الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعدما كشف بايدن موقف الولايات المتحدة من تايوان.. هل يرهب ذلك الصين من الإقدام على أخذ الجزيرة بالقوة.. محللون يوضحون جدوى الإعلان الأمريكي في هذا الوقت

بايدن يواجه التحدي
بايدن يواجه التحدي الصيني التايواني

 

-هل أنهى بايدن الغموض الاستراتيجي الأمريكي بشأن تايوان بعد عقود.. وكشف مالم يكشفه سابقوه؟

- الصين تسعى جاهدة لقيادة عالمية جديدة مستغلة نفوذها الاقتصادي لتحقيق رؤيتها

-  خبراء يتحدثون عن "الردع المزدوج" بين تايوان والصين .. فماذا قصودا به؟

 

قلل البيت الأبيض من شأن ما بدا أنه خروج عن السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الإثنين، إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا في حالة هجوم الصين على تايوان.

قال مسئول بالبيت الأبيض في وقت لاحق إن تعليقات بايدن لا تمثل تغييرًا في السياسة ، على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها استراتيجية منذ فترة طويلة تتمثل في الغموض المتعمد حول كيفية ردها في حالة العدوان العسكري من قبل الصين في تايوان، وفق ما أوردت صحيفة كوارتز.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها موظفو ومساعدو الرئيس لتوضيح اللبس حول تصريحاته بشأن التزامات الولايات المتحدة تجاه تايوان. 

وحدث الشيء نفسه العام الماضي عندما أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات مماثلة ردًا على سؤال في دار البلدية في الولايات المتحدة.

والجديد، إن بايدن، تحدث اليوم من مكان أقرب بكثير جغرافيًا من الصين، الدولة التي تريد استغلال نفوذها الاقتصادي في تحقيق طموحاتها، وهو يقف إلى جانب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في طوكيو.

واعتبرت صحيفة كوارتز، إن بايدن أزال الغموض حول تايوان، حيث كان واضحًا بشكلٍ لا لبس، عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في حالة الغزو الصيني لتايوان، فقال "هذا هو الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا".

جاءت التعليقات قبل اجتماع للحوار الأمني ​​الرباعي، الذي ضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة في مجموعة تهدف إلى مواجهة الصين.

"الغموض الاستراتيجي" وتايوان

لعقود طويلة، كان يُعتقد أن سياسة الغموض الاستراتيجي الأمريكية هي وسيلة لتحقيق التوازن بين الجانبين الصيني والأمريكي، بالنظر إلى أن العلاقات الجيدة مع كل من الصين وتايوان مهمة لمصالح الولايات المتحدة.

وتزعم الصين أن لها السطوة على الجزيرة التي يحكمها نظام حكم ديمقراطي، وإنها  أراضي تابعة لها منذ خروج الحزب الشيوعي منتصرًا من الحرب الأهلية الصينية في عام 1949. 

من خلال الغموض فيما يتعلق بما ستفعله الولايات المتحدة في حالة وقوع هجوم صيني على تايوان، كان الهدف هو ردع العدوان الصيني المفترض، و فرض ضوابط وعوائق على القوى المؤيدة للاستقلال في تايوان، وبالتالي تجنب إثارة غضب بكين، أي إن أمريكا هدفت لتوازن الأمور لدى الجانبين.

ومع ذلك، لا يرى الجميع أن السياسة كانت غامضة أو غير واضحة تمامًا، ففي حالة وقوع هجوم غير مبرر على تايوان، كانت ستتحرك أمريكا ضد الصين، لكن الأمر لم يكن محددًا بدقة فيما يخص التدخل العسكري، وذلك وفقًا للمكتب الوطني للبحوث الآسيوية ومقره واشنطن، الذي قال إن الأمر بالمعنى الدقيق للكلمة، يقول :"إن الغموض الاستراتيجي لا يتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في حالة قيام أي من الجانبين بكسر الوضع الراهن من خلال بدء صراع بين الدولة الكبرى والجزيرة ، كما يُفترض عمومًا، بل الأمر يبحث في مقدار التدخل". 

