الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاه للقاضى: أبى رفض الانفاق على .. وامى تخلت عن علاج السرطان لشراء "جهازى"

صدى البلد

 7 سنوات لم ترى فيهما والدها الا نادرا بحكم سكنه فى شارع بالقرب منها ، تخطفه بعينيها من بعيد كلما رأته ،  وتتجاهل نظراته الحادة عندما تقترب منه ، فمنذ إنفصاله عن والدتها لم يزرهما  ساعة واحدة ،  واكتفى فقط  بإرسال بضع من الجنيهات اليهما ، للإنفاق على مأكلهم ومشربهم بشكل ودى بعيدا عن المحاكم ، فهو إبن عم والدتها قبل أن يكون زوجها ، وقد اتفقا عائليا على عدم اللجوء للمحاكم .

حاولت الفتاة كثيرا غلق قلبها أمام أى شاب يريد أن يفتحه ليبدأ معها مشروع زواج ، عاشت سنوات الإنفصال عن والدها كالرجل ، تسخر حياتها فى عملها بمتجر الملابس  ، فهى تعلم جيدا أن والدتها غير قادرة على توفير نفقات الزواج وسط تجاهل من الأب ، الذى تزوج  من أخرى وأنجب طفل . 

شعرت الأم بحزن إبنتها ، والحمل الذى  تضعه على عاتقها ، أخبرتها أن الأموال متوفرة ، وعليها ان تفتح قلبها لأى شاب  يطرقه ولاتخشى شىء . 

مرت أشهر وتقدم للفتاه ، شاب يعمل فى المحاماه ، خطف قلبها ، شعرت معه بالأمان ، وبدأت مع والدتها شراء "جهازها " من أجهزة كهربائية ولوازم الفرح سواء بالإستدانه من الأقارب أو من العمل . 

 انعقد الزفاف ،وغاب الأب كعادته ، وذهبت الفتاه الى منزل الزوجية ، فى حين  تحملت  الأم المعاناه ، مابين ديون واقساط ثمن  جهاز ابنتها ، ومرض ينهش فى جسدها .  

شعرت الفتاه أنه لاحل أمامها سوى اللجوء للقضاء وكسر العادات والتقاليد ، استجابت لنصيحة زوجها المحامى ..أقامت دعوى أمام محكمة الأسرة بدمنهور لإلزام الأب بسداد قيمة جهازها . 

ومع انعقاد الجلسة الاولى ..وبعد رفض الصلح بين الطرفين .. استمعت المحكمة الى الفتاه ، التى قصت للقاضى مأساتها  بعد إنفصال والديها . 

قالت " 7سنوات سيدى القاضى وأنا لاحول لى ولاقوة ، تحولت المشاكل بين أبى وأمى الى ثأر ، الكل يبحث عن وسيله للقضاء على الأخر ، لكن المرض كان قريب من أمى ، أصابها " الخبيث " ورغم ذلك تخلت عن الأدوية والعلاج فى سبيل شراء جهازى ولوزام العرس من أجل إتمام زفافى ، بعد أن رفض أبى تحمل جنيها واحدا  . 

اضافت الفتاة " تحول قلب ابى الى حجر ، كل مايهمه هو الانتقام من والدتى التى طلبت الطلاق بعد علمها برغبته فى الزواج من ثانية دون اى سبب سوى انه يريد التغيير " ..تجاهلنا سيدى القاضى ، لم يزر بيتنا منذ الانفصال حتى الان ..ويعيش فى سعادة مع زوجته الاولى  " . 

واشار  " كل مايهمنى سيدى القاضى هو أن يتحمل أبى واجبه وأن يستكمل حمل الأمانة ، ويسدد فواتير جهازى قبل أن تصدر المحاكم أحكام بسجن أمى  التى تحارب السرطان بكل قوتها " .

بعدها استمعت المحكمة الى الأب الذى أكد ان معاشه لايكفى سوى لأسرته الصغيرة المكونه من زوجه وإبن ، بجانب علاج السكر الذى أصابه مؤخرا . 

وبعد تداول القضية عدة جلسات ..قضت المحكمة بالزام الاب بسداد فواتير جهاز ابنته .وتحمل جهازها كاملا . 

واكدت المحكمة   انه إذا لم يكن للصغير مال فنفقته على أبيه وهذا يتفق مع الأصل الشرعي .    

واضافت انه لما كان الأب هو المنوط به النفقة على ابنته حتى يصل بها إلى سعادتها المتمثل في زفافها وأن يمد يد العون والمساعدة بكل ما أوتى من مال حتى تنتقل إلى كنف زوجها وبعد ذلك تسقط نفقتها عنه التي تنتقل إلى زوجها.

واشارت  أن  الثابت من الأوراق أن  الأم  سددت   70الف جنيه نظير تجهيز ابنتها  استعدادا للزواج  وفقا لما هو وارد من  قيمة شراء الأجهزة الكهربائية والمرفق بالفواتير . 

وأضافت انه بعد ان اثبتت  "الابنة"   عدم وفاء الأب بالتزاماته ،  فقد  وقفت على المحكمة على قدرة المدعى عليه على الإنفاق على ابنته بشأن تجهيزها،  حسبما ورد فى افادة معاشه وتبين انه يبلغ  6500 جنيه . . وهو مبلغ كاف لمساعدة ابنته .. لذلك قضت بالزامه بسداد كافة فواتير جهاز ابنته . 

.