الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«قارئ القرآن لا يهان».. لماذا رفض الشيخ محمد رفعت تكفل أمراء بعلاجه من سرطان الحنجرة؟

صدى البلد

قيثارة السماء.. صوت السماء.. وغيرها من الالقاب التي تم إطلاقها على القارئ الشيخ محمد رفعت، الذي طالما أمتعنا بصوته العذب، كنا ننتظر صوت المذيع في رمضان قبل أذان المغرب بـنحو 40 دقيقة كاملة، يعلن عن تلاوة الشيخ رفعت، وينطلق الصوت الملائكي، الذي اعتاد الصائمون على سماعه أثناء إعدادهم للفطور؛ إذ يبدأ الشيخ بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة ثم يرتل بصوت منخفض هادى ويرتفع الصوت رويدًا رويدًا، حتى يصل إلى الذروة دون أن يفقد التوازن، ويتسلل الخشوع إلى قلوب المستمعين ليتوج صيام اليوم ويصل بهم إلى أقصى درجات الخشوع والسكينة.

تحل اليوم ذكرى ميلاد ووفاة صاحب الصوت الملائكي الشيخ محمد رفعت، حيث ولد في 9 مايو عام 1982، ورحل في اليوم نفسه عام 1950.

مولد قيثارة السماء

ولد الشيخ محمد رفعت في حي المغربلين بالقاهرة، يوم 9 مايو عام 1882، وفقد صاحب الصوت الملائكي بصره وهو فى سن الثانية من عمره، بعد أن أصيب بمرض مجهول بعينه، ولكن ذلك لم يعيقه عن حفظ القرآن الكريم؛ إذ التحق بكُتاب مسجد فاضل باشا بدرب الجماميز، وحفظ القرآن الكريم ثم المقامات الموسيقية على يد شيوخ عصره.

افتتاح الإذاعة المصرية وتسجيل القرأن لـBBC

في عام 1934، افتتح بث الإذاعة المصرية بصوت الشيخ محمد رفعت، ورتل قوله تعالى "إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا"، ووصلت شهرته لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، وطلبوا منه تسجيل القرآن، ورفض في البداية؛ ظنًا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، لكن بعد أن استفتى الإمام المراغي شرح له الأمر، وأخبره بعدم وجود شبهة حرام، فسجل لهم سورة مريم.

انتقال بين المقامات بيسر

كان الشيخ رفعت يهتم كثيرًا بمخارج الحروف، وكان يعطي كل حرف حقه؛ كي يصل المعني الحقيقي إلى صدور المستمعين قبل آذانهم، وكان صوته رخيمًا يتنقل به من قراءة إلى قراءة ببراعة وإتقان وبغير تكلف، فصوته يحوي مقامات موسيقية مختلفة، وكان يستطيع أن ينتقل من مقام إلى مقام دون ان يشعرك بالاختلاف او النشاذ.

رأي إمام الدعاة في صوته

حين سُئل الشيخ محمد متولي الشعراوي، عن الشيخ محمد رفعت، قال: «إن أردنا أحكام التلاوة فالحصريّ، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد، وإن أردنا النفَس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو محمد رفعت».

«الزغطة» تحرم المستمعين من الصوت الملائكي

في عام 1943، غاب الصوت الملائكي، بعد إصابة الشيخ بمرض سرطان الحنجرة، الذي كان معروفًا وقتئذ بمرض "الزغطة"، وتوقف عن القراءة، وعرض عليه ملوك ورؤساء العالم الإسلامي العون والمساعدة، إلا أنه اعتذر، رغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، وكانت كلمته المشهورة "قارئ القرآن لا يهان".

رحيل الشيخ في نفس يوم مولده

وانتقل صاحب الصوت الملائكي إلى الرفيق الأعلى في 9 مايو عام 1950، وهو ذات تاريخ مولده، ولازالت تسجيلاته القرآنية تملأ الدنيا خشوعًا وإيمانًا وتجسيدًا لمعاني القرآن الكريم.