عملت مصر خلال السنوات الـ 8 الماضية على تعظيم انتاجها في قطاع الطاقة خاصة الغاز الطبيعي الذي يعد المجال الأكثر حيوية ذا المستقبل الواعد في مصر، حيث تم اكتشاف العديد من الاكتشافات والآبار للغاز الطبيعي في الدلتا والبحر المتوسط ساعدة على وضع الدولة المصرية في مصاف الدول ذات المستقبل المشرق في مجال الطاقة وحط أنظار العالم خلال الأزمة الحالية التي يعاني منها العالم بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
ودخلت مصر مجال الغاز الطبيعي منذ عام1967 حين تم اكتشاف أول أول حقل بري للغاز في منطقة أبو ماضي في دلتا النيل من قبل شركة بلاعيم للبترول والذي كان بداية الاستكشافات الكبرى للغاز الطبيعي في مصر، وتبعه اكتشاف حقل أبو قير البحري في البحر المتوسط في عام 1969 وهو أول حقل بحري للغاز الطبيعي في مصر ثم حقل أبو الغراديق في الصحراء الغربية في عام 1971.
وتمثل منطقة البحر المتوسط النصيب الأكبر من انتاج الغاز الطبيعي بمصر بنسبة 62% تليها دلتا النيل بنسبة 19% ثم الصحراء الغربية بنسبة 18% وذلك من خلال عدد 20 شركة ومن أهمهم "شركة بتروبل، شركة خالدة، شركة الفرعونية، شركة بدر الدين، وشركة البرلس" ومن أهم الشركات الأجنبية العاملة بأنشطة الإنتاج في مصر "إيني الإيطالية، أباتشي الأمريكية، بي بي الإنجليزية وشل الهولندية".
ومؤخرا تم تحقيق العديد من اكتشافات الغاز الطبيعي العملاقة لتلبية احتياجات السوق المحلى المتزايدة ومنها نورس بدلتا النيل، وكشف شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل بالبحر المتوسط، وكشف ظهر الذي يعتبر أكبر كشف غاز طبيعي بالبحر المتوسط ومن أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي بالعالم.
وقد نجح قطاع البترول في الخمس سنوات الماضية في تحقيق زيادة غير مسبوقة في الإنتاج، حيث ارتفع المتوسط اليومي للإنتاج من حوالي 4 مليار قدم مكعب يومياً خلال عام 2015 حتى وصل إلى حوالي 7.1 مليار قدم مكعب يومياً وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018.
تطور الأداء بقطاع الغاز الطبيعي والبترول
ومن جانبه، أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن تطوير الأداء داخل قطاع البترول والإصلاحات الشاملة التي نفذتها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مكنت القطاع من مواجهة تحديات غير مسبوقة يمر بها العالم متمثلة في التحديات الناجمة عن جائحة كورونا والآن الأزمة الروسية الأوكرانية التي يتم التعامل مع آثارها وفق سيناريوهات لم يكن إعدادها ممكناً لو تأخر الإصلاح والتحديث والتطوير الذى نجح في القضاء على الأزمات التي كانت تعيشها مصر .
وأضاف أن النتائج والأداء لقطاع البترول المصري خلال 8 سنوات تدل على مدى كفاءة التخطيط والتنفيذ للأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة وانطلقت في تحقيقها من خلال رؤية متكاملة لتطوير وتحديث القطاع وبرنامج إصلاح اقتصادي وطني.
وأوضح أن سنوات هذه الفترة شهدت نمواً في موارد مصر من الغاز الطبيعي واستغلالاً أمثلاً لها وتطويراً غير مسبوق لمصافي تكرير البترول وصناعات القيمة المضافة والبنية الأساسية واستدامة في تأمين إمدادات الوقود وكذلك نقلة في أداء شركات القطاع العام البترولي وفى مجال التعدين والتحول الرقمي ومواكبة التغير المناخي وغيرها من مجالات الصناعة البترولية .
وأكد أن هذه النتائج لم تكن لتتحقق لولا ما تم من وضع أسس قوية وتخطيط جيد للأعمال وإدارته إدارة اقتصادية كفء وضعت في اعتبارها مواكبة القطاع لجهود التنمية في الدولة مع تحديثه وتطويره وتحقيق الاستفادة المثلى من توجه القيادة السياسية في تحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي يخدمه استقرار سياسي.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
وفي إطار التطوير الذي قامت به الوزارة في قطاع الغاز الطبيعي، ارتفع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى معدلات غير مسبوقة حيث ارتفع إلى أعلى معدلاته كأحد ثمار خطط قطاع البترول في الإسراع بتنمية الحقول المكتشفة ووضعها على الإنتاج بما ساهم في زيادة الإنتاج تدريجياً، حيث وصلت معدلات الإنتاج من الغاز الطبيعي خلال العام الحالي حوالى 6.8 مليار قدم مكعب يومياً .
وقد تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي المنتج محلياً بنهاية شهر سبتمبر2018 بفضل تزايد الإنتاج المحلى من الغاز نتيجة الانتهاء من تنمية ووضع مراحل جديدة من العديد من مشروعات تنمية حقول الغاز وأهمها أربعة حقول كبرى في البحر المتوسط على خريطة الإنتاج وهو ما أدى إلى التوقف عن استيراد الغاز الطبيعي المسال وبالتالي ترشيد استخدام النقد الأجنبي الموجه للاستيراد وتقليل فاتورة الاستيراد التي تشكل عبئاً على الموازنة العامة للدولة.
وبعد تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر2018 واستئناف التصدير تحولت مصر من أكبر الدول المستوردة للغاز المسال بين أعوام 2015-2017 إلى التصدير ومن ثم نجاحها في دعم مكانتها كلاعب رئيسي في قطاع الغاز، حيث تبوأت المركز الثاني في شمال إفريقيا والشرق الأوسط في إنتاج الغاز الطبيعي، والرابع عشر عالمياَ في إنتاج الغاز الطبيعي في عام 2020 بعد أن كان ترتيبها الثامن عشر عالمياً في عام 2015.
وفي ظل الطفرة التي تشهدها مصر في قطاع الغاز الطبيعي، يستعرض "صدى البلد" أهم مشروعات الغاز الطبيعي التي وضعت مصر في مصاف الدول المنتجة للغاز في العالم..
مشروع تنمية حقل ظهر
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المشروع في 31 يناير2018 والذي كان قد بدأ الإنتاج التجريبي منه فى 15/12/2017، ويهدف إلى الوصول بمعدلات الإنتاج الى 2ر3 مليار قدم مكعب غاز يومياً، وبتكلفة استثمارية إجمالية حوالي 6ر15 مليار دولار (التكلفة حتى نهاية عمر المشروع) وتم بدء الإنتاج من الحقل بعد 28 شهر من تحقيق الاكتشاف وهو رقم قياسي عالمياً حيث تتراوح هذه المدة من 6 إلى 8 سنوات.
مشروع تنمية حقل نورس
ويضيف إنتاجاً جديداً من الغاز الطبيعي يقدر بحوالي 1ر1 مليار قدم مكعب غاز يوميا وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 290 مليون دولار حيث تم وضع 15 بئراً على الإنتاج خلال الفترة من أغسطس 2015 وحتى يوليو 2018.
مشروع تنمية حقل أتول بشمال دمياط
ويضيف إنتاجاً يقدر بنحو 350 مليون قدم مكعب غاز يومياً، 10 ألاف برميل متكثفات يومياً، وتبلغ التكلفة الاستثمارية حوالي 855 مليون دولار من خلال وضع 3آبار على الإنتاج في ديسمبر 2017.
مشروع تنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب الدلتا
ويعمل على تنمية الاحتياطيات المكتشفة بالمياه العميقة من الغاز الطبيعي والمتكثفات والتي تقدر بحوالي 5 تريليون قدم مكعب من الغازات من خمسة حقول (ليبرا-تورس-جيزة-فيوم-ريفين) وتبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروع حوالي 9.3 مليار دولار، هذا وقد تم تنفيذ المشروع على 3 مراحل.
مشروع المرحلة التاسعة بحقول غرب الدلتا
ويعمل على إنتاج حوالي 435 مليون قدم مكعب يومياً غاز و93ر9 ألف برميل متكثفات يومياً، وتبلغ تكلفته الاستثمارية حوالي 775 مليون دولار، حيث تم وضع 8 آبار على الإنتاج في خلال الفترة من أكتوبر 2018 حتى أبريل 2020.
مشروع تنمية منطقة جنوب غرب بلطيم
وهو التسهيلات اللازمة لاستيعاب كمية تقدر بحوالي 400 مليون قدم مكعب غاز/يوم من خلال حفر 4 آبار بمنطقة جنوب غرب بلطيم وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 363 مليون دولار، وتم وضع الآبار على الإنتاج خلال الفترة من سبتمبر2019 حتى أبريل2020.
مشروع تنمية حقول منطقة دسوق المرحلة (ب)
ويعمل على إنتاج حوالي 90 مليون قدم مكعب يومياً من خلال وضع 9 آبار على الإنتاج، وباستثمارات تبلغ حوالي 30 مليون دولار، وتم الانتهاء من وضع عدد 9 آبار على الإنتاج في الفترة من ديسمبر 2018 إلى أكتوبر 2019.
مشروع خط أنابيب نيدوكو الجميل بالدلتا
يعمل المشروع على نقل حوالي 700 مليون قدم مكعب يومياً من إنتاج حقل نيدوكو بالدلتا إلى محطة معالجة الجميل ببورسعيد لزيادة استخلاص البوتاجاز والمتكثفات والقدرة على معالجة كميات أكبر من الغازات، ويتكون المشروع من 2 خط برى، هذا وقد تم تشغيل الخط الأول (نيدوكو- أبو ماضي) نهاية يناير 2019، وتم تشغيل الخط الثاني (أبو ماضي– الجميل) شهر مايو 2019.. هذا وتبلغ تكلفة المشروع 300 مليون دولار.
استكمال تنمية حقول شمال سيناء المرحلة الثالثة
ويعمل المشروع على إنتاج كميات من الغاز الطبيعي تصل إلى حوالي 25 مليون قدم مكعب/يوم من خلال حفر عدد 3 أبار مع تصنيع وتركيب ثلاث منصات بحرية وربطهم على الخط الرئيسي قطر 22"، هذا وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 87 مليون دولار، وتم الانتهاء من وضع الآبار على الإنتاج في الفترة من يناير22 إلى يونيه 2022.