تحتفظ المكتبة البريطانية بعدد من الأوراق والوثائق الأصلية، ومن بينها أوراق «عبقري عصر النهضة» الفنان الراحل ليوناردو دا فنشي، ورغم شهرته الواسعة حول العالم بسبب لوحته المميزة “الموناليزا” إلا أن رؤيته لكل ما يحيط به كان يخلق دراسات، دوّن بعضها في أوراقه الشخصية، بعضها كان صحيحا، والبعض الآخر أثبتت الدراسات عدم دقته.
أوراق عبقري عصر النهضة
وكتب عبقري عصر النهضة متعدد المواهب، يوافق اليوم 2 مايو ذكرى وفاته، "قاعدة الأشجار" منذ أكثر من 500 عام، ووصف الطريقة التي اعتقد أن الأشجار تتفرع بها، وعلى الرغم من أنها كانت رؤية رائعة ساعدته على رسم مناظر طبيعية واقعية.
ولكن برغم ذلك فإنها لم تكن دقيقة، إذ تعد سببا في انهيار أفرع بعض الأشجار، وتنص قاعدة الفنان الإيطالي ليوناردو على أن سمك الطرف قبل أن يتفرع إلى أطراف أصغر هو نفس سماكة الأطراف التي تنبت منه.
باستخدام مساحة السطح كدليل ، تتضمن القاعدة الجديدة عرض الأطراف وأطوالها ، وتتوقع أن ينتهي الأمر بالفروع الطويلة لتكون أرق من الفروع القصيرة. على عكس تخمين ليوناردو.
كل ما دونه كان محل دراسة الباحثين، والذين أثبتوا أن العلاقة بين مساحة سطح الفروع والهيكل الكلي للشجرة تُظهر أن الطبقات الحية الخارجية هي التي توجه هيكل الشجرة، إذ يبدو الأمر كما لو أن الأشجار ذات بعدين فقط، وعرض كل طرف والمسافة بين الفروع على أحد الأطراف - يحددان بنية أي شجرة، ونتيجة لذلك ، عندما يتم تجسيد الأشجار في بعدين في اللوحة أو على الشاشة ، فإن القاعدة يتم رسمها بالطريقة الطبيعية.
رسم شجرة متفرعة
يوضح هذا الرسم التخطيطي المأخوذ من أحد دفاتر ملاحظات ليوناردو دافنشي "قاعدة الأشجار" الأصلية ، التي افترضت أن سمك أحد الأطراف قبل تفرعه هو نفس سماكة جميع الأطراف التي تليها، وبحسب موقع “المكتبة البريطانية”، تقول كاثرين ماكولوه ، عالمة النبات في جامعة ويسكونسن-ماديسون ،التي دونت تعليقها على الصورة إن القاعدة الجديدة تختلف عن رسم قاعدة ليوناردو دا فنشي للأشجار.
قد تحتوي شجر البلوط القديمة العملاقة على مساحة صغيرة تقدر بسنتيمتر من الخشب الحي، ولكن هناك أنواعا من الأشجار الاستوائية تتضمن أخشاب عميقة غير حية، وهو ما لم يوضحه ليوناردو في أوراقه.
ولكن بمرور الوقت فإن الحقيقة هي أن القاعدة الشبيهة بقاعدة ليوناردو تنطبق على العديد من الأشجار، وهي سبب تساؤل العديد من الباحثين عن طريقة تكوين الأنسجة الخارجية للأشجار بطريقتها الهندسية.
على الرغم من عدم دراسة الأوراق كما دونها ليوناردو في أوراقه، إلا أنه تم تحليل الفروع للتأكد من أن الأنماط التي رسمها ودونها تتطابق مع الواقع الحقيقي، وكان من الممكن التأكيد على تفاصيل رسم القاعدة وقياس الفروع يدويا، دون تسلق الأشجار وفحص جميع الاطراف، ولكنها مهمة محفوفة بالمخاطر، لم يعلم أحد حتى الآن كيف نفذها ليوناردو.