EN 
أثار الممثل القدير نبيل الحلفاوي، إشكالية التمثيل بين منهج "بريخت" و"ستانسلافسكي"، عبر تغريدة دونها لتقييم أداء الفنانة إلهام شاهين في مسلسل "بطلوع الروح"، إذ كتب: "للمتخصصين فقط، لاحظت أن إلهام شاهين ربما لا شعوريا تؤدي الشخصية حسب منهج بريخت وليس حسب منهج ستانسلافسكي".
ولكن ما هو منهج "بريخت" ومنهج "ستانسلافسكي"، يرصد "صدى البلد"، مقارنة بين المنهجين والمقصود بوصف تمثيلها بأنه حسب منهج بريخت، إذ يوضح د. عمار عبدالغني المدرب الدولي في التنمية الذاتية والإعلام، أن قسطنطين ستانسلافسكي مخرج انصب اهتمامه على تمارين التفاصيل التمثيلية، أكثر مما كان يفعل الكاتب بريخت.
ومن المعروف أن نظريتي ستانسلافسكي وبرتوليت بريخت تتعارضان وتتقابلان، فمنهج ستانسلافسكي «أرسطي» في طبيعة العلاقة بين الممثل والحكاية، بينما يتأسس منهج الثاني في لا أرسطويته.
وحسب بريخت فإن ستانسلافسكي تعامل مع فن المسرح من موقع الممثل ودوره التاريخي، بينما تعامل المخرج بريخت مع فن المسرح من موقع الكاتب ودوره التاريخي.
واسم ستانسلافسكي، معروفا في جميع انحاء العالم، خاصة في مجال الفن المسرحي، (1863 - 1938)، فهو ممثل روسي ومخرج مسرحي، ومعلم المسرح الحديث، ومدير مسرح موسكو الفني، وحاز على لقب فنان الشعب في الاتحاد السوفيتي آنذاك.
ووفقا لكتاب "بين ستانيسلافسكي وبريشت"، فإن ستانسلافسكي ينشئ سيكولوجية الممثل وبريخت ينشئ سيطرة الممثل على الحكاية وهدفها، وتتقابل الحركة المسرحية في العالم في المنهجين الفاعلين.
إذ وجّه بريخت، في البداية، نقده لـ ستانسلافسكي من وجه نظر ماركسية، وأثار تلك الأسئلة المتعلقة بعلاقة الفنان بمادته الإبداعية، لكنه بدأ في الخمسينات يقوّم بشكل ايجابي بعض عناصر منهج ستانسلافسكي، ومبادئه في المسرح.
ووجد انه يتبنى مبدأ التماهي الأرسطي، الذي يسعى لتعايش الممثل مع الشخصية للوصول إلى واقعية العرض المسرحي، مع تحديد الهدف الأسمى لأن كل شيء يخضع للفكرة.
وبحسب منهجه فإن المتفجر يجلس على المسرح ولا ينسى طوال العرض انه في مسرح، كذلك ينسى الممثل أنه يمثل على خشبة مسرح، أو أنه يؤدي دور الممثل كما لو أنه هو الشخصية نفسها.
ولكن على العكس، فإن منهج بريخت يجعل الشخص ممثلا، لا يختفي في الشخصية المسرحية، بل يعرضها علينا ويرينا كيف يتخيلها، فهدف التمثيل في المسرح الملحمي سرد حكاية، وكل عناصر العمل، تتبع هذه الغاية.
