شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة مدينة القدس، حالة من التصعيد الخطير قام بها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين الأمنين، تحت مسمع ومرأى ودعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي سمحت باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بداخله.
تصعيد خطير داخل المسجد الأقصى
حالة التصعيد الدائرة منذ أيام، تخللها كر وفر واشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وبين الشباب الفلسطيني المرابط داخل المسجد الأقصى، وعدة مدن فلسطينية أخرى؛ هبت لنصرة الأقصى وللتضامن مع المرابطين به، الذين يوجهون القمع الإسرائيلي بكل ثبات.
وندد الكثير من الزعماء العرب والقادة الدوليين والمنظمات الأممية بحالة التصعيد والاستفزازات التي يقوم بها المستوطنون اليهود مدعومين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، واقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه دون مرعاة لحرمة أماكن العبادة.
وجرت اتصالات بين القادة العرب منهم: الملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى الرئيس الفلسطيني أبو مازن مع الملك عبدالله الثاني، وأرسلت العديد من الرسائل إلى الدول ليكون هناك تحرك حقيقي وجاد لوقف تلك الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وبحق أماكن العبادة خاصة المسجد الأقصى حتى لا تنفجر الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية.
وكان هناك تواصل من قبل العديد من الرؤساء ووزراء الخارجية، وصدرت بيانات من جمهورية مصر العربية ووزارة الخارجية المصرية ومن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية، بالاضافة إلى جميع الأحزاب والمؤسسات والبرلمان المصري، الذين كان لهم دورا كبيرا في إدانة ما يجري على الأرض، من أحداث واعتداءات واقتحامات من قبل قوات الاحتلال للمسجد الأقصى.
وعقدت المجموعة الوزارية العربية المعنية بشؤون مدينة القدس، أو بمتابعة أوضاع مدينة القدس، اجتماعا، و"هي اللجنة المشكلة والمنبثقة عن جامعة الدول العربية، وتضم كل من مصر والأردن وفلسطين والمملكة العربية السعودية والمغرب وتونس".
واستضاف الأردن، الخميس، اجتماعا وزاريا عربيا طارئا لبحث التصعيد في القدس "الاعتداءات والانتهاكات" الإسرائيلية هناك، وأكد المجتمعون "ضرورة احترام اسرائيل الوضع القائم والعودة الى ما كان عليه قبل العام 2000".
اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية
ودانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة من قبل الجامعة العربية - في بيان وزع عقب اجتماع مغلق عقد في أحد فنادق عمان "الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى".
وحذرت من أنها "تمثل استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتقويضا لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، وحرية وصول المصلين إليه"، وأنها "تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
ودعت اللجنة إسرائيل إلى احترام الوضع القائم و"العودة إلى ما كان عليه قبل العام 2000"، موضحة أن ذلك يجب أن يضمن "احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، بمساحته 144 دونما، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من إدارة الأوقاف الإسلامية".
وأكدت أن وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية هي "الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه".
وتعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن في العام 1994، بإشراف المملكة ووصايتها على المقدّسات الإسلامية في القدس التي كانت كسائر مدن الضفة الغربية تخضع للسيادة الأردنية قبل ان تحتلها إسرائيل عام 1967.
وتضم اللجنة التي يترأسها الأردن، تونس، والجزائر، والسعودية، وفلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب، والإمارات، والأمين العام لجامعة الدول العربية.
إدانة عربية ودولية وتعنت إسرائيلي
من جانبه قال المحلل السياسي الأردني خالد شنيكات، إن الاجتماع الطارئ للجنة العربية الوزارية تناول الاستفزازات الإسرائيلية أمام المسجد الأقصى، والمحاولة الإسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي في القدس، والحرم الشريف ككل
وأضاف شنيكات - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "جميع هذه الأمور تم معالجتها من خلال البيان الختامي للجنة العربية الوزارية، ولكن في الدرجة الأولى دانت واستنكرت الانتهاكات، التي تقوم بها إسرائيل، ومحاولة المستوطنين، تغيير الوضع الراهن، عبر إعاقة وصول المصلين إلى المسجد الأقصى".
وتابع: "النقطة الثانية، يتم التأكيد بها على الدور الأردني أي ما تسمى الوصايا الهاشمية على القدس، وضرورة احترام هذه الوصايا، وأيضا يتم دعوة المجتمع الدولي للتدخل، كما أنه يتم التواصل مع الدول المعنية والمنظمات الدولية، لمحاولة شرح ما يحدث بهدف الوصول إلى الضغط على إسرائيل".
وأردف: "على الأقل يستمر ميزان القوة هو الذي يحكم ما يحدث على الأرض، فعمليا إسرائيل تسيطر على القدس، منذ العام 1987، وتتحكم في كله ما حوله من أراضي، وقد توسع الاحتلال أفقيا وعموديا في مسالة الاستيطان، ولن تتراجع عن المكاسب التي حققتها طوال العقود الماضية، وذلك لأننا نتحدث عن احتلال عمره أكثر من 50 عاما".
ولفت "كل ما يطمح إليه العرب هو محاولة الحفاظ على الوضع الراهن، وعدم المساس بالمسجد الأقصى، خاصة بعد طموحات اليمين المتطرف بهدمه وبناء الهيكل المزعوم الذي يتحدث عنه، وكل ما يجب الانتباه إليه هنا، عدم المساس بالأماكن المقدسة، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أيضا".