للإقبال والتوجه إلى الله، وقصده وحده لا شريك له، وقد اختاركم الله لتلبية النداء، وإجابة الدعاء، فأخلصوا النية وأحسنوا الأداء، مشيرًا إلى أنه عن منزلة مكة المكرمة البلد الأمين، حاضنة البيت العتيق قبلة المسلمين، ومدينة رسول الهدى، مأرز الإيمان ومهاجر خاتم الأنبياء والمرسلين، مبيناً فضلها ومكانتها وشرفها وحرمتها عند الله وفي قلوب المسلمين.

مهاجر رسول الله

ونبه إلى أنها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومأرز الإيمان، وهي حرم ما بين لابتيها من عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً، فالمدينة درع منيع، وحصن رفيع، وهي كالكير تنفي خبثها وينصع طيِّبُبها، و" لا يكيد أهل المدينة أحدٌ، إلا انماع كما ينماع الملح في الماء"، فاقدروا للمكان قدره، واعرفوا حرمته، واستشعروا فضله.

وأوصى باغتنام الفرصة في مواسم الخير والطاعات فقال: إنكم في الأشهر الحرم، وفي موسم الحج، وبين أيديكم عشر ذي الحجة، التي أقسم الله بها فقال (والفَجرِ وليَالٍ عَشر)، وهي أفضل الأيام، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم" أفضل أيام الدنيا أيامُ العشرِ، عَشرِ ذي الحجة" .

واستطرد : كما أن الشارع قد نهى عن إزالة الشعر والأظافر بعد دخول عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي، والنهي عن إزالة الظفر بقلم أو كسر أو غيره، والمنع من إزالة الشعر بحلق، أو تقصير، أو نتف، أو إحراق، مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من هذِه الأيَّامِ العشرِ فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبيرِ).