الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرنسا تُصعد ضد موسكو وتعلن قدرتها الاستغناء عن الغاز الروسي..هل تقلدها أوروبا؟

الدول الأوروبية بين
الدول الأوروبية بين التحفظ والتخلي عن النفط الروسي

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية يومها 55، وسط حالة من الرفض الدولي والمطالبة بوقف عمليات القتال.

ويخرج علينا القادة الأوروبيون يوميا بتصريحات عن العقوبات التي يفرضها الغرب ضد روسيا وخاصة المتعلقة بوقف امتدادات النفط من روسيا إلى أوروبا.

وفرضت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا بعد اندلاع العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي، وتضمنت العقوبات وقف امتدادات النفط من روسيا إلى الدول الغربية، خاصة أوروبا، وأعلنت بعض الشركات العاملة في السوق الروسية وقف تعاملاتها.

تمديد العقوبات على روسيا 

ويمثل امتدادات الغاز الروسي إلى أوروبا 40% من واردات النفط، ويرى بعض المراقبين أن مسألة استغناء الغرب وتحديدا أوروبا عن النفط الروسي في هذا التوقيت مسألة بها بعض من الصعوبة.

استغناء فرنسا عن الغاز الروسي 

وأفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن بلاده لا تحتاج إلى الغاز الروسي، عكس دول أوروبية أخرى تعتمد عليه.

وقال ماكرون في لقاء تليفزيوني إن “أوروبا تعتمد على الغاز الروسي لكن فرنسا ليست بحاجة إليه، وإن باريس تعمل على شراء الغاز من دول أخرى”.

وكان ماكرون دعا في وقت سابق، إلى فرض قيود على إمدادات النفط والفحم من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ويخوض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معركة مصيرية لإقناع الناخبين اليساريين وكثير منهم خرجوا إلى الشوارع لمعارضة حكومته على مدى السنوات الخمس الماضية بالخروج يوم الأحد لمنحه فترة ولاية ثانية.

إيمانويل ماكرون 

وقف الغاز الروسي مسألة أخلاقية

وفي هذا الصدد، قال خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي ورئيس جمعية مصر فرنسا 2000، إن فرنسا لا تعتمد إلا بنسبة لا تتجاوز 20%على الغاز الروسي، ولهذا يمكنها الاستغناء عنه، وأن قرار فرنسا بعدم فرض عقوبات من خلال وقف الغاز الروسي مسألة أخلاقية وبصفة خاصة أنها تتراس الاتحاد الأوروبي حتى يونيو القادم وتربطها علاقات متميزة وثنائية واستراتيجية مع ألمانيا.

وأوضح شقير، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه رغم هذا لم تتخذ فرنسا هذا القرار لأنه سيسبب ألماً اقتصاديا كبيرا للجانب الألماني وشللا في قطاع الأعمال في وقت لا يمكن تعويض الغاز لألمانيا،  لأنها لا تملك محطات للغاز المسال وفرنسا تملك أربع محطات، وفي إطار العمل لمحطة خامسة بمدينة لوهافر على المحيط الأطلسي.

ألم اقتصادي لروسيا من قبل فرنسا 

وتابع: “تستعد فرنسا الآن لاتخاذ قرار بمنع النفط وإحداث عقوبة سادسة جديدة من قبلها وقبل الاتحاد الأوروبي يمكن أن يتسبب في ألم للاقتصاد الروسي، لأنها تعتمد على الأموال التي تحصل عليها من خلال النفط وليس من خلال الغاز، وهذا ما أكده منذ قليل وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير لإذاعة ”Europe 1". 

وأكد أنه "من المعروف أن الرئيس إيمانويل ماكرون له استراتيجية محدده تهدف إلى استعداء روسيا حتى من قبل الأزمة الأوكرانية، وأن أطرافا أخرى تريد التخلص من روسيا، وأن آلام هذه العملية وآثارها الاقتصادية ستسبب ألما كبيرا وزيادة للتضخم وهزات اقتصادية للقارة العجوز، وهي كانت في غنى عنها".

خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي ورئيس جمعية مصر فرنسا 2000

جدير بالذكر أن بعض الدول الأوروبية تعتمد بشكل حصري على الغاز الروسي، ويبرز في هذا الجانب: جمهورية شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوفا.

كما أن الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي، بلغ نسبة تجاوزت الـ 90% بالنسبة لفنلندا ولاتفيا، بينما وصل إلى 89% بالنسبة لصربيا، أما بلجيكا فبلغت نسبة تبعيتها للغاز الروسي، 77%، وألمانيا 49%، وإيطاليا 46%، وبولندا 40%، وأما فرنسا فوصلت النسبة إلى 24%.

من خلال الإحصاءات، يتبين الاعتماد المنخفض لإمدادات الغاز الروسي في هولندا 11% ورومانيا 10%، في حين بلغت نسبة إمدادات الغاز الروسي لجورجيا 6%، وتصدرت روسيا قائمة الدول بمستوى أعلى من مخزون الغاز الطبيعي.

وكانت ألمانيا إلى حد بعيد أكبر مستورد للغاز من روسيا، حيث استحوذت وحدها على ما يقرب من ثلث واردات دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين من الغاز الروسي . 

واستوردت ألمانيا ضعف ما تلقته إيطاليا من إمدادات الغاز الروسي تقريبًا وأكثر بثلاثة أضعاف حجم ما استوردته هولندا.

الدولة الأكثر استيرادا للنفط الروسي

تعد ألمانيا أكبر الدول الأوروبية استيرادا من النفط الروسي بمتوسط شهري 0.84 مليون برميل يوميا، بحسب الأرقام المعلنة عن شهر نوفمبر من العام الماضي.

جدير بالذكر أن ألمانيا قررت تعليق خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2، ردا على التصعيد الروسي في أوكرانيا.

دول أوروبية تعتمد على النفط الروسي