الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متى شرعت صلاة التراويح ؟ وهل أداها النبي في المسجد أم البيت؟

صلاة التراويح
صلاة التراويح

صلاة التراويح .. يكثر البحث عن صلاة التراويح خاصة مع اقتراب شهر رمضان 2022 من نهايته، حيث يتساءل البعض متى شرعت صلاة التراويح ؟  وهل أداءها النبي في المسجد أم البيت؟ وهل يتساوى أجر من اجتمع لصلاتها في المسجد مع من أداها منفردا في بيته؟

ومن خلال التقرير التالي نوضح فضل صلاة التراويح ومتى شرعت، وهل أداءها النبي في المسجد أم البيت؟

صلاة التراويح

صلاة التراويح

صلاة التراويح سنةٌ وليست فرضًا، فتاركها لا وزر عليه خاصةً وأنَّه قد شغله عنها العمل. ولكن لو استطاع أن يصليَ أي عددٍ من الركعات في أيّ جزء من الليل منفردًا أو جماعة فقد أصاب السنة، ويُرْجَى له أن يدخل تحت حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». رواه الإمام البخاري في "صحيحه".

كما أنَّه يمكنه إن لم يُصلِّ بالليل أن يقضيَ صلاة التراويح نهارًا بعد شروق الشمس بحوالي ثلث الساعة، وإلى قبل صلاة الظهر؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فاته وردُه من الليل قضاه في هذه المدة من نهار اليوم التالي.

وصلاة التراويح قد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولِهِ وفعْلِهِ؛ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلَّى في المسجد وصلَّى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلَّوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى فصلُّوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا» فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمرُ على ذلك. متفقٌ عليه.

وفي عهد عمر رضي الله عنه جمع المسلمين على صلاة التراويح في المسجد على إمامٍ واحد، وما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مِن جمْع المسلمين على إمام واحد في التراويح، لا يُنافي أفضلية صلاتها في البيوت؛ وذلك لأن جماعات من المسلمين كانوا يصلون متفرقين في المسجد، خلف كل إمام جماعة؛ خوفًا من التكاسل عنها في البيوت، فلما رآهم سيدنا عمر رضي الله عنه أوزاعًا متفرقين يأتمُّون بأكثر من إمام، ارتأى المصلحة في الاجتماع على إمام واحد بجماعة واحدة، واختار لهم أقرأهم؛ وهذا المعنى من الاجتماع على مُعَيَّنٍ هو المقصود من مدح سيدنا عمر رضي الله عنه حينما خرج في ليلة فوجدهم يصلون بصلاة قارئهم، فقال: "نعم البدعة هذه".  

ورد عنها أنه صلاة التراويح شُرِعت صلاة التراويح في آخر عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- بناءً على ظاهر المنقول بشأنها، وكانت بداية الأمر جماعة؛ ثمّ رأى النبي -عليه السلام- أنْ لا يصلي صلاة التراويح جماعة بالمسلمين؛ فقد صحّ من حديث عائشة -رضي الله عنها- أنّه -عليه الصلاة والسلام- صلّاها بالناس ثلاث مرّات، وفي اليوم الرابع لم يخرج إليهم، فسأله بعض أصحابه عن ذلك، فقال: «خَشِيتُ أنْ تُفْتَرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا، فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمْرُ علَى ذلكَ»، ومن هنا رجّح بعض أهل العلم والمحققين أنّ صلاة التراويح شُرعت في آخر سنوات الهجرة.

صلاة التراويح

صلاة التراويح

ورد فيها أن صلاة التراويح سبب لمغفرة الذنوب؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: «كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ».

وعن فضل صلاة التراويح في رمضان أنها سبب لنيل أجر قيام ليلة لمَن صلّاها مع الإمام وبقي معه حتى ينصرف؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرجلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ).

فضل صلاة التراويح في رمضان ، ورد أنها سنَّةٌ مؤكدة للرجال والنساء، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله؛ فعَنْ أبِـي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.

فضل صلاة التراويح في رمضان ، َعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِـينَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: "أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم صَلَّى ذَاتَ لَـيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَـمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ»؛ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ . متفق عليه، وَعَنها أيضًا رَضِيَ اللهُ عَنْـهَا قالتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأحْيَا لَيْلَهُ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ" متفق عليه.

 

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم ، ورد أن سبب تسمية صلاة التراويح يرجع أصل تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم إلى ما كان يُؤدّيه المسلمون في مكّة المكرّمة؛ إذ كانوا يُؤدّون أربع ركعاتٍ من صلاة القيام في رمضان، ثمّ يأخذون قِسطاً من الراحة، ويطوفون بالكعبة المُشرَّفة، ثمّ يُؤدّون أربع ركعاتٍ أُخرى، ثمّ يطوفون مرّةً أخرى بالبيت، ولذلك سُمِّيت صلاة القيام في رمضان بصلاة التراويح، وأورد الإمام ابن حجر العسقلانيّ في شرحه لصحيح البخاري أنّ تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم ترجع إلى ما كان من فِعل الصحابة -رضي الله عنهم-؛ إذ كانوا يستريحون في قيام رمضان، وذلك أوّل ما شُرِعت تلك الصلاة.

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم ، سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم التّراويح جمعُ ترويحة، وفي لغة العرب تُطلق في الأصل على الجلسة مُطلقاً، ومن هنا سُمّيت الجلسة التي تأتي بعد كلّ أربع ركعات من قيام ليالي رمضان ترويحة، حيث يجلسُ المصلّون للاستراحة بين كلّ أربع ركعات، ثمّ تعارف المسلمون على قيام رمضان بصلاة التراويح مجازاً.

لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم  ، واتّفق الفقهاء على مشروعيّة هذه الاستراحة؛ لورودها عن السلف؛ لأنّهم كانوا يُطيلون القيام في صلاة التراويح، فيجلسون للاستراحة، وقد ذهب الحنفية إلى أنّ حُكم هذه الاستراحة مندوب، وعلى المُصلّي إشغالها بالسكوت، أو الصلاة، أو التسبيح، أو قراءة القرآن، في حين يرى الحنابلة بجواز ترك الاستراحة بعد كلّ أربع ركعات، ولا يُسَنّ لمَن جلس للاستراحة أن يدعو بدعاء مُعيَّن.

صلاة التراويح

معنى كلمة التراويح

معنى كلمة التراويح عُرِّفت التراويح في اللغة، والاصطلاح الشرعيّ، على النحو الآتي: التراويح في اللغة: جمع ترويحة، وهي مُشتَقّةٌ من المُراوحة، على وزن مفاعلةٌ، من الفعل الرباعيّ (راوح)، يُقال: راوح فلان بين قوائم الفرس؛ أي أنّه رفع أحدها؛ ليستريح الفرس من القيام، ويُراد بالترويحة: الجلسة التي يستريح الناس بها، وقد أُطلِق على صلاة القيام في شهر رمضان صلاة التراويح؛ لأنّها تشتمل على جلسة استراحة بين الركعات؛ إذ يستريح المُصلّون فيها بعد أداء أربع ركعاتٍ، قبل إتمام صلاتهم، وقد عرَّف البرجنديّ الترويحة بأنّها: الراحة لمرّةٍ واحدةٍ.

معنى كلمة التراويح  في الاصطلاح الشرعيّ: تُطلَق كلمة (التراويح) في الشرع على صلاة القيام التي يُؤدّيها المسلمون في ليالي شهر رمضان، وتُؤدّى ركعتَين ركعتَين، على اختلافٍ بين العلماء في عدد ركعاتها، وغير ذلك من المسائل المُتعلِّقة بها.


القدر المناسب للقراءة في صلاة التراويح

اتفق الفقهاء على أنه يُجزئ فى صلاة التروايح من القراءة ما يُجزئ فى سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن فى الشهر؛ لما روى البخاري ومسلم فى "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة- رضي الله عنها- قالت: "أَسَرَّ إلى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".

وأقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة 10 آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك .


فضل صلاة التراويح وقيام الليل

عدّ العُلماءُ بضعة َفضائل لقيام اللّيل، منها:
1- عناية النبيّ - عليه الصّلاة والسّلام - بقيام اللّيل حتى تفطّرت قدماه، فقد كان يجتهدُ في القيام اجتهادًا عظيمًا.
2- قيامُ اللّيل من أعظم أسبابِ دخول الجنّة.
3- قيامُ اللّيل من أسباب رَفع الدّرجات في الجنّة.
4- المحافظونَ على قيام اللّيل مُحسنونَ مُستحقّون لرحمة الله وجنّته، فقد مدح الله أهل قيام اللّيل، وعدَّهم في جملة عباده الأبرار.
5-مدح الله أهل قيام اللّيل في جملة عباده الأبرار، فقال - عزَّ وَجَل -: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).
6- قيام اللّيل أفضَلُ الصّلاة بعد الفريضة.
7-قيامُ اللّيل مُكفِّرٌ للسّيئاتِ ومنهاةٌ للآثام.
8-شرفُ المُؤمن قيام اللّيل.
9-قيامُ اللّيل يُغْبَطُ عليه صاحبه لعظيم ثوابه، فهو خير من الدّنيا وما فيها.
10- من أسباب مغفرة الذنوب، ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان.