الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسائل اليوم الثاني لمؤتمر سلام.. التطرف نتاج انحرافات فكرية.. ضرورة التنسيق الجاد بين جميع الجهات لتوحيد الجهود الوطنية.. وضرورة إيجاد إعلام وطني فاعل

مؤتمر سلام لمكافحة
مؤتمر سلام لمكافحة التطرف

رسائل اليوم الثاني لمؤتمر سلام:

 ينبغي التنسيق الجاد بين جميع الجهات لتوحيد الجهود الوطنية في مجال مكافحة التطرف

هناك ضرورة لإطلاق استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التطرف تشمل معايير واضحة للأداء من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية

لم يعد خطر التطرف والإرهاب المصاحب له يقتصر على دولة أو منطقة بعينها وإنما بات ظاهرة عالمية

التطرف نتاج لانحرافات فكرية تتبنَّى العنف وتقوم على الغلو والتطرف

 

أكَّد المشاركون في ورشة "تعزيز التنسيق والتكامل بين المؤسسات البحثية المعنية بدراسة التطرف" أنه لم يعد خطر التطرف والإرهاب المصاحب له يقتصر على دولة أو منطقة بعينها، وإنما بات ظاهرة عالمية، إذ إنَّ التنظيمات المتطرفة والإرهابية العابرة للحدود لا تستثني في عملياتها الإرهابية بلدًا أو منطقة؛ ولا شك في أن التعقيد والتشابك الذي تتَّسم به ظاهرة التطرف والإرهاب قد انعكس بشكل أو بآخر على طبيعة الاستراتيجيات التي تتبناها الدول لمواجهتها.

جاء ذلك خلال انعقاد الورشة الثانية من ورش عمل مؤتمر "التطرف الديني: المنطلقات الفكرية، واستراتيجيات المواجهة" الذي ينظمه مركز سلام التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وقد ترأَّس هذه الورشة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية.

جانب من الحضور 

التطرف نتاج انحرافات فكرية

وقد أشار المشاركون في الورشة إلى أن الدراسات أكدت أن التطرف نتاجٌ لانحرافات فكرية تتبنى العنف وتقوم على الغلو والتطرف؛ مما يتطلَّب تحقيق الأمن الفكري المبني على الوسطية والاعتدال، باعتباره أهم مقومات الوقاية من الإرهاب والتطرف ومواجهته على المستوى الفكري، فصناعة التطرف تقوم على العديد من الأعمدة؛ أبرزها: المنتج الفكري المتطرف، والسياق والنص الذي يمكن لهذا الفكر أن ينمو فيه؛ على نحو يبرز أهمية العمل البحثي والفكري في مواجهة التطرف.

ولفت المشاركون النظر إلى أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا بتعاون جميع القطاعات والمؤسسات البحثية، مؤكدين على أن الشراكات هي حجر الزاوية لجهود الوقاية الفعالة التي تستهدف التطرف والإرهاب، وذلك على نحو يؤكد أهمية تخصيص ورشة كاملة يجتمع فيها الخبراء والمتخصصون من مختلف الدول للتشاور حول التجارب الحالية للتعاون البحثي في مواجهة التطرف والإرهاب وسبل تعزيز هذا التعاون مستقبلًا.

المشاركون بالورشة

مكافحة التطرف

كما تناولت الورشة مناقشة عدة محاور، منها دراسة التحديات التي تواجه المؤسسات المعنية بمكافحة التطرف، وكذلك التنسيق الجاد بين جميع الجهات لتوحيد الجهود الوطنية في مجال مكافحة التطرف.

وهدفت الورشة إلى العمل على تحقيق عدة أهداف، منها: الخروج بمقترحات فاعلة ومبادرات عاجلة لتعزيز الأمن الفكري بوزارة التربية والتعليم، وضرورة إيجاد إعلام وطني فاعل ينبذ خطاب الكراهية ويكون مرجعًا موثوقًا لدى المواطن في نقل الأخبار، وضرورة التركيز على الجهود المبذولة من قِبَل أجهزة الدولة، وأيضًا إبراز جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كمؤسسة معنية بمكافحة التطرف، فضلًا عن ضرورة إطلاق استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التطرف تشمل معايير واضحة للأداء من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية (القطاع الحكومي بمؤسساته المدنية والعسكرية ومؤسسات المجتمع المدني والقيادات المجتمعية) لضمان أعلى درجة من التنسيق، ودعم تنفيذ هذه الاستراتيجية.

الدكتور حمادة شعبان 

تضافر الجهود من أجل تجفيف منابع التطرف 

قال الدكتور حمادة شعبان المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف إن مكافحة الفكر المتطرف تُمَثِّل إشكاليّةً مُعَقدة، تتداخل فيها عدة أبعاد سياسية وإعلامية واقتصادية ودينية....، وليست مقصورةً على المعالجة العسكرية فقط، بل ينبغي أن تؤدي الثقافة والإبداع والفَنّ الهادف أدْوارهم المُهِمّة في هذه القضية، والذي لو تمّ استغلالُهم الاستغلالَ الأَمثلَ؛ لحَقّقَ ذلك نَتائجَ عظيمةً وسريعة. 
وأضاف شعبان في كلمته أن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يفتح أبوابه للتعاون والتنسيق مع جميع المراكز المتخصصة في مكافحة التطرف، وأن متابعة ما تنشره هذه المراكز يدخل ضمن إطار ما يتابعه المرصد بصورة يومية. 
وذكر "شعبان" أن التنظيمات الإرهابية في وقتنا الحالي تنشر فكرها بكافة الوسائل، واستخدمت المدراس والإعلام والفن والإنشاد الديني ومواقع التواصل... لاستقطاب الشباب ومن ثم يتوجب على المراكز والمراصد التي تكافح التطرف أن تكون رواية مضادة وأن تركز على التعاون مع المؤسسات الإعلامية والفنية والدينية في تكوين هذه الرواية، التطرف فيروس يريد أن يستشري في عروق المجتمعات لن نستطيع إيقافه إلا بتقوية مناعة مجتمعاتنا ضده.

وقد شارك في الورشة العديدُ من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال في مصر والعالم، منهم: الدكتور إبراهيم نجم رئيس مركز سلام، والدكتور إبراهيم ليتوس مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث، والدكتور لورينزو فيدينو مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، والبروفيسور جاكوب بيترسن أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة كوبنهاجن، والبروفيسور روهان جوناراتنا مدير المركز الدولي لأبحاث الإرهاب والعنف السياسي.

كما حضر الورشة كلٌّ من: الدكتورة إيمان رجب خبيرة الأمن الإقليمي ورئيس وحدة الدراسات العسكرية والأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات، والأستاذة الدكتورة هالة رمضان مديرة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.

وحضر أيضًا كلٌّ من: الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالإمارات العربية المتحدة، والدكتور عمر البشير رئيس تحرير مركز المسبار للدراسات والبحوث، والدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، والدكتور محمد خالد غزالي نائب المركز الجامعي للثقافة والفنون، والدكتور علي عبد الهادي كاظم المعموري الخبير بمركز البيان للدراسات والتخطيط.

وشارك كذلك كل من: هاني الأعصر المدير التنفيذي للمركز الوطني للدراسات، والدكتور أشرف مؤنس رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات المستقبلية، وسعادة الدكتور جاسم محمد مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، والدكتور حمادة شعبان المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف.