الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

52 عاما من الغموض.. جدري القرود يرعب العالم والصحة تنفي وجود إصابات بمصر

صدى البلد

«انفلونزا الطيور.. انفلونزا الخنازير.. كوفيد 19 بمتحوراته»، وكأن العالم كان على موعد مع مرض جديد يعلن فيه القردة عن تواجدهم بما أُطلق عليه «جدري القردة»، حيث توالى الإعلان عن إصابات جديدة بالمرض في عدد من دول العالم، فيما يبدي الناس فضولا متزايدا لمعرفة معلومات عن هذا الاضطراب الصحي، وأعراضه وكيفية الوقاية منه.

انتشار عالمي بدأ من كندا

أعلنت عدة دول حول العالم، تسجيل إصابات بمرض جدري القردة، الذي تتمثل أعراضه بالحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية وطفح جلدي على اليدين والوجه.

وسجلت كندا، أول حالتي إصابة بجدري القردة لدى البشر، حيث قالت وكالة الصحة العامة الكندية في بيان: "أبلغت مقاطعة كيبيك بالنتيجة الإيجابية لفحص جدري القردة لعيّنتَين تلقاهما المختبر الوطني للأحياء الدقيقة.. هاتان أول حالتين مؤكّدتَين في كندا"، وأشارت السلطات الكندية إلى وجود 17 حالة أخرى مشتبها بها قيد الدراسة في مدينة مونتريال.

الولايات المتحدة سجلت أيضا أول إصابة بجدري القرود، في ولاية ماساتشوستس مساء الأربعاء، لشاب قادم من كندا، وبعدها أعلنت المملكة المتحدة، وإسبانيا والبرتغال، تسجيل حالات إصابات مؤكدة، وبلغ العدد في مدريد وحدها 23 حالة، تليها لشبونة 20 حالة، كما أكدت القناة 12 العبرية، نقلا عن وزارة الصحة الإسرائيلية، اكتشاف أول حالة إصابة بمرض جدرى القرود فى إسرائيل.

ما هو مرض جدري القرود؟

جدري القردة، فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، ورصد لأول مرة عام 1958 في القرود، وتم تسجيل أول حالة بشرية في عام 1970، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وزادت الحالات في غرب إفريقيا خلال العقد الماضي، ويبدأ ظهوره على الوجه كطفح جلدي، وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

وتعد القوارض المستودع الرئيسي للفيروس، لكن يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.

لم يصل افريقيا

بحسب موقع منظمة الصحة العالمية، فقد تم الإبلاع في خريف عام 2003 عن حالات مؤكدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت أولى الحالات المُبلغ عنها خارج إفريقيا، وظهر أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة قريبة.

وفي سنة 2005، وقع تفش لجدري القردة في ولاية الوحدة بالسودان، وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا، وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة.

انتقال المرض

تحدث الإصابة بسبب مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدوى، أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وفي إفريقيا، سجلت حالات عدوى نجمت عن التعامل مع القردة أو الجرذان الجامبية الضخمة، أو السناجب المصابة بعدوى المرض.

ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوة جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة بجدري القردة، كما يمكن أن ينجم انتقال المرض من إنسان إلى آخر عن طريق الإفرازات أو الملامسة.

وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يُعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير، كما يمكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق العلاقات الجنسية أو عبر المشيمة.

أعراض جدري القرود

تتراوح فترة حضانة جدري القردة "الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة ومرحلة ظهور أعراضها" بين 6 إلى 16 يوما، لكن من الوارد أيضا أن تتراوح بين 5 حتى 21 يوما.

ويشير الباحثون إلى تقسيم مرحلة الإصابة بجدري القردة إلى فترتين، الفترة الأولى هي فترة الغزو حتى 5 أيام، ومن علاماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية، والشعور بآلام في الظهر والعضلات وضعف شديد، بينما في المرحلة الثانية يظهر الطفح الجلدي، خلال مدة تتراوح بين يوم و3 أيام عقب الإصابة بالحمى، وتبدأ المرحلتين بظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه بنبة 95% من الحالات، وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين بنسبة 75%، ويتطور الطفح خلال 10 أيام إلى حويصلات مملوءة بسوائل وبثرات، قد يلزمها أسابيع لكي تختفي تماما.

تشخيص المرض

يعتمد الطب على طرق تشخيص أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية.

ويمكن أن يكون تضخم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض سمة سريرية تميزه عن الجدري، فيما لا يمكن تشخيص جدري القردة على نحو مؤكد إلا في المختبرات.

العلاج

لا توجد في الوقت الحالي أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، لكن يمكن مكافحة ما ينجم عنه، وقد ثبت في السابق أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية، لكن هذا اللقاح لم يعد متاحا للجمهور، بعد أن أُوقف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.

تعليق وزارة الصحة

أكدت وزارة الصحة والسكان، متابعتها بشكل دقيق للوضع الوبائي على مستوى العالم لفيروس "جدري القرود" الذي انتشر في عدد من الدول الأوروبية، مشددة على أنه لا توجد حتى الآن أي حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بالفيروس.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن الفيروس المتسبب لجدري الجرود يعد قريبًا جدًا للفيروس المتسبب بالإصابة بالجدري، لكنه أقل فتكًا وأقل قابلية للانتقال، موضحا أن جدري القرود لا ينتشر بسهولة، ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق، وهو ما يجعل أنه من غير المرجح تحوله لجائحة عالمية مثل "كوفيد 19".