الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يوضح الفرق بين الاعتصام بالله‏ والاعتصام بحبل الله

علي جمعة
علي جمعة

بين الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مفهوم الاعتصام بحبل الله تبارك وتعالى الوارد ذكره في القرآن الكريم، والفرق بينه وبين الاعتصام بالله.

الاعتصام بالله والاعتصام بحبل الله 

وقال إنه عند الأمر بالاعتصام بالله فالأمر يختلف فإنه سبحانه وتعالى يقول في أول الآية‏: (وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج:78].

وتابع من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "فقدم قبل الأمر بالاعتصام بالله الأمر بالإسلام والإيمان والعمل فقال (وَجَاهِدُوا) (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) (وَآَتُوا الزَّكَاةَ) وكذلك دائما فلابد من العمل وهذا هو الاعتصام بحبل الله.

وأوضح أن حبل الله‏‏ الأوامر والنواهي‏، والدين هو حبل الله‏، ‏والقرآن حبل الله المتين‏، ‏ثم قال‏: (وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) فالأول‏:‏ الاعتصام بحبل الله، والثاني الاعتصام بالله ولذلك عبر في آية آل عمران بكلمة جميعا عندما ذكر حبل الله فلابد للكل أن يعتصموا به التزاما بالإيمان بالله والجماعة، وعدم التفرق، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر على كل المستويات، لكن لم يقل هنا ‏(جميعا‏)‏ لأن هؤلاء أهل درجة الإحسان العليا الذين قال الله فيهم‏: (ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآَخِرِينَ) [الواقعة:13-14] فهذا القرآن من عند الله لا يستطيع أحد أن يؤلفه أو شيئا منه ولو امتدت به الأزمان والأحقاب لأنه مازال إلى اليوم يفتح مغاليقه‏, (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ) [فصِّلت:53]. ‏

وبين أن الاعتصام بالله‏:‏ هو الترقي عن كل موهوم والتخلص من كل تردد‏:‏ لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله وهذا العالم بأجمعه وتفصيله عالم لا حول فيه ولا قوة لأنه عالم حادث مخلوق ولأنه عالم فإنه غير باق ولأنه عالم محتاج إلى غيره ولأنه له بداية وله نهاية ولأنه ليس مقصودا لذاته إذا وضعنا هذا في مقابلة الله الباقي القدير الأول الآخر الظاهر الباطن الذي هو بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير فأين الموهوم وأين الحقيقة؟ الحقيقة الثابتة‏:‏ الله‏,‏ وأما الموهوم فهو هذا الذي نظن ولا نعرف الغيب فيه‏,‏ ولا نقدر على أمر أنفسنا ولا ندري كيف ننام ولا كيف نقوم‏,‏ فما هذا؟ موهوم‏,‏ فإذا ترقيت من الموهوم إلى الحقيقي فقد بدأ نور المعرفة يصل إلى قلبك وأصل طريق الله المعرفة‏.‏

وأردف عضو هيئة كبار العلماء أن هناك من يقول ‏أصل طريق الله المحبة‏,‏ وعندنا المحبة وسيلة وعمل من الأعمال نعمله لنصل إلى المعرفة‏,‏ فالمعرفة بالله هي الكنز الكبير والمعرفة هي أساس الصلاة والصوم والزكاة‏,‏ الحقيقة هي الله تعالى الذي من أجله نصلي، ومن أجله نحب، ومن أجله نكره، ومن أجله تكون أعمالنا كلها‏.‏ والذي في قلبه شك لا يصل إلى المعرفة‏,‏ الذي في قلبه شك لم يعتصم بالله‏,‏ لأن العصمة معناها الحماية و‏(‏اعتصم‏)‏ يعني ‏(احتم‏)‏ ومن احتمى بالله تحصن أي‏:‏ أصبح في حصن وملاذ ومأمن.