الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جرائم العنف بين الشباب تثير علامات الاستفهام| وعلماء النفس: الحب المرضي خطر كبير

صدى البلد

الـ24 ساعة الماضية مجموعة كانت شاهدة من الجرائم المؤسفة المأساوية في نفس التوقيت، والتي أصابت الجميع بالخوف والهلع وجعلت البعض يطالب بإعادة التفكير والتقييم لقيم المجتمع والمؤثرات المحيطة بنا التي أثرت سلبيا على تصرفاتنا وعلى ردود فعلنا وتركت موجة داخلنا من العنف والإحباط.

وشهدت مصر أمس، مجموعة من الحوادث والجرائم التي أدخلت مشاعر الحزن الرأي العام، وقد بدأت هذه السلسلة من الأحداث المأساوية، ظهر أمس بذبح طالبة على يد زميلها أمام جامعة المنصورة، وكل ذلك لأنها رفضت الارتباط به، فما كان منه إلا أن سن سكينه ويهم بقتلها، متخذا من الحب دافعا.

وفي مكان ليس بالبعيد في المنصورة انتحر شاب، أيضا وكل الحب يقبع وراء الأحداث المتشابكة، فعن دوافع الانتحار، كان أن والد الشاب رفض أن يتقدم لخطبة حبيبته، فهل من الممكن أن يؤدي الحب إلى القتل أو الانتحار، أم أن الأمر له علاقه بدوافع واستعدادات أخرى لمن يقدم على هذه الحوادث.

الحب المجرم الأول

الدكتور سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية في جامعة عين شمس، قالت إن جرائم أمس الذي حدثت نتيجة الحب تؤكد أن الحب يؤدي إلى القتل حسب عمر الشخص خاصة إذا كان في مرحلة المراهقة، موضحة أن هذا الشخص إما أنه يتعاطى شيء ما من المواد المخدرة، أو أن قدرته العصبية أدت به إلى هذه الحالة النفسية والاضطراب النفسي.

وأوضحت خضر، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الحب ليس المجرم الأول، فهناك مجموعة من العوامل التي تكون شخصية الفرد وتحدد سلوكياته، مثل تعرضه بشكل مستمر إلى المشاهد السينمائية والتليفزيونية التي تحتوي على عنف، والتي تعمل على تنمية ظاهرة القتل في المجتمع بشكل ملحوظ.

وأوضحت أن وسائل الإعلام المرئي، لها دور كبير في توعية الشباب والبيوت المصرية، بجانب دور الكنيسة والجامع ودور الدولة في ضرورة تفعيل دور وزارة الثقافة في تنمية المجتمع فكريًا والاهتمام بالثقافة والفنون، قائلة، "لابد من تفعيل دور وزارة الثقافة الذي لم نراه مُنذ زمن بعيد في الشارع المصري".

 الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس

ضعف الترابط الأسري

وأكدت أن ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، هي التي جعلت الجريمة أكثر والحوادث المؤلمة تظهر، وهذا نتيجة الاختلال العقلي والنفسي والضغوط الاجتماعية، بالإضافة إلى إدمان المخدرات، وكذلك زيادة سرعة نمط الحياة والعداء بينهم، وأساليب التنشئة الاجتماعية وزيادة العنف في الإعلام، وفقدان الروابط الأسرية.

واختتمت: لذلك إنه ﻻ بد من تسليط الضوء في وسائل الإعلام على نشر التوعية، والتوقف عن نشر العنف من خلال الأفلام والبرامج، وكذلك تكثيف دور مؤسسات التعليم في المدارس والجامعات والمؤسسات الدينية واهتمام الأسرة بالقيم والأخلاق إلا أن تحدث هذه البشائع التي نراها مرة أخر.

الحب بريء أم متهم؟ 

ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالمستشفيات العسكرية، إن الحب لم يدفع الشخص للقتل، ولكن الحب المرضي والرفض يؤدي إلى القتل وهو اضطراب في الشخصية وما يسمى "بالشخصية السيكوباتية"، فكلمة لا مرفوضة عنده دفعته للقتل وفي الحقيقة ليس له أي علاقة بالحب.

وأوضح فرويز، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن وجود سلاح مع طالب في مكان الجريمة أكبر دليل على أنه يحاول الانتقام منها فهو مبيت للنية، وذلك لأنه لا يتقبل مبدأ الرفض، ففي الحقيقة الشباب في الفترة الحالية ليس له القدرة في التمييز بين الصواب والخطأ، فهذا الشاب لديه سلبية ولا مبالاة وعدم اهتمام بطبعه وتصرفاته أو مشاعر وإحساس بالآخرين.

بعض الشباب يعانون المسخ الثقافي

وتابع: اللي حصل دليل على مدى "المسخ الثقافي" اللي بيعاني منه الكثير، وأضاف أن المسلسلات والأفلام التي تحس على الكراهية أو عدم تقبل البعض للآخرين هي التي تساهم في ذلك، وفيما يخص تناول مخدر الأستروكس الذي يعد ضمن المواد المخدرة التي تدفع للقتل بدم بارد، ولم يشعر لما يقوم بفعله، وهذا ما تفعله المواد المخدرة مثل: الأستروكس والترامادول، والشابوه، والأباتريل.

الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالمستشفيات العسكرية

سوء التربية سببا للجرائم

وأكد أن “سوء التربية هو ما يدفع إلى هذه الجرائم، وبالفعل أنه لم يكن يحبها ولكن ما فعله نتاج قولها "لا" له، وذلك من أثار التربية الخاطئة من قبل الأهالي للأبناء”.

وأضاف أن “ما يحدث أيضا جرائم انتحار متكررة كما رأينا شاب المنصورة الذي رفض أبوه الزواج من الفتاة التي يحبها مما أدى به الي الانتحار، فعلينا أن نتعاون معا لزيادة الوعي الديني والثقافي لدى الشباب”، مشددا على ضرورة نشر القيم الدينية والثقافية بين الشباب والأهالي”.