تتعرض دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى مشاكل سياسية كبيرة تهدد بإقامة انتخابات مبكرة وإقالة الحكومة الحالية بقيادة نفتالي بينيت، وذلك بسبب استقالة عضو الكنيست أيديت سيلمان المفاجئة التي هزت المشهد السياسي في إسرائيل وأطلق عليها "أزمة الحاميتس".
وبدأت الأزمة عندما وجه وزير الصحة الإسرائيلي رسالة إلى المستشفيات يسمح بموجبها بإدخال مأكولات الـ "حاميتس" خلال عطلة عيد الفصح اليهودي الأسبوع المقبل.
ومن المعروف أن الديانية اليهودية تحرم مأكولات الـ "حاميتس" خلال أسبوع عيد الفصح، وتشمل القمح والشوفان والحنطة، مما دعا النائبة بالكينست الإسرائيلي "مجلس النواب الإسرائيلي" أيديت سيلمان للاستقالة من منصبها.
وبعد حدوث الأزمة فإن حكومة نفتالي بينيت بإمكانها أن تبقى ولكنها لن تكون قادرة على تمرير التشريعات بالكنيست لامتلاكها تأييد 60 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120.
ومن السيناريوهات المطروحة لحل الأزمة، بأن تتقدم الحكومة بتقديم استقالتها وعمل انتخابات مبكرة، ولكن هناك سيناريو آخر مطروح أن يعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت إلى البقاء ومحاولة تغيير هذه الواقع حتى مطلع العام المقبل.
وهذا السيناريو من الممكن ألا يسير كما هو مخطط له، إذ يمكن أن يجد نفتالي بينيت نفسه مضطرا لتقديم استقالة حكومته في حال نجح حزب (الليكود) بزعامة بنيامين نتنياهو، في استمالة نائب آخر من الأحزاب الداعمة للحكومة، وهو ما لا يخفي نتنياهو أنه يسعى إليه.
وفي هذه الحالة سيتم حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة، وعندها سيصبح وزير الخارجية يائير لابيد هو الرئيس الانتقالي للحكومة لحين تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات.
كما ان هناك احتمالا آخر وهو أن يتمكن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة معتمدا على الأحزاب اليمينية التي تدعمه وأيضا الأحزاب اليمينية في الحكومة مثل حزب (أمل جديد) برئاسة جدعون ساعر.
مظاهرات في إسرائيل
وعلى خلفية الأزمة الحالية في دولة الاحتلال، فقد قامت مظاهرات حاشدة في القدس الغربية شارك بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، نتنياهو، حيث قال"جئنا لكي نقول أمرا واحدا لهذه الحكومة: اذهبوا إلى بيوتكم".
وأضاف: "أنتم تتسببون بالضرر للهوية اليهودية، اذهبوا إلى بيوتكم لأنكم ضعفاء، أنتم ضعفاء في وجه إيران، أنتم ضعفاء في وجه الإرهاب".
وتعتبر هذه المظاهرات التي كانت محددة منذ عدة أيام، الأكبر منذ تشكيل الحكومة الحالية منتصف العام الماضي.
دخول نتنياهو على الخط
ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن استقالة عضو الكينست الإسرائيلي عن حزب اليمين أيديت سيلمان ستؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار داخل إسرائيل في الفترة المقبلة.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن نتنياهو رئيس الوزراء الأسبق، دخل في الصورة وعرض على أيديت سليمان أن تحتل المركز العاشر في قائمة حزب الليكود في الانتخابات القادمة.
وأشار إلى أن هناك مشكلة أخرى تواجه نفتالي بينيت وحزبه، وهي خروج ثلاثة أعضاء أيضا من الائتلاف الذى يشكل من 61 نائبا من البرلمان من 8 أحزاب.
وتابع: "لذلك الخلاف ليس على مأكولات الحاميتس والخلاف مع وزير الصحة الإسرائيلي التي تقدمت باستقالتها، ولكن هناك صراعات منذ فترة بداخل الحكومة".
وتوقع فهمي أن تكون هناك استقالات أخرى بداخل الحكومة بسبب الصراعات القائمة، وأن هناك استعدادا داخل حزب الليكود لأى تطور.
وأشار فهمي إلى أن الأمور إذا سارت إلى عقد انتخابات جديدة سيستقيل نفتالي بينيت بموجب اتفاق الائتلاف ويتولى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد مهام الحكومة إلى حين أن تجري الانتخابات.
وأوضح فهمي أن الحكومة الإسرائيلية أصبحت في وضع ضعيف لديها 60 مقعدا في الكنيست مقابل 60 معارضا لذلك أى خروج عن الصف سيهدر فرص الحكومة.
وتابع: "آخر استطلاعات الرأي في إسرائيل يشير إلى أن هناك 10% من الإسرائيليين يرون أن بينيت الرجل المناسب، بينما 52% يرون أن نتنياهو المناسب".
وأكمل: "إذا ترشح نتنياهو إلى الحكم فسيحتاج إلى تصويت 61 نائبا في الكينسيت، ولكنه لا يملك هذا الرقم من الأعضاء حتي الآن ومازال يحاكم بتهم الفساد الموجهة إليه".
سيناريوهات التعامل مع الأزمة
وعن سيناريوهات نفتالي بينيت للتعامل مع الأزمة الحالية، قال فهمي إن السيناريو الأول أن يبقي على ائتلافه الحاكم كما هو بـ 60 مقعدا ولكنه سيواجه العديد من المشاكل.
وأشار إلى أن الحركة الإسلامية بداخل الكينست لديها دور في هذه الأزمة، ومن الناحية التنظيمية يمكن لحزب اليمين أن يخسر نائبا آخر.
ولفت إلى أن السيناريو الثاني هو محاولة ضم الأحزاب الدينية، وهو الحل الأنسب لبينيت الآن، ولكن يجب أن يحدث قبل تمرير الموازنة العامة.
وتابع فهمي: "بالنسبة للسيناريو الثالث هو نجاح نتنياهو في تشكيل ائتلاف وهو لديه 54 مقعدا حتى الآن".
وأكمل: "السيناريو الرابع هو عدم إيجاد الحكومة الحالية حلولا للأزمة ونجاح وزير الخارجية يائير لابيد في تشكيل حكومة جديدة".