يجهل العديد من الأشخاص الخطورة التي تشكلها بعض الحيوانات على حياتهم، فبعض الحيوانات قادرة على نقل أمراض معدية تعرف باسم "الأمراض حيوانية المنشأ، المرض حيواني المنشأ أو حيواني المصدر، يقصد به المرض المعدي الذي يسري في الحالة الطبيعية بين الحيوانات البرية أو الأليفة، ويمكن أن ينتقل منها إلى الإنسان.
ظهور مرض جدري القرود
وأعلنت عدة دول أوروبية منها: فرنسا وأسبانيا والبرتغال وبلجيكا عن حالات إصابة بـ جدري القرود؛ لتشهد أوروبا أكبر انتشار لحالات جدري القرود في تاريخها.
فيما طلبت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة من الجميع أن يكونوا على اطلاع بالأعراض الرئيسية، وذلك بعد أن وصل عدد الإصابات بـ جدري القرود إلى 9 حالات، حيث شُخّصت إصابة شخصين آخرين بجدري القرود في المملكة المتحدة منذ بداية مايو.
وأصدرت وكالة الأمن الصحي نصيحة جديدة تطلب من الجميع البقاء متيقظين للطفح الجلدي غير المعتاد حول الفم والمنطقة التناسلية.
وفي تحديث جديد، قال مدير الصحة العامة في لندن، البروفيسور كيفين فينتون: "قمنا مؤخرا بتشخيص عدد من الحالات الجديدة لمرض جدري القردة في إنجلترا، وتحديدا في منطقة لندن الكبرى.
وأضاف: وفي هذه المرحلة، نطلب من الجميع أن يكونوا على دراية بالعلامات والأعراض التي تشمل الطفح الجلدي حول الفم، وكذلك حول المنطقة التناسلية، متابعا: "نحن نطلب بشكل خاص من الرجال المثليين وثنائيي الجنس، الذين رأينا نسبة متزايدة من الحالات بينهم، أن يكونوا على اطلاع على مرض جدري القردة".
تعريف مرض جدري القرود
وتُعرف منظمة الصحة العالمية جدري القرود على أنه "مرض نادر يحدث أساسا في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الإستوائية الماطرة".
ويُنقل فيروس جدري القرود إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود، من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.
ويتراوح في العادة معدل الإماتة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و10%، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سنا.
ولا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، رغم أن التطعيم ضد الجدري "أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضا من جدري القردة".
وجدري القرود مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة.
أصل مرض جدري القرود
وتم اكتشاف مرض جدري القرود لأول مرة في عام 1958 نتيجة حدوث تفشي لمرض يشبه الجدري بين مجموعة من القرود المخصصة لإجراء الأبحاث العلمية، ونتيجة لذلك أطلق على هذا المرض "جدري القرود".
وكُشِف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر في العام 1970، بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات "كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968".
وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.
وينتشر مرض جدري القرود بشكل أساسي في دول وسط وغرب أفريقيا، حيث تم تسجيل الإصابة بهذا المرض خارج قارة إفريقيا 3 مرات فقط.
وسجلت أولى الحالات للمرض خارج إفريقيا في العام 2003، في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة.
أعراض مرض جدري القرود
• الحمى
• الصداع
• آلام العضلات
• آلام الظهر
• تضخم الغدد الليمفاوية
• القشعريرة
• والإرهاق.
• يمكن أن يظهر الطفح الجلدي أيضًا، ويبدأ عادةً على الوجه قبل أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وفي النهاية يشكل جربًا يسقط الجلد الميت.
أمراض تنقلها الحيوانات
وفي التقرير التالي يعرض لكم موقع "صدى البلد" أمراضا أخرى ينقلها الحيوان للإنسان:
- مرض خدش القطط: عبارة عن عدوى بكتيرية، تظهر في مكان عضة القطة أو خدشها ويمكن أن يسبب هذا المرض تورم العقد الليمفاوية وارتفاع درجة حرارة الجسم وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي - وخاصة الأطفال الصغار - يمكن أن يصابوا بمضاعفات خطيرة، تستهدف مجرى الدم والمسالك الهضمية وحتى القلب في بعض الأحيان.
- الجمرة الخبيثة: مرض ينتقل عن طريق الحيوانات الأليفة مثل الأبقار والأغنام والغزلان. ويمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالبا تتجلى في الحمى والصداع والغثيان وضيق التنفس، ولعلاج آثار هذا المرض، يقترح الأطباء المضادات الحيوية أو مضادات السموم.
- فيروس الأرف: تسمية تطلق على مرض جلدي تسببه الفيروسات الجدرية، ويصيب الأغنام والماعز وينتقل منها إلى الإنسان باللمس.
- الجيارديا: طفيليات مجهرية توجد على سطح التربة والطعام والماء الملوث. عند إصابة الإنسان بها، فإنها تعيش لمدة طويلة في أمعائه وتنتقل إلى برازه.
- داء المقوسات: عدوى طفيلية تنتشر عن طريق القطط، وتحديدا عند لمس برازها أو بولها. ويعتبر هذا المرض خطيرا إن أصاب الحوامل، أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، علما أن من بين أعراضه، التعب وآلام العضلات والحمى، التي قد تستمر لأكثر من شهر.
أمراض معدية مشتركة
- عدوى الأسماك: تصيب عادة الأشخاص الذين لديهم اتصال وثيق مع الأسماك، حسب الأكاديمية الأميركية لطب الجلد. بعد الإصابة به، تظهر قروح مؤلمة على الجلد، تستغرق بعض الوقت قبل اختفائها. وينصح الأطباء لتفادي المرض، بارتداء القفازات عند التعامل مع الأسماك وأحواضها.
- حمى الببغاء: تصيب هذه البكتيريا الببغاوات وطيور الكناري وأنواع أخرى من الطيور وتنتقل بعدها إلى الإنسان عن طريق استنشاق العدوى من الريش والإفرازات.
- السعفة: فطريات تنتقل من الكلاب والقطط، وتعد من أكثر الأمراض الجلدية الشائعة التي تصيب الإنسان. وتسبب طفحا دائريا يكون أحمرا ويسبب الحكة.
- السالمونيلا: يصاب به الأشخاص الذين يقتربون كثيرا من الزواحف، مثل السحالي والثعابين والسلاحف. عادة ما تقتصر أعراض هذا المرض لدى البالغين الأصحاء على الإسهال وتشنجات البطن والحمى والقيء.
- داء البريميات: تتم العدوى حين يتعرض الناس لبول الكلاب والقطط والثدييات، وينجم عن الداء حمى مرتفعة وصداع وآلام عضلات.
- داء الكلب وهو مرض فيروسي فظيع يُصيب جميع الثدييات من ذوات الدم الحارّ، بما في ذلك البشر. يُصاب الحيوان بفيروس داء الكلب في لعابه وأنسجة الدماغ، وينتقل الفيروس إلى البشر عادةً عن طريق العضات. كما ينتشر الفيروس أيضاً عن طريق التلامس مع الجروح المفتوحة وعضات الكلاب والخفافيش هي من أكثر الأسباب شيوعاً لإصابة البشر بداء الكلب، علاوةً على بعض الحالات النادرة من عضات الظربان والثعالب والراكون.
ارتباط الإنسان والحيوان
- الإنفلونزا وتُعَدُّ إنفلونزا الطيور أكثر أنواع الإنفلونزا الحيوانية المنشأ انتشاراً، وخاصةً تلك التي تُسبّبها فيروسات H5 وH7N9.
- ويُمكن أن تُصاب بفيروسات إنفلونزا الطيور من الدواجن، مثل الدجاج والديوك الرومية والبط. وينتقل هذا الفيروس إلى البشر بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة عند التعرّض للدواجن المصابة الحيّة أو الميتة، أو داخل البيئات الملوّثة مثل أسواق الطيور، كما أنّ تناول أطباق الدجاج النيئة المصابة يُمكن أن يصيبك بالعدوى أيضا.
- إنفلونزا الخنازير هي نوعٌ آخر من الفيروسات التي تُصيب البشر، ويُمكن أن تُصاب بهذه العدوى عن طريق الاقتراب من الخنازير المصابة أو حظائرها.
- الملاريا وهي ليست من الفيروسات، رغم أنّها تنتقل عن طريق البعوض أيضاً، بل هي في الواقع مرضٌ يُسبّبه طفيل المتصورة. ويُمكن أن تستضيف بعوضة الأنوفيلة هذا الطفيل الذي يُسبب الملاريا.
وقال الدكتور خالد سليم النقيب العام لـ الأطباء البيطريين، إن العالم يعيش الآن تحت شعار "صحة واحدة"، الذي يشير إلى ارتباط البيئة وصحة الإنسان والحيوان ارتباطاً وثيقا ببعضهم، حيث يحمي الطبيب البيطري الإنسان من الأمراض والأوبئة التي تصيب الحيوان وتنتقل للإنسان والتي تصل إلى أكثر من 200 مرض مشترك.
ولفت: بعض هذه الأمراض فتاكة، وكذلك الحفاظ على صحة وسلامة الغذاء الذي يقدم للإنسان من أصل حيواني، من لحوم، أسماك، ألبان، دواجن، بيض وغيرهم، والذي يمثل من 35% إلى 45% من غذاء الإنسان اليومي، نظرا لمسئوليته عن صحة وسلامة اللحوم والذبائح في المجازر، والرقابة على المنشآت الغذائية كالفنادق والمطاعم.