برغم الاختلاف بين فن «الكاريكاتير» و«الكوميكس» المستحدث إلا أن عدد من الفنانين الهواة قرروا أن يكون الدمج بينهما هو الوسيلة الأحدث لتجسيد الرسم الهزلي الساخر في مطلع القرن الحادي والعشرين، من خلال استخدام فن الكوميكس وما يحمله من إبداع داخلي لرواية أو قصة ما مع فن الكاريكاتير الذي يعد تعبير عن حدث خارجي لتسجيل موقف بشكل ساخر.
الصيدلي الرسام
الصيدلي وهاوي الرسم "جيمي جورج" واحدا من أبرز مبتكري هذا المزيج، يقول لـ «صدى البلد» أن الفكرة خطرت له بسبب حبه للرسم الهزلي وكذلك الموسيقى القديمة خاصة أم كلثوم، واعتاد خلال أوقات الدراسة أو العمل اختلاس بعض الدقائق لرسمهم في صورة كاريكاتير بدون تغيير كبير في الملامح يحمل إهانة لهم.
رسمة تلو الأخرى يحتفظ بها الصيدلي صاحب الـ36 عاما لنفسه بين أوراقه الخاصة، حتى قرر عرضها على المقربين منه كزوجته أو عائلته والأصدقاء وأبدوا إعجابهم بالفكرة مع رسمه اليدوي البسيط وفي الوقت نفسه مُعبر، واقترحوا عليه نشرها عبر حسابه بمواقع التواصل الإجتماعي ليتفاجأ بتفاعل قوي في الساعات الأولى من نشرها برغم عدم متابعته من قبل الكثير.
لا يفارق قلم الحبر الأسود والأوراق الرسام السوهاجي، حتى خلال أوقات العمل أو مع العائلة، وفور أن تخطر له فكرة ما يقوم برسمها، ويقول: "معظم الرسومات لا تستغرق مدة تزيد عن 10 دقائق فقط، ولا أعتبره كاريكاتير دقيق لأنني لا أرسم الشخصية بشكل هزلي وهو دمج مع الكوميكس بشكل أكبر".
تطور للمستقبل
الاستعانة بمقاطع من أغنيات شهيرة ودمجها مع رد فنان من عمل ما هو الوسيلة الأبرز التي يتبعها خاصة أنه هاوي الموسيقى العربية، ويبدأ بكتابة الكلام المعبر عن الموقف ثم رسم الشخصيات وهو ما يختلف عن التصميم عبر برامج حديثة مثل "الفوتوشوب"، ويقول لـ «صدى البلد»: "الرسم يثقل من قيمة الرسمة وتجعلها فن قائم بذاته، والدمج بين المطربين والفنانين وكأنهم يحدثوا بعضهم يجعلها مميزة بشكل أكبر".
شارك عدد من الفنانين رسوماته ومنهم الفنان أحمد أمين، صبري فواز، صلاح عبدالله وغيرهم، مما ساعد على تصدر رسوماته مواقع التواصل الإجتماعي في وقت قصير لم يتعدى العامين، "جمهوري الأول هو عائلتي وابنائي ومنهم جورج ابني الأصغر خطه مميز وأتوقع له أن يصبح رسام في المستقبل".
يحتفظ جيمي بكل الرسومات حتى غير الاحترافي منها، ففي رأيه الهدف الأساسي هو الاستمتاع بالرسم الهزلي وتقديم فكرة جديدة في كل رسمة وكأنه تحدي حتى مع عدم إتقا رسم بعض الشخصيات، "يستهويني الرسم منذ الطفولة خاصة الرسم المضحك وأعتقد أن الأفكار لرسم الكاريكاتير ضعيفة، أما الكوميكس له مساحة أكبر من الأفكار والدمج بينهما هو الحل لاستمرار الكاريكاتير".
الرسم في الصعيد
الفكرة نفسها نفذها الشاب "حجاج خميس" صاحب الـ 24 عاما، قبل عام بالتزامن مع التحاقه بأداء الخدمة العسكرية مستغلا هوايته المفضلة منذ الطفولة وبعض الاوراق وقلم في قضاء اوقات الفراغ، يحول كل موقف يعاصره إلى آخر ساخر في صورة قصة باللون الأسود، اما رسم الكوميكس فيلجأ إلى التلوين.
تخرج الرسام الشاب من كلية تجارة جامعة بني سويف، ورغم ذلك إلا أنه قرر استكمال دراسة الرسم بشكل أكاديمي مع دراسة "الجرافيك"، ولكن لتحقيق هذا الحلم فإنه يواجه أزمة أخرى وهي عدم توافر أماك متخصصة لتعليم الرسم في محافظة بني سويف، ويقول لـ «صدى البلد»: "نواجه عدم توافر فرص لتعلم الرسم وهي شملكة في محافظات الصعيد بشكل عام".
لم يلقى حجاج الدعم المرجو من العائلة والأصدقاء منذ اتجاهه لرسم الكاريكاتير ودمجه مع الكوميكس، ويقول: "المحيطين بي لا يفهموا الرسومات التي أقدمها أو الفكرة الخاصة بها وبالتالي لا ألقى تشجيع، وكل الدعم يكون من مواقع التواصل الإجتماعي وأظن أن هذه الطريقة الجديدة في الرسم والتعبير هي ما يحتاجه الشباب".
يتمنى ابن الصعيد عدم الانشغال عن موهبته والعمل على تطويرها باستمرار مع تقديم كتاب مختلف يضم هذه الرسومات، والأفكار وطريقة الرسم، ويقول: "أرى أن عملي تطور لفن الكاريكاتير وما أقدمه فريد ومميز من نوعه وتستغرق الرسمة الواحدة فترة تمتد بين 3 إلى 4 ساعات".