الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.. كيف تنتشل مصر أفريقيا من أزماتها |قراءة

صدى البلد

تحرص مصر دائما على الارتقاء بالدول الشقيقة في أفريقيا، ومواجهة التحديات والمعوقات التي تقف حجر عثرة أمام جهود التنمية المستدامة وفرص الاستثمار الواعدة داخل القارة، ومنها أزمة المناخ، التي تؤثر سلبيا وتتسبب في عدة أزمات أخرى للفارة مثل: التصحر وغيرها من العديد من المشكلات.

أسوان للسلام والتنمية المستدامة 

وحول هذا الأمر، شهدت مدينة أسوان، أمس الثلاثاء، انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية، والذي يعقد تحت شعار "أفريقيا في عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية، قادرة على الصمود ومستدامة".

وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة أكد خلالها، أن المنتدى هذا العام ينعقد في توقيت بالغ الدقة، يعاني فيه المجتمع الدولي من توترات متزايدة لها عواقب بعيدة المدى على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، والتي تنعكس آثارها كذلك على بلداننا الأفريقية.

وقال الرئيس، في كلمته، إن المناقشات بالمنتدى فرصة مهمة لتسليط الضوء على الدور الذي يضطلع به تغير المناخ في مضاعفة تحديات السلم والأمن في أفريقيا، مؤكدا أن "حل أزمة الغذاء في أفريقيا يتطلب تدابير عاجلة وإجراءات مستدامة".

من جانبه، قال السفير صلاح حليمة، الخبير في الشئون الأفريقية، إن المنتدى يبحث مشاكل تتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار باعتبار أن السلام أحد عناصر المؤتمر، ويتناول النواحي الأمنية سواء كانت مكافحة الإرهاب أو الجريمة المنظمة أو الاتجار بالبشر، واللاجئين، والنازحين، والهجرة غير المشروعة.

وأضاف حليمة - في تصريحات لـ"صدى البلد": “هناك أيضا القضايا السياسية الفاسدة التي تضر بالأمن الوطني مثل الأزمة الليبية والسودان والصومال، فكل هذه القضايا مرتبطة بتحقيق السلام، وبالتالي تحقيق الأمن والاستقرار، وهذا مرتبط بالقارة الأفريقية”.

ولفت إلى أن المتتدى يكشف عن دور مصر في كل هذه الأمور، خاصة فيما يتعلق بجهود مركز الساحل والصحراء الذي يتعلق بمكافحة الإرهاب من خلال الدول الأعضاء فيه، وتبادل البيانات والمعلومات الاستخباراتية الخاصة بهذا الأمر.

وأشار إلى أن الجانب الآخر الذي يتناوله المنتدى هو التنمية المستدامة في مراحلها الكثيرة، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالقطاعات الـ17 وتحقيق نوع من العلاقات الاقتصادية النشطة ما بين الدول بعضها البعض من خلال زيادة حجم الاستثمارات في البنية التحتية في القطاعات الإنتاجية المختلفة على النحو الذي ينشط عملية التجارة الحرة الرقابية ويخلق فرصا واعدة لعلاقات اقتصادية بين الدول الأفريقية بعضها البعض، وبين أفريقيا والعالم الخارجي.

عوامل أثرت على العالم اقتصاديا 

وأوضح حليمة أنه طرأت عوامل جديدة ثلاثة تحتكم تحديات جديدة للقارة الأفريقية، وهي الأزمة الأوكرانية وتداعياتها، وأزمة كورونا، وتداعياتها، وتغيرات المناخ وتداعياته، فهذه العوامل أثرت كثيرا على القارة الأفريقية.

وأكد أن القارة الأفريقية هي الأكثر تأثرا بهذه العوامل والأقل سببا في أي منها، وأن الأزمة الأوكرانية أثارت قضايا تتعلق بالطاقة والغاز والأمن الغذائي، مشيرا إلى أن الأمن الغذائي مرتبط بعملية التنمية المستدامة بشكل كبير جدا، ومرتبط بالطاقة، والطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النظيفة، ومرتبط بالتزامات وتعهدات وطنية لتوفير 100 مليار سنويا، فضلا عن التكنولوجيا المطلوبة لمواجهة هذه التحديات.

وذكر حليمة، أنه فيما يتعلق بجائحة كورونا، فهناك التزامات وتعهدات دولية كان يجب أن توفرها هذه الدول بجانب ما تقدمه من لقاحات بالإضافة للتغيرات المناخية، فلها أهمية كبيرة لأنها تؤثر على الأمن الغذائي والطاقة وتوفير المياه، وتحقيق الأمن الغذائي واستزراع مساحات جديدة وثروات حيوانية واستغلالها.

واختتم: "هناك صناعات يمكن أن تنشأ على هذا الأمر، وكل هذه العوامل ستكون محل بحث في هذا المنتدى والمؤتمر، ومصر لها دور إيجابي كبير في هذه الأمور، خاصة أن هناك مؤتمرل سيعقد في نوفمبر للتغيرات المناخ، في شرم الشيخ، والذي سيناقش العديد من القضايا الهامة".

يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن عن إطلاق المنتدى في قمة سوتشي بروسيا الاتحادية عام 2019، ومنذ ذلك الوقت يعتبر المنتدى منصة أفريقية هامة تطرح حلولاً للتحديات التي تواجهها القارة في مجالات السلم والأمن والتنمية.

وتم تنظيم نسختين سابقاً من المنتدى، الذي يعد منصة رفيعة المستوى تجمع رؤساء الدول والحكومات وقادة المنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لمناقشة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية، وطرح حلول شاملة ومبتكرة للتصدي لها سعياً إلى تعزيز العلاقة بين السلم والأمن والتنمية المستدامة.

ويتعاون المنتدى مع عدد من الشركاء الدوليين، ويضطلع مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام بمهام السكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان.

النسخة الثانية من منتدى أسوان 

النسخة الثانية للمنتدى كانت بعنوان: "صياغة واقع أفريقي جديد نحو تعاف أقوى وإعادة بناء أفضل"، وركز المنتدى في نسخته الثانية على سبل التعافي من جائحة كورونا.

وسعى المنتدى عبر نسخته الثانية إلى تحقيق أهداف أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي وأجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وعمل على تعزيز مسيرة السلام والتنمية المستدامين في القارة الأفريقية.

وعقد المنتدى في نسخته الثانية بالشراكة مع اليابان والسويد والبنك الأفريقي للتنمية وبريطانيا ومنظمة الصحة العالمية واليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و"تويتر".

وهدفت النسخة الأولى إلى بحث الربط بين السلام والتنمية بشكل مستدام بما يصنع الأمل في نفوس الشعوب، وسعى إلى تعزيز استثمار موارد القارة الأفريقية المتعددة وتحويلها إلى قيمة مضافة.

واهتم المنتدى في نسخته الأولى بتعزيز دور المرأة الأفريقية في تحقيق السلم والأمن والتنمية.

وناقش المنتدى في دورته الأولى إسكات البنادق في أفريقيا واستدامة السلام بعد هزيمة الجماعات الإرهابية، والنزوح القسري في أفريقيا، وتعزيز شراكة القارة مع العالم في أوقات الاضطرابات.