ويرى المحللون إن الأمر يتعلق بتوفير الوضوح المشروط فيما يتعلق بالظروف التي يكون فيها تدخل الولايات المتحدة مناسبًا.

وذكر محللون، إن الإفصاح يشكل نوعًا من "الردع المزدوج" حيث يتم ردع كلا الجانبين عن تعريض الوضع الراهن للخطر من خلال إمكانية التدخل الأمريكي مع التأكيد في نفس الوقت من أن الطرف الآخر لن يسعى من جانب واحد لتغيير الوضع الراهن. 

وبالتالي ، يتم ردع تايوان عن الإخلال بالوضع الراهن مع التأكيد على أنه لن يتم دعمها إلا في حالة وقوع هجوم غير مبرر من الصين.

تأتي تصريحات، بايدن في الوقت الذي كان خطاب الصين حول "إعادة التوحيد" مع تايوان أكثر عدوانية في السنوات الأخيرة ، في حين أن التوغلات الصينية في منطقة المراقبة الجوية التايوانية زادت أيضًا . 

لكن التحول إلى "الوضوح الاستراتيجي" ، كما يشير أحد المحللين ، لن يحدد بالضرورة ما تقرر بكين فعله.

قالت أوريانا سكايلار ماسترو، الخبيرة في الشؤون الصينية في ستانفورد : "الإدارة لديها انطباع خاطئ بأنك إذا جعلت الصين أكثر يقينًا بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان ، فإن ذلك سيغير حسابات الصين"، مشيرًا، إلى إن ذلك ليس بالأمر الواضح أو الدقيق، فقد تقدم الصين على الخطوة، معتبرة إن أمريكا قد تتدخل ولكن ليس بشكل كامل، وإنها لن تغامر  بمعركة كبرى، معها، لكن الصين لن تقدم على الخطوة إلا إذا سنحت الظروف، وهي لن تقدم عليها  على الأرجح لأنها لا تريد إلحاق  ضرر بالغ بها.  

أوكرانيا وتايوان

في 24 فبراير، غزت روسيا أوكرانيا، وهي حرب لا تزال مستعرة في قلب أوروبا، وكلفت تلك الحرب العالم الكثير ومازالت تكلف.

 في أيامها الأولى، بدا أن حرب أوكرانيا التي أقدمت فيها روسيا على غزو واسع لها، قدمت تحذيرًا لتايوان، يقول إنها ستكون وحيدة أمام أي عدوان، وربما تعتمد إلى حد كبير على قدرتها على القتال والمقاومة، لكن ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أرادت أمريكا إلغاء هذه الفكرة، وأكد بايدن الييويم على أهمية تايوان, وعلى إن أوكرانيا كان لها خصوصيتها، إذ أنه كان من المستقر لديها منذ زمن أنها لن تتدخل عسكريًا لأجل أوكرانيا، لكنها أيضًا لن تتركها، إذا قدت إليها أموالًا هي الأكبر التي تأخذها دولة من أمريكا خلال فترة قصيرة جداً  تبلغ 3 اشهر.

وفرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات كاسحة أصابت الاقتصاد الروسي بالشلل، بينما وافقت الولايات المتحدة على حزمة مساعدات إنسانية وعسكرية طارئة بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا.

في طوكيو، رسم بايدن أوجه تشابه بين أوكرانيا وتايوان، فقال بايدن: "فكرة أن تايوان يمكن أن تؤخذ بالقوة ، فقط بالقوة ، لن تكون مناسبة". 

أضاف" هذا من شأنه أن يؤدي إلى اضطراب المنطقة بأكملها ويكون عملاً آخر مشابه لما حدث في أوكرانيا. لذا ، فهو عبء أثقل".