الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدأت بقصة حب ..وانتهت بجثة محترقة بلامعالم

جريمة "فاقوس" وحشية الانتقام تحت ذريعة الشرف.. نوستالجيا

صدى البلد

 

كان يتابعها كثيرا بحكم جيرته لها فى المنزل والأرض الزراعية، عندما يقابلها يرمقها  بإبتسامة المعجب ، متجاهلا عجزها ، و متفحصا فى جسدها كالوحش ، أما هى فلم تكن تدرى  ما سر هذا الإعجاب المفاجئ ؟ ، فهو فى نظرها  بحكم أبيها  ، ففارق السن بينهما 35 عاما  ،   وهى فتاة  صغيرة لايتجاوز عمرها العشرين عاما ومصابة بعاهة فى قدمها اليمنى.

 

 أرسل إليها عبر صديقتها رسالة "اعجاب " ، قابلتها الفتاة "بسعادة بالغة " شعرت أن الحياة عادت لتبتسم اليها من جديد ، فهناك من أعجب بها ، دون النظر إلى عاهتها .

وافقت الفتاة على اللقاء ، لتبدأ بينهما قصة حب "سرية " لم يعرفها  أحد  فى القرية سوى صديقتها فقط . 

مرت الشهور والإثنين يلتقيان فى إحدى الزراعات ، يتبادلان كلمات الحب  ، حتى تدخل الشيطان ، وتحولت قصة الحب الى علاقة غير شرعية . 

وفى الشهر الثالث بعد العلاقة شعرت الفتاة بألم فظيع فى بطنها ، وبدأت علامات الوهن و"الدوخة " تلاحقها كلما حملت شىء ثقيل ، توجهت إلى  صديقتها اخبرتها بهذه الأعراض ، وبعد الحاح شديد قصت  لزميلتها العلاقة "الآثمة " التي وقعت بينها وبين "المهندس الزراعى " الذى فى حكم والدها  . 

لم تستطع الفتاة إخفاء أثار الحمل ، لاحظ شقيقها إنتفاخ بطنها فى الشهر الثامن ، جذبها من يديها وأغلق باب حجرتها عليهما ، وطلب منها أن تخبره الحقيقة . 

 أمسك "السكينة " ووضعها على رقبتها .. لم تستطع المقاومة ، قصت له علاقتها بالمهندس الزراعى ، وأخبرته أن ما تحويه بطنها هو نتاج هذه العلاقة . 

ثار شقيقها ،توجه بسلاحه الأبيض الى بيت المهندس ، حاول قتله ، لكن أهل القرية تدخلوا وعقدوا جلسة صلح إنتهت بإلزام المهندس بعقد قرانه على الفتاة ونسب إبنها الذى فى بطنها إليه . 

مرت 3 سنوات على عقد القران ، عاشت الفتاة مع أشقائها ، أنجبت طفلها ، ومنحته إسم أبيه المهندس . 

وفى أحد الايام كان صراخ نساء القرية يجوب شرقها وغربها ، الجميع يدعو استغاثة الفتاة التى سقطت فى "الترعة " ولا يعرف أحد سبب سقوطها ، لتخرج روحها بعد دقائق من الإستغاثة  ،ويتم انتشال جثتها ودفنها فى مقابر القرية . 

لم يتقبل أشقاء الضحية العزاء ، أدركوا أن هناك جانى يجب أخذ الثأر منه ، خاصة وأن والدهم توفى حزنا  بعد عام من غرق ابنته .. قرروا الانتقام لشرف شقيقتهم ..أضمروا فى نفوسهم التخلص من زوجها المهندس الزراعى . 

انتظروه حتى عاد من إحدى الزراعات مع غروب الشمس وقاما إثنين منهما بخطفه وضربه بعصى خشبية حتى أغمى عليه، ثم قاما بوضعه داخل جوال وحمله بينهما على دراجة بخارية إلى قرية أشكر  بالشرقية وإشعال النيران فى جثته فى الزراعات ولاذا بالفرار . 

مع نسمات الصباح خرجت إحدى سيدات القرية الى حقلها ، لتتفاجئ بجثة محترقه ومشوهه ملقاه داخل جوال ..أخطرت مباحث الشرقية  والتى بدأت تحرياتها ..ليقودهما شهادة أحد  شهود العيان  الى مرتكبى الجريمة ..حيث  أشار الى أنه شاهد  المتهم الأول أثناء قيادته دراجة بخارية بسرعة جنونية وقت اختفاء المجنى عليه. ومن هنا كان الخيط الذى توصل من خلاله لفريق البحث  للشقيقين المتهمين، وتبين وجود خلافات قديمة بينهما وبين المجنى عليه بسبب نتاج العلاقة غير الشرعية بين المجنى عليه وشقيقتهما المتوفاة . 

تم ضبط المتهمين وبعرضهما على نيابة فاقوس، اعترفا  ، بارتكاب الواقعة، وقررت النيابة حبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات ..وبعد إنتهاء التحقيقات تمت إحالتهما لمحكمة جنايات الزقازيق .